في فترة الاستعداد للامتحانات تقل الشهية، ونميل أكثر إلى الشطائر والوجبات الجاهزة، ونجافي الطعام الصحي بشطريه: الطازج والمطهو، وتضعف القوى، ويقل التركيز، ويصبح النسيان القنبلة الموقوتة التي تهدد مجهود الطالب بالنسف التام، أو الجزئي؛ مما يعني تدمير حلم التفوق!!
وتأتي الدراسة الجديدة التي عُرضت في مؤتمر البيولوجيا التجريبيةالذي انعقد في (سان دييجو) مؤخرًا ونشرتها وكالة (قدس برس) لتنقذ الموقف وتقدمللطلبة حلاً لمشكلة الذاكرة؛ حيث أكدت أنَّ الأطعمة الغنية بعنصر الزنك تساعد فيتحسين الأداء الأكاديمي للأطفال والمراهقين في المدرسة، وتزيد من استيعابهم وقدرتهمعلى التحصيل العلمي.
وقد وجد الباحثون في مركز بحوث التنمية البشرية- بعد متابعةأكثر من 200 طفلٍ في الصف السابع، لمدة 10 أسابيع- أنَّ زمن رد الفعل في اختباراتالذاكرة البصرية قلَّ عند الذين استهلكوا عصير الفواكه الغني بالزنك بحوالي 12% مقارنةً مع 6% للطلاب الذين شربوا عصيرًا عاديًّا.
ولاحظ هؤلاء أنَّ الإجابات الصحيحة في اختبار الكلمات كانتأكثر في طلاب مجموعة الزنك، الذين حققوا درجات أعلى وأفضل في المهمات التي تحتاجإلى التركيز والانتباه، مؤكدين على ضرورة إعادة النظر في الإرشادات الغذائيةالمتعلقة بالزنك والمقدار المناسب منه للأطفال والمراهقين.
وفي دراسةٍ سابقة أجراها عدد من الباحثين حول تأثير نقصالزنك والحديد على الذاكرة القصيرة المدى، وشملت 38 امرأةً من سن 18- 40 عامًا، وهيأكثر مجاميع أعمار النساء عرضةً للإصابة بهذا النقص.. يقول البروفسور "هارولدساندستيد"- من دائرة الوقاية الطبية والصحة العامة في جامعة تكساس الطبية، والذيساهم في الدراسة-: إنَّ النساء اللاتي تناولن الزنك والحديد بجرعة 30 ملجم من كلمنهما طوال 8 أسابيع تحسنت ذاكرتهم القصيرة المدى بنسبة تتراوح بين 15-20%، وتحسنتالذاكرة عند هؤلاء الذين تناولوا مستحضرات الحديد، في حين تحسنت الذاكرة البصرية (رؤية الأشياء وتذكرها) عند متناولي الزنك والحديد معًا.
ويقول البروفسور ساند ستيد: إنَّ أفضل مصادر الحديد والزنكهي المواد الغذائية والعشبية، مثل أبخرة المهدئات، المحار، معاجين القمح والحبوب،فول الصويا، وحب اليقطين الغنية بالحديد وكافة أنواع الحبوب والأسماك واللحوم وبذورونخالة القمح الغنية بالزنك.
وعن أهمية الزنك والأطعمة الغنية به يقول الدكتور فوزيالشوبكي- أستاذ التغذية بالمركز القومي للبحوث بالقاهرة، في حوار نشره إنَّ الزنك متوافر في البقول، كالفاصولياوالفول والعدس والبسلة والخبز الأسمر الغني بالردة، كما يوجد في الكبد والحبوبواللبن والبيض واللحوم، وأغنى الأطعمة بالزنك "المحار"، ويليها بقية الأطعمةالبحرية والأسماك وتعتبر شوربة الخضار من المصادر الغنية بالزنك، بشرط أن تؤكلبمائها، هذا مع ملاحظة أن الأطعمة المجمدة تفقد نسبةً كبيرةً من الزنك الموجودبها.
ويحدد الشوبكي القدر المطلوب من الزنك للجسم يوميًا في عدةعوامل، أهمها: العمر والنشاط الوظيفي وتركيب الطعام ودرجة حرارة الجو التي إذاارتفعت تؤدي إلى إفراز العرق بغزارة؛ مما يسبب نقص الزنك في الجسم، والمقرر اليوميللإنسان من الزنك- كما حدده العلماء- هو من (3- 5 مليجرامات) للرضَّع، و10مليجرامات للأطفال من 1- 10 سنوات، و15 مليجرام للذكور من سن 10- 50 سنة فأكثر،ونفس القدر للإناث.