ورد ذكر
اسم الأعراف في سورة الأعراف وهذا الإسم لسور مضروب بين الجنة والنار يحول
بين أهلهما، وروى جرير عن حذيفة أنه سئل عن أصحاب الأعراف فقال: "هم قوم
تساوت حسناتهم وسيئاتهم فقعدت بهم سيئاتهم عن دخول الجنة وتخلفت بهم
حسناتهم عن دخول النار فوقفوا هنالك على السور حتى يقضي اللّه تعالى فيهم".
والأعراف قنطرة عالية على شكل عرف بين الجنة والنار والمكث عليها مؤقت لأن
في الآخرة الناس إما في النار أو في الجنة، وأصحاب الأعراف كانوا يعرفون
الحق والباطل لكنهم لم يحسموا أمرهم فحبسوا بين الجنة والنار حتى يقضي
اللّه تعالى فيهم، "وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ
يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن
سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ"،
وسئل
ابن عباس رضي اللّه عنهما عن أصحاب الأعراف من هم، وما الأعراف، فقال: "أما
الأعراف فهو جبل بين الجنة والنار، وإنما سمي الأعراف لأنه مشرف على الجنة
والنار، وعليه أشجار وثمار وأنهار وعيون، وأما الرجال الذين يكونون عليه
فهم رجال خرجوا إلى الجهاد بغير رضا آبائهم وأمهاتهم فقتلوا في الجهاد
فمنعهم القتل في سبيل اللّه عن دخول النار، ومنعهم عقوق الوالدين عن دخول
الجنة، فهم على الأعراف حتى يقضي اللّه فيهم أمره"، فعلينا أن لا نضع
أنفسنا في هذا الموقف ونعمل جاهدين على أن نكون من أهل الجنة حتى لا نقف
هذا الموقف على الأعراف.