رسالة إلى رجل
عمري
عمري .. جواز سفر لم تنته الأيام من تقليب صفحاته .. ويوم ينتهي لن أستطيع أن أصنع له بدل فاقد.. كل الذي أملكه أن أحاول نقش جدران نفسي بآمال مشرقة للغد .. تدفعني لتكملة مسيرة حياتي دون أن أبكي على ذكريات مضت ..حتى لا تغرق أيامي في سلسلة من دموع يائسة لا تقوى كلمات حب صادقة على أن تمسحها.. لأني لحظتها أكون قد فقدت قدرتين .. قدرتي على الحب وقدرتي على التمييز .. وهذا مما يخطف مني إحساسي بالحياة ..
رسالة إلى رجل
عندما تصلك رسالتي أكون قد قطعت كل تيارات المشاعر التي ربطتني بك وستجد الظلام قد زحف على أروقة قلبك بعد أن قطعت أسلاك الحب التي جمعتنا.. قررت بعد صراع عنيف مع نفسي أن أكسر غلاف هوائك الذي كنت تحيطني به.. فقد نفد أوكسجين طاقتي.. وفقدت القدرة على السباحة في فضاء عالمك الوهمي ..
حروف اسمك لم تعد معاني مفرداتها تهزني.. أفكارك فشلت في السيطرة على ومضات عقلي حتى موسيقى صوتك أصبحت إيقاعاتها نشازاً في أذني .
خلافي معك.. أنني أعتبر الحب حالة وجدانية أغرق في أعماقها.. أبيع كل سنين عمري لأجل من أهوى.. فهو قدر يسيرني ورشفة ماء تطفئ ظمأ تأجج أشواقي ..
وأنت رجل اعتاد أن يتعامل مع النساء بأسلوب العرض والطلب.. وكنت تقدم لي الكثير من الصفقات.. وأرفض أن أستولي على مناقصة في مشاريع علاقاتك.. ليس لأنني امرأة غبية لا تجيد اغتنام فرص حياتها.. ولكن لثقتي بأني أعظم رصيد حققت من ورائه تجارة عمرك ..
ترى هل أنا امرأة أسطورية في عصر لا يعترف بالأساطير..!! أم أنني امرأة خيالية تبحث عن واقع أرض ماتت فيها الرومانسية منذ مئات السنين ..
إن السدود بيني وبينك قد زادت ارتفاعاً.. وتعالى الموج حتى أصبح من الصعب أن تتعامل معه بمجدافين يسيران في اتجاهين متعاكسين ..
فأنا أنثى تبحث عن رجل يغرق نفسه في بحور تأملاتي.. يشاطرني أمسي.. ويومي.. وغدي.. يعيش معي حالة عشق مجنونة بعيدة عن كل المرادفات الموجودة في معجم الحياة.. ويرى من خلالي كل نساء الأرض .
وأنت رجل يهوى الإبحار كل يوم بحثاً عن مرافئ جديدة.. وقارات بعيدة يكتشف زواياها.. ومخابئها.. ويرسم خطوطها ومعالمها.. ثم يعود ليقلع من جديد منقباً عن المجهول..
لذا من الصعب أن نلتقي على ظهر سفينة واحدة ..
زينب حنفي