لـمّـا طلب آدم الخلود في الجنة من جانب الشجرة ، عُوقب بالخروج منها ، ولما طلب يوسف الخروج من السجن من جهة صاحب الرؤيا لبث فيه بضع سنين .
((الفوائد)) للإمام ابن القيم رحمه الله تعالى ص (47) .
المشاهدة المترتبة على المقدور المكروه الذي يجري على العبد .
إذا جرى على العبد مقدورٌ يكرهه ، فله فيه ستة مشاهد :
أحدها : مشهد التوحيد , وأن الله هو الذي قدره وشاءه وخلقه ، وما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن .
الثاني : مشهد العدل ، وأنه ماضي فيه حُكْمُهُ ، عدلٌ فيه قَضَاؤُه .
الثالث : مشهد الرحمة ، وأن رحمتَّه في هذا المقدور غالبة لغضبه وانتقامه .
الرابع : مشهد الحكمة ، وأن حكمته سبحانه اقتضت ذلك ، لم يقدره سُدى ، ولا قضاه عبثا .
الخامس : مشهد الحمد ، وأن له سبحانه الحمدَ التامَّ على ذلك من جميع وجوهه .
السادس : مشهد العبودية ، وأنه عبدٌ محض من كل وجه ، تجري عليه أحكام سيده وأقضيته بحكم كونه ملكه وعبده ، فيصرفه تحت أحكامه القدرية كما يصرفه تحت أحكامه الدينية ؛ فهو محلٌ لجريان هذه الأحكام عليه.
قلة التوفيق ، وفساد الرأي ، وخفاء الحق ، وفساد القلب ، وخمول الذكر ، وإضاعة الوقت ، ونفرةُ الخلق ، والوحشة ُ بين العبد وبين ربه ، ومنع إجابة الدعاء ، وقسوة القلب ، ومحق البركة في الرزق والعمر ، وحرمان العلم ، ولباس الذُّل ، وإدالةُ العدوِّ ، وضيق الصدر ، والابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلب ويضيعون الوقت ، وطول الهم والغم ، وضنكُ المعيشة ، وكسف البال : تتولد من المعصية والغفلة عن ذكر الله كما يتولد الزرع عن الماء ، والإحراق عن النار ، وأضداد هذه تتولد عن الطاعة .