الخصائص الرئيسية في الإسلام
1 - الإسلام دين التوحيد ، فالإيمان بوجود خالق واحد للعالم حقيقة تقتنع بها كل العقول المفكرة ، وهذا الخالق هو الإله المستحق للعبادة وحده : كالذبح والنذر ، ولا سيما الدعاء لقوله صلى الله عليه وسلم : « الدعاء هو العبادة » .
" حسن صحيح رواه الترمذي " .
فلا يجوز صرف شيء منها لغير الله .
2 - الإسلام يجمع ولا يُفرق : فهو يؤمن بجميع الرسل ، الذين أرسلهم الله لهداية البشر ، وتنظيم حياتهم ، والرسول محمد صلى الله عليه وسلم خاتمهم ، وشريعته نسخت ما قبلها بأمر من الله تعالى ، أرسله الله إلى الناس جميعاً لينقذهم من جَوْر الأديان المحرفة إلى عدل الإسلام المحفوظ .
3 - إن تعاليم الإسلام سهلة واضحة مفهومة ، فهو لا يقر الخرافات ولا المعتقدات الفاسدة ، والفلسفات المعقدة ، وهو صالح للتطبيق في كل زمان ومكان .
4 - إن الإسلام لا يفصل بين المادة والروح فصلا كاملا ، بل ينظر إلى الحياة على أنها وحدة تشملهما معاً ، فلا يأخذ إحداهما ويهمل الأخرى .
5 - أكد الإسلام روح التساوي والأخوة بين المسلمين ، فهو ينكر الفوارق الإقليمية والعصبية ، ففي كتابه الكريم : { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } سورة الحجرات ، آية 13 .
6 - ليس في الإسلام سلطة كهنوتية تحتكر الدين ، ولا أفكار مجردة يصعب تصديقها ، ويستطيع كل إنسان أن يقرأ كتاب الله تعالى وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حسب فهم السلف الصالح ثم يصوغ حياته طبقاً لهما .
الإسلام نظام كامل للحياة
1 - إن الإسلام ينظم الحياة البشرية في مختلف ميادينها الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية ، كما يرسم لها الطريق الصحيح لحل مشاكلها .
2 - الإسلام يسعى إلى تنظيم الحياة للإنسان ، والعنصر الرئيسي هو تنظيم الوقت ، والإسلام وحده أقوى عامل لنجاح المسلم في الدنيا والآخرة .
3 - إن الإسلام عقيدة قبل أن يكون شريعة ، فالرسول صلى الله عليه وسلم ركز جهده في مكة على التوحيد ، ثم بعد ذلك طبق الشريعة عندما انتقل إلى المدينة لإقامة الدولة الإسلامية فيها .
4 - الإسلام يدعو إلى العلم ، ويشجع على التطور العلمي النافع ، فلقد كان المسلمون في القرون الوسطى جهابذة في العلوم العصرية ، مثل ( ابن الهيثم ) و ( البيروني ) وغيرهم .
5 - الإسلام يبيح المال المكتسب من الحلال الذي لا استغلال فيه ولا غش ، ويرغب في المال الحلال للرجل الصالح الذي يدفع منه للفقراء والجهاد ، وبهذا تتحقق العدالة الاجتماعية في الأمة المسلمة التي تأخذ تشريعها من خالقها ، وفي الحديث « نعم المال الصالح للمرء الصالح » .
" صحيح رواه أحمد " .
وأما قولهم : ( ما جمع مال من حلال ) فهو مكذوب لا أصل له .
6 - الإسلام دين الجهاد والحياة : فهو يفرض على كل مسلم أن يبذل ماله وروحه في سبيل نصرة الإسلام ، وهو دين الحياة يريد من المسلم أن يعيش حياة هنيئة في ظل الإسلام ، وأن يؤثر أخراه على دنياه .
7 - إحياء الفكر الإسلامي الحر في حدود القواعد الإسلامية ، وإزالة الجمود الفكري ، والأفكار الدخيلة التي شوهت جمال الإسلام الصافي ، وحالت دون تقدم المسلمين كالبدع والخرافات والأحاديث الموضوعة وغير ذلك . .
أركان الإسلام
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، « بني الإسلام على خمس » :
1 - شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .
( لا معبود بحق إلا الله ، ومحمد مبلغ عن الله ) .
2 - وإقام الصلاة : ( أداؤها بأركانها وشروطها والخشوع فيها ) .
3 - وإيتاء الزكاة : ( إذا ملك المسلم 85 غراماً ذهباً أو ما يعادلها من النقود يدفع منها 2 . 5 في المئة بعد سنة ، وغير النقود لها مقدار معين ) .
4 - وحج البيت ( من استطاع إليه سبيلا بالمال والصحة والأمن ) .
5 - وصوم رمضان : ( الامتناع عن الطعام والشراب ، وشهوة الفرج وجميع المفطرات ، من الفجر حتى الغروب مع النية ) " متفق عليه " .
أركان الإيمان
1 - أن تؤمن بالله : ( بوحدانيته في العبادة والصفات والتشريع ) .
2 - وملائكته : ( مخلوقات من النور لتنفيذ أوامر الله ) .
3 - وكتبه : ( التوراة والإنجيل والزبور والقرآن وهو أفضلها ) .
4 - ورسله : ( أولهم نوح وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم ) .
5 - واليوم الآخر : ( يوم القيامة لمحاسبة الناس على أعمالهم ) .
6 - وتؤمن بالقدر خيره وشره ( مع الأخذ بالأسباب ) : ( الرضا بالقدر خيره وشره ، لأنه بتقدير الله وحكمته ) " رواه مسلم " .
«
الدعاء هو العبادة
»
هذا الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي ، يدل على أن الدعاء من أهم أنواع العبادة . فكما أن الصلاة لا تجوز أن تكون لرسول أو ولي ، فكذلك لا يُدعى الرسول أو الولي من دون الله .
