قال أحد الفضلاء جزاه الله خيرا :
إن شرف الانسان وفضله ليس راجعا إلى ذاته وخلقته ،بل هو راجع إلى ما يكتسبه من الصفات الحميدة التي بها يتفاضل هذا الجنس ، وبها يتقرب أفراده إلى الله سبحانه وتعالى ،فهذه الصفات المكتسبة التي هي نتيجة الأعمال ، هي التي يتفاوت الناس بها في منازلهم وفي درجاتهم عند الله وعند الناس
وإن هذه الصفات تحتاج إلى وسائل لتحقيقها وأهم هذه الوسائل وأعظمها هو : الاستعداد للتحلي بهذه الصفات ، والاستعداد للتحلي بالصفات الحميدة مبدؤه هو الهمة التي تنبعث من قلب المؤمن ، فتدعوه إلى التحلي بتلك الصفات الحميدة ، ومن لم يجد هذه الهمة في نفسه يكتب الله له ما شاء بقدره ، ولكن لا حمد له هو في ذلك لأنه غير مكتسِب ، أما من وجد الداعية والميل في نفسه لاكتساب هذه الصفات ، فإن الله يكتب له الثواب ولو لم يتصف بتلك الصفات ولهذا قال الله تعالى { وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } [ النساء/100]
ومن هنا هذه الهمة يُكتب للإنسان ثوابها ولو لم يصل إلى مبتغاه منها ، مجرد أن تنبعث الداعية في نفس المؤمن ويريد الخير فإن الله يكتب له ثواب ذلك كما صح عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم (ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له حسنة كاملة ) فمجرد الهم تُكتب به الحسنات ، ونية المؤمن أبلغ من عمله ( إنما الاعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى)