الأخوة في الله
أغلى ما يتمناه المرء منا أن يكون له اخوه في الله لذا يجب علينا أن نفهم أولا معنى (الأخوة في الله ) فهي مخادعة في معانيها خاصة عند بعض الناس فليس كل الأشخاص يستطيعون تحمل مسئولياتها وواجباتها وليعلم الجميع بأن أكبر خطر على الأخوة في الله هي العلاقات الشخصية التي تأتي من أحد الطرفين فتفسدها لكل شخص منا علاقاته الشخصية والأخوية مع الناس وهذه فطره منذ خلق الله الخلق وتختلف العلاقات من صداقة الى أخوة في الله .
معنى الأخوة في الله
هي رباط ايماني يقوم على منهج الله , ينبثق من التقوى ويرتكز على الاعتصام بحبل الله , وهي صفة ملازمة للايمان , وخصلة مرافقة للتقوى , اذ لا اخوة بدون ايمان, ولا ايمان بدون اخوه قال تعالى (انما المؤمنون اخوه )
ويجب علينا أولا أن نعرف معنى عبارة ( في الله )
وهي أن يكون من أريد أن اتخذه اخا لي شخصا يحب الله ورسوله , ويعمل ملتزما بما تفرضة كلمة الحب لله ورسوله اي ان تكون أقواله وأفكارة وأفعاله مصيوغه بصيغه الشرع , خالصه لله تعالى دون ان يكون محبا للظهور أو مترفعا بنفسه عن أخوانه معجبا بها مؤثرا اياها .
أداب الأخوة في الله
أن يكون عاقل - ان يكون حسن الخلق - تقيا - ملازم للكتاب والسنة
كما يجب علينا تانيا أن تعرف معنى كلمة ( لله )
هي أن تكون هذة الأمور خالصه من شوائب النفس والهوى , فمن يتذكر أنه أخ في الله عند حاجته لي وينسى ذلك عند حاجتي أنا اليه فهو بالطبع لم يشم رائحه الأخوه ولم يعرفها وهؤلاء هم من يسيئون في كل يوم الى الأخوه في الله وهمهم الانتفاع بالمال أو الجاه أو مجرد الاستئناس بالمشاهده والمجاورة.
ومن أعجب بشخص لهيئته فقط كاعجابه بصفاته الجسديه من طول أو جمال أو حركات أو لمجرد التوافق النفسي والمزاجي بينهم فهي ليست أخوة في الله بقدر ما هي حاجه مستقره في قلب من يشعر بهذا الشعور ليس لها علاقه بالمقاييس الربانية فلأخوة والتي نحاول أن نضع أيدينا عليها من خلال التعريف على حقوق الأخوة والصحبه وقياس مدى التزامنا بها مع الوضع في الاعتبار انها حقوق متبادله , ليست لطرف دون الأخر .
حقوق الأخوه والصحبه وهي كما ذكرها أبو حامد الغزالي رحمه الله
الحق الأول في المال
وهذا يقتضي المساهمة في السراء والضراء والمشاركه في المال والحال والمواساه بالمال مع الأخوه .
الحق الثاني في اللسان
بالسكوت مرة والنطق مره أخرى ... أما السكوت فهو أن تسكت عن ذكر وعمل كل ما قد يؤذيه . وأما النطق فهو أن تتودد اليه بلسانك بما يحمله قلبك له من محبه كما أمر عليه الصلاه والسلام ( اذا أحب احدكم أخاه فليخبره ) رواه الترمذي بسند صحيح
الحق الثالث العفو عن الزلات والهفوات
وهي اما تقصير معك في حقك أو تقصير مع الله بالمعصيه ففي الأولى يجب أتخاذ العذر له كما قيل ( اتخذ لأخيك بضعا وسبعين عذرا ) وأسو اخوانك من أحوجك الى اعتذار أو الجأك الى مداراه . وأما الثانيه فيجب التلطف في نصحه بما يعيده الى حاله وتكن عونا للشيطان عليه بشرط الا تخاف على نفسك أن تتأثر بمعصيته وتنجرف معه فيها .
الحق الرابع الدعاء له
فتدعو له كما تدعو لنفسك وقد جاء في الحديث ( ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب الا قال الملك : ولك بمثل ) رواة مسلم
الحق الخامس الوفاء والاخلاص
ومعناه الثبات على المحبه لأن الوفاء بالعهد من الايمان فلا تترفع عنه اذا رفعك الله
الحق السادس التخفيف وترك التكلف
وذلك بألا تكلفه ما يشق عليه وقد قال الفضيل رحمه الله : انما تقاطع الناس بالتكلف , يزور أحدهم اخاه فيتكلف له فيقطعه ذلك عنه وقال جعفر الصادق رضي الله عنه : أثقل أخواني من يتكلف لي واتحفظ منه وأخفهم على قلبي من أكون معه كما أكون وحدي .
ثمرات الأخوه في الله
ا- انه يتذوق حلاوة الايمان
2- انه يستشعر محبه الله ورسوله ويجد حلاوتها في قلبه
3- ان المحبه في الله هي عنوان التوفيق في الدنيا ورضوان الله في الاخره
4 - ان ينال الأمن ويعد من الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل الا ظله
5 - ان المتحابين في الله مع الذين انعم الله عليهم من المرسلين والنبيين والشهداء والصالحين يوم القيامه
6- ان الداعي الى الاخوه والمحبه في الله له نصيب بالخير والاجر
7- وأخيرا فان أهم ثمره بأن جزائها الجنه .
وسائل توثيق عرى المحبة
1- اذا أحب الرجل أخاه فليخبره انه يحبه
2- اذا لقي أخاه فليطلق وجهه عند اللقاء
3- اذا لقي اخاه فليبادر بمصافحته
4- اذا فارق الأخ أخاه فليطلب منه الدعاء له في ضهر الغيب
5- أن يؤدي له حقوق الأخوه كامله
6- أن يكثر من زيارته من فترة لأخرى
7- أن يقدم له الهدايا في المناسبات
ودمتم اخواني واخواتي بالله بحفظ الله ورعايتة
وجعلكم من اهل الجنة انا وانتم اخواني واخواتي بالله وجميع المسلمين
امين يا رب العالمين