1 - إن المسلم الذي يقول : يا رسول الله أو يا رجال الغيب غوثاً ومدداً ، هو دعاء وعبادة لغير الله ، ولو كانت نيته أن الله هو المغيث ، ومثله مثل رجل أشرك بالله عز وجل وقال : أنا في نيتي أن الإله واحد فلا يقبل منه هذا ؛ لأن كلامه دل على خلاف نيته ، فلا بد من مطابقة القول للنية والمعتقد ، وإلا كان شركاً أو كفراً لا يغفره الله إلا بتوبة .
2 - فإن قال هذا المسلم : أنا في نيتي أن أتخذهما واسطة إلى الله ، كالأمير الذي لا أستطيع أن أدخل عليه إلا بواسطة ، فهذا تشبيه الخالق بالمخلوق الظالم الذي لا يدخل عليه أحد إلا بواسطة ، وهذا التشبيه من الكفر .
قال الله تعالى منزهاً ذاته وصفاته وأفعاله :
{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } سورة الشورى ، آية 11 .
فتشبيه الله بمخلوق عادل كفر وشرك ، فكيف إذا شبهته بإنسان ظالم ؟ ! تعالى الله عما يقول الظالمون علوَا كبيرا .
3 - لقد كان المشركون في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم يعتقدون أن الله هو الخالق والرازق ، ولكنهم يدعون الأولياء الممثلين في الأصنام واسطة تقربهم إلى الله ، فلم يرض منهم هذه الواسطة ، بل كفرهم وقال لهم :
{ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ } سورة الزمر ، آية 3 .
والله تعالى قريب سميع لا يحتاج إلى واسطة ، قال تعالى :
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ }
" سورة البقرة " آية 186 .
4 - إن هؤلاء المشركين كانوا يدعون الله وحده عند الشدائد قال تعالى : { وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ } سورة يونس ، آية 22 .
وكانوا يدعون أولياءهم الممثلة في الأصنام وقت الرخاء ، فكفرهم القرآن .
فما بال بعض المسلمين يدعون غير الله من الرسل والصالحين ، ويستغيثون بهم ، ويطلبون المعونة منهم وقت الشدائد والمحن ووقت الرخاء ؟!!
ألم يقرءوا قوله تعالى : { وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ }{ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ } بعبادتهم أي بدعائهم ، " سورة الأحقاف " آية 5 ، 6 .
5 - يظن الكثير من الناس أن المشركين الذين ورد ذكرهم في القرآن كانوا يدعون أصناماً من الحجارة ، وهذا خطأ ، لأن الأصنام الذين ورد ذكرهم في القرآن كانوا رجالا صالحين : ذكر البخاري ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله تعالى في سورة نوح :
{ وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا } سورة نوح آية 23 .
قال : هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح ، فلما هلك أولئك أوحى الشيطان إلى قومهم : أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصاباً ، وسموها بأسمائهم ، ففعلوا ولم تعبد ، حتى إذا هلك أولئك ونسي العلم عبدت " ( أي الأصنام ) .
6 - قال تعالى منكراً على الذين يدعون الأنبياء والأولياء :
{ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا }{ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا } " سورة الإسراء " آية 56 ، 57 .
يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية ما خلاصته :
نزلت هذه الآية في جماعة من الإنس كانوا يعبدون الجن ويدعونهم من دون الله ، فأسلم الجن . وقيل : نزلت في جماعة من الإنس كانوا يدعون المسيح والملائكة .
فهذه الآية تنكر على من يدعو غير الله ولو كان نبيا أو وليًا .
7 - يزعم البعض أن الاستغاثة بغير الله جائزة ويقولون : المغيث على الحقيقة هو الله ، والاستغاثة بالرسول والأولياء تكون مجازاً كما تقول : شفاني الدواء والطبيب ، وهذا مردود عليهم في قول إبراهيم عليه السلام : { الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ }{ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ }{ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } " سورة الشعراء " آية 78 ، 80 .
أكد بالضمير ( هو ) في كل آية ليدل على أن الهادي والرازق والشافي هو الله لا غيره ، وأن الدواء سبب للشفاء وليس شافياً .
8 - الكثير من الناس لا يفرِق بين الاستغاثة بحي أو بميت والله تعالى يقوِل : { وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ } سورة فاطر ، آية 22 .
وقوله تعالى : { فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ } سورة القصص ، آية 15 .
وهي حكاية عن رجلِ استغاث بموسى ليحميه من عدوه ، وقد فعل ذلك { فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ } سورة القصص ، آية 15 .
أما الميت فلا تجوز الاستغاثة به ، لأنه لا يسمع الدعاء ، ولو سمع لا يستطيع الإجابة لعدم قدرته ، قال تعالى : { إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ } سورة فاطر ، آية 14 .
( وهذا نص صريحٍ في أن دعاء الأموات والغائبين شرك ) وقال تعالى : { وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ }{ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } سورة النحل ، آية 20 ، 21 .
9 - ثبت في الأحاديث الصحيحة أن الناس يوم القيامة يأتون الأنبياء فيستشفعون بهم ، حتى يأتوا محمدا فيستشفعوا به أن يفرج عنهم ، فيقول : أنا لها ، ثم يسجد تحت العرش ويطلب من الله الفرج ، وتعجيل الحساب ، وهذه الشفاعة طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم وهو حي يكلمه الناس ويكلمونه ، أن يشفع لهم عند الله ويدعو لهم بالفرج ، وهذا ما سيفعله صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي .
10 - وأكبر دليل على الفرق بين الطلب من الحي والميت هو ما فعله عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حينما نزل بهم القحط ، فطلب من العباس عم الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدعو لهم ، ولم يطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم بعد انتقاله للرفيق الأعلى .
11 - يظن بعض أهل العلم أن التوسل كالاستغاثة مع أن الفرق بينهما كبير ، فالتوسل هو الطلب من الله بواسطة فتقول مثلاً : ( اللهم بحبك وحبنا لرسول الله فرّج عنا ) فهذا جائز ، أما الاستغاثة فهي الطلب من غير الله فتقول : ( يا رسول الله فرِّج عنا ) وهذا غير جائز وهو شرك أكبر لقوله تعالى : { وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ } سورة يونس ، آية 106 . ( أي المشركين ) .
{ قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا } سورة الجن ، آية 21 .
{ قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا } سورة الجن ، آية 20 .
وقوله صلى الله عليه وسلم : « إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله » رواه الترمذي وقال : حسن صحيح " .
وقال الشاعر :
الله أسال أن يفرج كربنا ... فالكرب لا يمحوه إلا الله
أين الله
؟
الله الذي خلقنا ، أوجب علينا أن نعرف أين هو ؟ حتى نتجه إليه بقلوبنا ودعائنا وصلاتنا ، ومن لا يعرف أين ربه ؟ ! يبقى ضائعاً لا يعرف وجهة معبوده ، ولا يقوم بحق عبادته .
إن صفة العلو لله على خلقه هي كبقية الصفات الواردة في القرآن والأحاديث الصحيحة ، كالسمع والبصر والكلام والنزول وغير ذلك من صفات الله ، فإن عقيدة السلف الصالح ، والفرقة الناجية أهل السنة والجماعة الإيمان بما أخبر الله به في كتابه أو رسوله في أحاديثه من غير تأويل ولا تعطيل ، ولا تشبيه ، لقوله تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } سورة الشورى ، آية 11 .
ولما كانت هذه الصفات ، ومنها صفة علو الله على خلقه تابعة لذاته ، فإن الإيمان بها واجب ، كالإيمان بالذات العلية ، ولذلك قال الإمام مالك - رضي الله عنه - لما سئل عن معنى قوله تعالى : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } سورة طه ، آية 5 .
فقال : الاستواء معلوم ( أي العلو ) والكيف غير معقول ، والإيمان به واجب .
فانظر يا أخي المسلم إلى قول مالك - رحمه الله - ، حيث جعل الإيمان بالاستواء واجباً معرفته على كل مسلم ، وهو العلو ، ولكن كيفيته مجهولة لا يعلمها إلا الله .
إن كل منكر لصفة من صفات الله الثابتة : في القرآن والحديث ، ومنها العلو المطلق وأنه على السماء ، يكون منكرا للآيات والأحاديث الدالة على إثباتها ، وأن هذه صفات كمال ورفعة وعلو لا يجوز نفيها عن الله وإن محاولة بعض المتأخرين تأويل الآيات والصفات متأثرين بالفلسفة التي أفسدت عقائد كثير من المسلمين مما جعلهم يعطلون هذه الصفات الكمالية لله ، ويخالفون طريقة السلف وهي أسلم وأعلم وأحكم ، وما أحسن من قال :
وكل خير في اتباع من سلف ... وكل شر في ابتداع من خلف
الخلاصة
إن الإيمان بجميع الصفات الواردة في القرآن والأحاديث الصحيحة واجب ، ولا يجوز أن نفرق بين الصفات ، فنؤمن ببعضها ، على ظاهرها ، ونتأول بعضها الآخر ، فالذي يؤمن بأن الله سميع بصير لا مثيل له في سمعه وبصره ، عليه أن يؤمن بأن الله في السماء ( أي على السماء عُلوًا يليق بجلاله لا مثيل له في علوه ) لأنها كلها صفات كمال لله ، أثبتها الله لنفسه في كتابه ، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم تؤيدها الفطرة السليمة ، ويصدقها العقل السليم ، قال نعيم بن حماد شيخ البخاري :
من شبه الله بخلقه كفر ، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر ، وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه .
" ذكره في شرح العقيدة الطحاوية " .
الله فوق العرش
القرآن الكريم ، والأحاديث الصحيحة والعقل السليم ، والفطرة السليمة تؤيد ذلك .
أ - قال الله تعالى : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } سورة طه ، آية 5 . ( أي علا وارتفع ) كما جاء في البخاري عن التابعين .
2 - وقال تعالى : { أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ } . " سورة الملك ، آية 16 .
قال ابن عباس : ( هو الله ) كما في تفسير ابن الجوزي .
3 - وقال تعالى : { يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ } سورة النحل ، آية 55 .
4 - وقال تعالى عن عيسى : { بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ } سورة النساء ، آية 158 . ( أي رفعه الله إلى السماء ) .
5 - وقال تعالى { وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ } سورة الأنعام ، آية 3 .
قال ابن كثير في تفسير هذه الآية :
اتفق المفسرون على أننا لا نقول كما تقول الجهمية ( فرقة ضالة ) إن الله في كل مكان ! تعالى الله عما يقولون علوا كبير !! ( ومعنى في السماوات : على السماوات ) .
وأما قوله تعالى { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ } سورة الحديد ، آية 4 .
( أي رقيب عليكم ، شهيد على أعمالكم ، حيث كنتم ، وأين كنتم الجميع في علمه على السواء ، وتحت بصره وسمعه ) .
6 - « وعرج صلى الله عليه وسلم إلى السماء السابعة حتى كلمه ربه ، وفرض عليه خمس صلوات » . كما رواه البخاري ومسلم .
7 - وقال صلى الله عليه وسلم « ألا تأمنوني ، وأنا أمين من في السماء » ( وهو الله ) ( ومعنى في السماء على السماء ) .
" رواه البخاري ومسلم " .
8 - وقال صلى الله عليه وسلم « ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء » ( أي هو الله ) .
رواه الترمذي وقال : حسن صحيح .
9 - « سأل الرسول صلى الله عليه وسلم جارية فقال لها : أين الله ؟ فقالت : في السماء ، قال : من أنا ؟ قالت : أنت رسول الله ، قال : أعتقها فإنها مؤمنة » . رواه مسلم .
10 - وقال صلى الله عليه وسلم : « والعرش فوق الماء ، والله فوق عرشه ، وهو يعلم ما أنتم عليه » .
" حسن رواه أبو داود " .
11 - قال أبو بكر - رضي الله عنه :
" ومن كان يعبدُ الله فإن الله في السماء حيٌّ لا يموت " .
رواه الدارمي
في الرد على الجهمية بإسناد صحيح .
12 - وسئل عبد الله بن المبارك - رضي الله عنه - : كيف نعرف ربنا ؟ قال : إنه فوق السماء على العرش بائن من خَلْقه . ومعناه : أن الله فوق العرش بذاته ، منفصل من خلْقه لا يشَبهه أحد من مخلوقاته في عُلوّه .
13 - إن الأئمة الأربعة اتفقت على عُلوّ الله فوق عرشه ، لا يُشبهه أحد من مخلوقاته .
14 - المصلي يقول في سجوده ( سبحان ربي الأعلى ) ، ويرفع يديه إلى السماء عند الدعاء .
15 - الأطفال حين تسألهم : أين الله ؟ فيجيبون بفطرتهم السليمة هو في السماء .
16 - العقل الصحيح يؤيد أن الله في السماء ، ولو كان في كل مكان لأخبر به الرسول وعلمه أصحابه ، علماً بأنه توجد أماكن نجسة وقذرة ! تعالى الله عما يقولون عُلُوًا كبيراً .
17 - والقول بأن الله معنا في كل مكان بذاته يؤدي إلى تعدد الذات ، لأن الأمكنة كثيرة ومتعددة .
ولما كانت ذات الإله واحدة لا يمكن أن تتعدد بطل القول بأن الله في كل مكان بذاته ، وثبت أن الله على السماء فوق عرشه وهو معنا في كل مكان بعلمه يسمعنا ويرانا أينما كنا .
مبطلات الإسلام
إن للإسلام مبطلات إذا فعل المسلم واحداً منها فقد فعل الشرك الذي يحبط العمل ، ويُخلِّد في النار ، ولا يغفره الله إلا بتوبة .
1 - دعاء غير الله : كدعاء الأنبياء أو الأولياء الأموات أو الأحياء الغائبين لقوله الله تعالى : { وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ } ( أي المشركين ) " سورة يونس " آية 106 .
وقوله صلى الله عليه وسلم : « من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار » ( الند : المثيل والشريك ) رواه البخاري .
2 - اشمئزاز القلب من توحيد الله ، ونفوره من دعائه والاستغاثة به وحده ، وانشراح القلب عند دعاء الرسل أو الأولياء الأموات أو الأحياء الغائبين ، وطلب المعونة منهم لتوله تعالى عن المشركين : { وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } ( اشمأزت : نفرت ) " سورة الزمر " آية 45 .
( وتنطبق الآية على الذين يحاربون من يستعين بالله وحده ، ويقولون عنه : وهابي ، إذا علموا أن الوهابية تدعو للتوحيد ) .
3 - الذبح لرسول أو ولي لقوله تعالى : { فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ } ( أي صل لربك واذبح له ) " سورة الكوثر " آية 2 .
وقوله صلى الله عليه وسلم : « لعن الله من ذبح لغير الله » رواه مسلم " .
4 - النذر لمخلوق على سبيل التقرب والعبادة له ، وهي لله وحده . قال الله تعالى : { رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا } سورة آل عمران ، آية 35 .
5 - الطواف حول القبر بنية التقرب والعبادة له ، وهو خاص بالكعبة ، لقول الله تعالى : { وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ } سورة الحج ، آية 29 .
6 - الاعتماد والتوكل على غير الله ، لقول الله تعالى : { فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ } سورة يونس ، آية 84 .
7 - الركوع أو السجود بنية العبادة للملوك أو العظماء الأحياء أو الأموات إلا أن يكون جاهلاً ، لأن الركوع والسجود عبادة لله وحده .
8 - إنكار ركن من أركان الإسلام المعروفة كالصلاة والزكاة والصوم والحج ، أو إنكار ركن من أركان الإيمان : وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وبالقدر خيره وشره ، وغير ذلك مما هو معلوم من الدين بالضرورة .
9 - كراهية الإسلام ، أو كراهية شيء مجمع عليه في العبادات ، أو المعاملات ، أو الاقتصاد ، أو الأخلاق لقوله تعالى : { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ } سورة محمد ، آية 9 .
10 - الاستهزاء بشيء من القرآن ، أو الحديث الصحيح ، أو بحكم مجمع عليه من أحكام الإسلام ، لقوله تعالى : { قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ }{ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } " سورة التوبة " آية 65 ، 66 .
11 - إنكار شيء من القرآن الكريم ، أو الأحاديث الصحيحة مما يوجب الردة عن الدين إذا تعمد ذلك عن علم بلا شبهة .
12 - شتم الرب أو لعن الدين أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو الاستهزاء بحاله ، أو نقد ما جاء به مما يوجب الكفر .
13 - إنكار شيء من أسماء الله ، أو صفاته ، أو أفعاله الثابتة في الكتاب والسنة الصحيحة من غير جهل ولا تأويل .
14 - عدم الإيمان بجميع الرسل الذين أرسلهم الله لهداية الناس ، أو انتقاص أحدهم لقوله تعالى : { لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ } سورة البقرة ، آية 285 .
15 - الحكم بغير ما أنزل الله إذا اعتقد عدم صلاحية حكم الإسلام أو أجاز الحكم بغيره لقوله تعالى : { وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } سورة المائدة ، آية 44 .
16 - التحاكم لغير الإسلام ، أو عدم الرضا بحكم الإسلام ، أو يرى في نفسه ضيقاً وحرجاً في حكمه لقوله تعالى : { فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } . " سورة النساء " آية 65 .
17 - إعطاء غير الله حق التشريع كالديكتاتورية ، أو الديمقراطية ، أو غيرها ممن يسمحون بالتشريع المخالف لشرع الله .
لقوله تعالى : { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ } سورة الشورى ، آية 21 .
18 - تحريم ما أحل الله ، أو تحليل ما حرم الله ، كتحليل الزنا أو الخمر أو الربا غير متأول ، لقوله تعالى : { وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا } سورة البقرة ، آية 275 .
19 - الإيمان بالمبادئ الهدامة : كالشيوعية الملحدة ، أو الماسونية اليهودية ، أو الاشتراكية الماركسية ، أو العلمانية الخالية من الدين ، أو القومية التي تفضل غير المسلمِ العربي على المسلم الأعجمي لقوله تعالى : { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }
" سورة آل عمران " آية 85 .
20 - تبديلِ الدين والانتقال من الإسلامِ لغيره لقوله تعالى : { وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ } سورة البقرة " آية 217 .
ولقوله صلى الله عليه وسلم : « من بدل دينه فاقتلوه » " رواه البخاري " .
21 - مناصرة اليهود والنصارى والشيوعيين ومعاونتهم على المسلمين لقوله تعالى : { لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً } سورة آل عمران " آية 28 .
22 - عدم تكفير الشيوعيين المنكرين لوجود الله ، أو اليهود والنصارى الذين لا يؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم ، لأن الله كفرهم فقال : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ } سورة البينة " آية 6 .
23 - قول بعض الصوفيين بوحدة الوجود : وهو : ما في الكون إلا الله ، حتى قال زعيمهم :
وما الكلب والخنزير إلا إلهنا ... وما الله إلا راهب في كنيسة
وقال زعيمهم الحلاج : ( أنا هو ، وهو أنا ) فحكم العلماء عليه بالقتل فأعدم .
24 - القول بانفصال الدين عن الدولة ، وأنه ليس في الإسلام سياسة ، لأنه تكذيب للقرآن والحديث والسيرة النبوية .
25 - قول بعض الصوفية : إن الله سلم مقاليد الأمور لبعض الأولياء من الأقطاب وهذا شرك في أفعال الرب سبحانه ، يخالف قوله تعالى : { لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } " سورة الزمر " آية 63 .
26 - إن هذه المبطلات أشبه بنواقض الوضوء ، فإذا فعل المسلم واحدا منها ، فليجدد إسلامه ، وليترك المبطل ، وليتب إلى الله قبل أن يموت فيحبط عمله ، ويخلد في نار جهنم . قال تعالى : { لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } " سورة الزمر " آية 65 .
وعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقول :
« اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ، ونستغفرك لما لا نعلم » . " رواه أحمد بسند حسن " .
لا تصدق الدجالين
قال صلى الله عليه وسلم : « من أتى عرافا أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد » .
صحيح رواه أحمد .
يحرم تصديق المنجم والكاهن والعراف والساحر والرمَّال والمندِّل وغيرهم ممن يدعي العلم بما في النفس ، أو بالماضي والمستقبل ، لأن ذلك من اختصاص الله وحده ، كما قال الله تعالى : { وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } سورة الحديد " آية 6 .
{ قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ } " سورة النمل " آيه 65 .
وما يقع من الدجالين إنما هو التخمين والمصادفة ، وأكثره كذب من الشيطان لا يغتر به إلا ناقص العقل ، ولو كانوا يعلمون الغيب لاستخرجوا الكنوز من الأرض ، ولما أصبحوا فقراء يحتالون على الناس لأكل مالهم بالباطل ، وإن كانوا صادقين فليخبرونا عن أسرار اليهود لإحباطها .
لا تحلف بغير الله
1 - قال صلى الله عليه وسلم : « لا تحلفوا بآبائكم ، من حلف بالله فليصدق ، ومن حلف له بالله فليرض ، ومن لم يرض بالله فليس من الله » صحيح رواه ابن ماجه ، انظر صحيح الجامع 7124 .
2 - وقال صلى الله عليه وسلم : « لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ، ولا بالأنداد ، ولا تحلفوا إلا بالله ، ولا تحلفوا إلا وأنتم صادقون » صحيح رواه أبو داود ، انظر صحيح الجامع 7126 " .
3 - وقال صلى الله عليه وسلم : « من حلف بغير الله فقد أشرك » صحيح رواه أحمد وغيره " .
4 - وقال صلى الله عليه وسلم : « من حلف على يمين صبر (1) يقتطع بها مال امرئ مسلم هو فيها فاجر (2) ، لقي الله وهو عليه غضبان » . " متفق عليه " .
5 - وقال صلى الله عليه وسلم « من حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها ، فليأتِ الذي هو خير ، وليكفّر عن يمينه »
" رواه مسلم " .
6 - وقال صلى الله عليه وسلم : « من حلف فاستثنى (3) فإن شاء مضى ، وإن شاء ترك غير حنث » ( لا تلزمه كفارة اليمين ) صحيح رواه النسائي انظر صحيح الجامع 6082 .
7 - وقال عبد الله بن مسعود : " لأن أحلف بالله كاذباً خير من أحلف بغيره صادقاً " .
_________
(1) صبر : تلزمه من الحاكم .
(2) فاجر : كاذب .
(3) قال ما شاء الله .
8 - وقال صلى الله عليه وسلم : « من حلف منكم فقال في حلفه : باللات والعزى ، فليقل : لا إله إلا الله ، ومن قال لصاحبه : تعال أقامرك ، فليتصدق بشيء » . " متفق عليه " .
9 - وقال صلى الله عليه وسلم : « من حلف بملة غير الإسلام كاذباً ، فهو كما قال » " متفق عليه " .
معناه : إذا قال المسلم : إن كان فعل ذلك فهو يهودي ، فإن اعتقد تعظيم ذلك كفر ، وان قصد حقيقة التعليق فينظر ، فإن كان أراد أن يكون متصفا بذلك كفر ، لأن إرادة الكفر كفر ، وإن أراد البعد عن ذلك لم يكفر .
" انظر فتح الباري 11 / 539 " .
يستفاد من هذه الأحاديث
أ - يحرم الحلف بالنبي والكعبة والأمانة والذمة والولد والأبوين ، والشرف والأولياء وغيرها من المخلوقات ، وهو من الشرك الأصغر ، لأنه أشرك مع الله غيره في تعظيمه حينما حلف به ، وهو من كبائر الذنوب ، يجب النهي عنه ، وتركه ، والتوبة منه ، وقد يكون الحلف بغير الله من الشرك الأكبر ، وذلك إذا اعتقد الحالف بالولي أن له سرَّ التصرف ينتقم منه إذا حلف به كاذباً ، لأنه أشرك مع الله هذا الولي في التصرف والانتقام والضرر .
2 - الحلف بغير الله ليس بيمين شرعي لا يلزمه الفعل ولا الكفارة .
3 - من حلف أن يقطع رحمه ، أو يفعل معصية ، فلا يفعل وليكفر عن يمينه ، وكفارة اليمين وردت في قول الله تعالى : { لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } سورة المائدة " آية 89 .
4 - أما قوله صلى الله عليه وسلم : « من حلف بملة غير الإسلام كاذباً فهو كما قال » .
فقد قال الإمام النووي في شرحه ما يلي : أما أحكام الحديث ومعانيها ، ففيها بيان غلظ تحريم اليمين الفاجرة ، والحلف بملة غير الإسلام كقوله : هو يهودي أو نصراني إن كان كذا وكذا . " انظر شرح مسلم للنووي " .
لا تحتج بالقدر
يجب على كل مسلم الاعتقاد بأن الخير والشر بتقدير الله وعلمه وإرادته ، ولكن فعل الخير والشر من العبد باختياره ، ومراعاة الأمر والنهي واجبة على العبد ، فلا يجوز له أن يعصي الله ويقول " هكذا قدر الله ذلك " ! الله أرسل الرسل وأنزل عليهم الكتب ليبينوا طريق السعادة والشقاء ، وتكرم على الإنسان بالعقل والتفكير ، وعرّفه الضلال والرشاد ، قال الله تعالى : { إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا }
" سورة الإنسان " آية 3 .
فإذا ترك الإنسان الصلاة أو شَربَ الخمر استحق العقوبة لمخالفة أمر الله ونهيه ، وعندها يحتَاج إلى التوبة والندم ، ولا يحتج بالقدر . وإنما يحتج بالقدر عند نزول المصيبة ، فيعلم أنها من عند الله فيرضى . قال الله تعالى : { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ } ( نبرأها : نخلقها ) " سورة الحديد " آية 22 .
تعلم الوضوء والصلاة
الوضوء : شَمَّر عن يديك إلى المرفقين ، وقل : " بسم الله " .
1 - اغسل كفيك وتمضمض ، واستنشق الماء ثلاث مرات " .
2 - اغسل وجهك ، ويديك إلي المرفقين ، اليمنى فاليسرى " ثلاثا " .
3 - امسح رأسك كله مع الأذنين .
4 - اغسل رجليك إلى الكعبين ( اليمنى فاليسرى ) ثلاثا " .
التيمم : إذا تعذر عليك الماء فامسح وجهك وكفيك بالتراب .
الصلاة : " فرض الصبح ركعتان " ( النية محلها القلب ) .
1 - استقبل القبلة ، وارفع يديك إلى أذنيك ، وقل : " الله أكبر " .
2 - ضع يدك اليمنى على اليسرى على صدرك ، واقرأ : " سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك وتعالى جدك ، ولا إله غيرك " ( ويجوز قراءة غيرها مما ورد في السنة ) .
الركعة الأولى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم ( سرا ) . { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }{ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }{ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ }{ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ } آمين . بسم الله الرحمن الرحيم { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ }{ اللَّهُ الصَّمَدُ }{ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ }{ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } وغيرها من السور .
1 - ارفع يديك ، وكبر ، واركع ، وضع يديك على ركبتيك وقل : " سبحان ربي العظيم " ثلاثاً .
2 - ارفع رأسك ويديك وقل : " سمع الله لمن حمده ، اللهم ربنا لك الحمد " .
3 - كبر واسجد وضع كفيك ، وركبتيك ، وجبهتك ، وأنفك . وأصابع رجليك على الأرض تجاه القبلة ، وقل : " سبحان ربي الأعلى " ثلاثاً .
4 - ارفع رأسك من السجود ، وكبر ، وضع يديك على ركبتيك وقل : " رب اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني " .
5 - اسجد على الأرض ثانية ، وكبر :
وقل : " سبحان ربي الأعلى " ثلاثا .
6 - اجلس على رجلك اليسرى ، وانصب أصابع رجلك اليمنى ( وهذه تسمى جلسة الاستراحة ) .
الركعة الثانية 1 - انهض إلى الركعة الثانية ، وتعوذ ، وسم واقرأ سورة الفاتحة وسورة قصيرة .
2 - اركع واسجد كما تعلمت واجلس واقبض أصابع كفك اليمنى وارفع السبابة اليمنى واقرأ :
" التحيات لله والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد .
اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد " .
3 - اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال .
4 - التفت يميناً ويساراً ، وقل في كل مرة : السلام عليكم ورحمة الله .
جدول عدد ركعات الصلاة
الصلوات السنة التي قبل الفريضة الفرض السنة التي بعد الفريضة
الصبح 2 2 0
الظهر 2 و 2 4 2
العصر 2 و 2 4 0
المغرب 2 3 2
العشاء 2 4 2 و 3 وتر
الجمعة 2 تحية المسجد 2 2 و 2
من أحكام الصلاة
1 - السنة القبلية : تصلى قبل الفرض والسنة البعدية بعده .
2 - تمهل وانظر مكان سجودك ولا تلتفت .
3 - اقرأ إذا لم تسمع الإمام ، واقرأ الفاتحة في الجهرية عند سكتاته .
4 - فرض الجمعة ركعتان ولا يجوز إلا في المسجد بعد الخطبة .
5 - فرض المغرب ثلاث . صل ركعتين كما صليت في الصبح ، وعند الانتهاء من قراءة التحيات كلها لا تسلم وقم إلى الركعة الثالثة رافعاً يديك إلى كتفيك ، اقرأ الفاتحة فقط ، وتمم صلاتك كما تعلمت في الصبح .
6 - فرض الظهر والعصر والعشاء أربع ، افعل ما فعلته في المغرب وقم من الركعة الثالثة إلى الرابعة واقرأ الفاتحة فقط وتتم صلاتك .
7 - الوتر ثلاث : صلِّ ركعتين وسلم ، ثم صل ركعة منفردة وسلم ، والأفضل أن تدعو بما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم قبل الركوع :
« اللهم اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي ولا يُقضى عليك ، وإنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت ، تباركت ربنا وتعاليت » " رواه أبو داود بسند صحيح " .
8 - قف وكبر إذا اقتديت بالإمام ولو كان راكعاً ، وتحسب لك ركعة إن لحقته في الركوع وإلا فلا تحسب .
9 - إذا فاتتك ركعة أو أكثر مع الإمام فتابعه في آخر الصلاة ، ولا تسلم مع الإمام ، وقم إلى صلاة الركعات الباقية .
10 - احذر السرعة في الصلاة ، فإنها مبطلة لها ، فقد « رأى الرسول صلى الله عليه وسلم رجلاً يسرع في صلاته فقال له : " ارجع فصل فإنك لم تصلِّ " فقال له في الثالثة : علمني يا رسول الله فقال : " . . . اركع حتى تطمئن راكعاً ، ثم ارفع حتى تستوي قائما ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً . . » " متفق عليه " .
11 - إذا فاتك واجب من واجبات الصلاة ، فتركت القعود الأول مثلاً أو شككت في عدد الركعات ، فخذ بالأقل واسجد سجدتين في آخر الصلاة وسلم ، وهذا يسمى سجود السهو .
12 - لا تكثر الحركة في الصلاة ، فهي منافية للخشوع . وربما سببت فساد الصلاة إذا كانت كثيرة وغير ضرورية .
13 - وقت صلاة العشاء ينتهي عند منتصف الليل الساعة 12 أما صلاة الوتر فوقتها إلى طلوع الفجر .
من أحاديث الصلاة
1 - « صلوا كما رأيتموني أصلي » " رواه البخاري " .
2 - إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس .
( وتسمى تحية المسجد ) " رواه البخاري " .
3 - « لا تجلسوا على القبور ، ولا تصلوا إليها » " رواه مسلم " .
4 - « إذا أقيمت الصلاة ، فلا صلاة إلا المكتوبة » رواه مسلم " .
5 - « أمرت أن لا أكف ثوباً » " رواه مسلم " .
( النهي عن الصلاة وكمه مشمر أو ثوبه ) " ذكره النووي " .
6 - « أقيموا صفوفكم وتراصوا . قال أنس : وكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه ، وقدمه بقدمه . » رواه البخاري " .
7 - « إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون ، وأتوها وأنتم تمشون ، وعليكم بالسكينة ، فما أدركتم فصلوا ، وما فاتكم فأتموا . » متفق عليه " .
8 - « اركع حتى تطمئن راكعاً ، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً . » رواه البخاري " .
9 - « إذا سجدت فضع كفيك ، وارفع مرفقيك » رواه مسلم " .
10 - « إني إمامكم فلا تسبقوني بالركوع والسجود » رواه مسلم " .
11 - « أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة ، فإن صلحت صلح له سائر عمله ، وإن فسدت فسد سائر عمله . »
" رواه الطبراني والضياء وصححه الألباني وغيره بشواهده " .
وجوب صلاة الجمعة والجماعة
صلاة الجمعة والجماعة واجبة على الرجال للأدلة الآتية :
1 - قال الله تعالى : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } " سورة الجمعة " آية 9 .
2 - وقال صلى الله عليه وسلم : « من ترك ثلاث جمع تهاونا بها ، طبع الله على قلبه » " صحيح رواه أحمد " .
3 - وقال صلى الله عليه وسلم : « لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ، ثم أخالف إلى منازل قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم » . " رواه البخاري 3 / 91 " .
4 - وقال صلى الله عليه وسلم : « من سمع النداء ، فلم يأته ، فلا صلاة له إلا من عذر » ( الخوف أو المرض ) .
" صحيح ، ورواه ابن ماجه " .
5 - « أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل أعمى ، فقال : يا رسول الله ، إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد ، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخُص له ، فرخص له ، فلما ولَّى دعاه فقال : هل تسمع النداء ( بالصلاة ) ؟ قال : نعم ، قال : فأجب » . " رواه مسلم " .
6 - وقال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - : من سره أن يلقى الله غداً مسلماً ، فليحافظ على هذه الصلوات الخمس حيث ينادى بهن ، فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى ، وإنهن من سنن الهدى ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم ، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف . " رواه مسلم " .
( يهادى بين الرجلين : يتكئ عليهما ) .
فضل صلاة الجمعة والجماعة
1 - قال صلى الله عليه وسلم : « من اغتسل ، ثم أتى الجمعة ، فصلى ما قدر له ، ثم أنصت حتى يفرغ الإمام من خطبته ، ثم يصلي معه غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى ، وزيادة ثلاثة أيام ، ومن مس الحصى فقد لغا » " رواه مسلم " .
2 - وقال صلى الله عليه وسلم : « من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ، ثم راح فإنما قرب بدنة ، ومن راح في الساعة الثانية ، فكأنما قرب بقرة ، ومن راح في الساعة الثالثة ، فإنما قرب كبشاً أقرن ، ومن راح في الساعة الرابعة ، فكأنما قرب دجاجة ، من راح في الساعة الخامسة ، فكأنما قرب بيضة ، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر » " رواه مسلم " .
3 - وقال صلى الله عليه وسلم : « من صلى العشاء في جماعة ، فكأنما قام نصف الليل ، ومن صلى الصبح في جماعة ، فكأنما قام الليل كله » " رواه مسلم " .
4 - وقال صلى الله عليه وسلم : « صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته ، وصلاته في سوقه بضعاً وعشرين درجة ، وذلك أن أحدكم إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد لا ينهزه إلا الصلاة ، لا يريد إلا الصلاة ، فلم يخط خطوة إلا رفع له بها درجة ، وحط عنه بها خطيئة ، حتى يدخل المسجد ، فإذا دخل المسجد كان في صلاة ما كانت الصلاة هي تحبسه ، والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه ، يقولون : اللهم ارحمه اللهم اغفر له ، اللهم تب عليه ما لم يؤذ فيه ما لم يحدث فيه » .
" رواه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم " .
كيف أصلي الجمعة مع آدابها
1 - أغتسل يوم الجمعة ، وأقلم أظافري ، وأتطيب ، وألبس ثياباً نظيفة ، بعد الوضوء .
2 - لا آكل ثوماَ أو بصلاً نيئاً ، ولا أشرب دخاناً ، وأنظف فمي بالسواك أو المعجون .
3 - أصلي ركعتين عند الدخول إلى المسجد ، ولو كان الخطيب على المنبر ، امتثالا لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم ، حيث قال : « إذا جاء أحدكم الجمعة والإمام يخطب ، فليركع ركعتين وليتجوَّز فيهما » ( أي يخففهما ) " متفق عليه " .
4 - أجلس لسماع الخطبة من الإمام ولا أتكلم .
5 - أصلي مع الإمام ركعتين فرض الجمعة مقتدياً ( النية بالقلب ) .
6 - أصلي أربع ركعات سنة الجمعة البعدية ، أو ركعتين في البيت ، وهو الأفضل .
7 - الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة .
8 - تحري الدعاء يوم الجمعة لقوله صلى الله عليه وسلم : « إن في يوم الجمعة لساعة لا يوافقها مسلم يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه الله إياه . » متفق عليه " .
صلاة الخسوف والكسوف
1 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت « خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبعث منادياً : ( الصلاة جامعة ) فقام فصلى أربع ركوعات في ركعتين وأربع سجدات » . " رواه البخاري " .
2 - عن عائشة قالت : « كسفت الشمس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم ، فصلى بالناس فأطال القراءة ، ثم ركع ، فأطال الركوع ، ثم رفع رأسه ، فأطال القراءة - وهي دون قراءته الأولى - ثم ركع فأطال الركوع دون ركوعه الأول ، ثم رفع رأسه ، فسجد سجدتين ، ثم قام فصنع في الركعة الثانية مثل ذلك ، فسلَّم ، وقد تجلت الشمس ، فخطب الناس فقال : " إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ، ولكنهما آيتان من آيات الله يريهما عباده ، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة . . » وفي رواية : « فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا ، ثم قال : يا أمة محمد ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده ، أو تزني أمته ، يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ، ألا هل بلغت ؟ » .
" هذه رواية البخاري ومسلم باختصار من جامع الأصول ج 6 / 56 - 158 " .
كيف تصلي على الميت
؟
ينويها المصلي في قلبه ، ويكبر أربع تكبيرات .
1 - بعد التكبيرة الأولى يتعوذ ، ويسمي ، ويقرأ الفاتحة .
2 - بعد التكبيرة الثانية يقرأ الصلوات الإبراهيمية : ( اللهم صلِّ على محمد ، وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم . . ) .
3 - بعد التكبيرة الثالثة يدعو بالدعاء الوارد عن الرسول صلى الله عليه وسلم : « اللهم اغفر له وارحمه ، وعافه واعف عنه ، وأكرم نزله ووسع مدخله ، واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله دارا خيرا من داره ، وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه ، وأدخله الجنة ، وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار » . " أخرجه مسلم وغيره " .
4 - بعد التكبيرة الرابعة يدعو بما شاء ، ويسلم يمينا .
عظة الموت قال الله تعالى : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ } " سورة آل عمران " آية 185 .
وقال الشاعر :
تزود للذي لا بد منه ... فإن الموت ميقات العباد
وتب مما جنيت وأنت حي ... وكن متنبهاً قبل الرقاد
ستندم إن رحلت بغير زاد ... وتشقى إذ يناديك المنادي
أرتضى أن تكون رفيق قوم ... لهم زاد وأنت بغير زاد ؟
صلاة العيدين في المصلى
1 - « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى فأول شيء يبدأ به الصلاة » . . " رواه البخاري " .
2 - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « التكبير في الفطر : سبع في الأولى ، وخمس في الآخرة ، والقراءة بعدهما كلتيهما » " حسن رواه أبو داود " .
3 - أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أن نخرجهن في الفطر والأضحى العواتق ، والحيَّض ، وذوات الخدور ، فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ، ويشهدن الخير ودعوة المسلمين ، قلت : يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب ؟ قال : لتلبسها أختها من جلبابها . » " متفق عليه " .
يستفاد من الأحاديث 1 - صلاة العيدين ركعتان : يكبر فيها المصلي سبع تكبيرات أول الركعة الأولى ، وخمس تكبيرات في أول الركعة الثانية ، ثم يقرأ الإمام الفاتحة وسورة ، وصلاة العيدين تكون مع الجماعة .
2 - صلاة العيد تكون في المصلى ، وهو مكان قريب من المدينة يخرج إليه الرسول صلى الله عليه وسلم ، لصلاة العيدين ، ويخرج معه الصبيان والنساء الشابات ، حتى النساء المعذورات بالحيض . قال الحافظ في الفتح : وفيه الخروج إلى المصلى ، ولا يكون في المسجد إلا عن ضرورة .
مشروعية الأضحية في العيد
1 - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا : أن نصلي ، ثم نرجع فننحر ، فمن فعل ذلك فقد أص