الدولة : الجنس : تاريخ التسجيل : 27/06/2011عدد المساهمات : 910العمر : 32المهنة : الهواية :
موضوع: تطور الشعر السياسي والاجتماعي والموضوعي وخصائصهما الجمعة سبتمبر 02, 2011 11:07 pm
تطور الشعر السياسي وخصائصه نكب الوطن العربي باستعمار غاشم جثم على صدره ردحا من الزمن امتص خيراته وتركه في فقر مدقع مما أدى إلى ظهور الوعي القومي.وتطور النزعة الوطنية. كرد فعل على موجة الاستعمار. وكان الشعر السياسي اللسان المعبر عن هذه النزعة التواقة إلى الانعتاق والحرية. - فما هو الشعر السياسي ؟ وما هي أنواعه وضروبه ؟ الشعر السياسي : هو كل ما ينظم في شان من شؤون السياسة يدعو به الشاعر لقبيلة أو حزب أو دولة أو مبدأ سياسي مثل الشورى أو الديمقراطية واختلفت دواعي النظم فيه فمن الشعراء من كتب بدافع العصبية أو المنفعة وهناك من دفعه مبدأ أو تبني فكرة. أنواع الشعر السياسي:
-1- الشعرالسياسيالتحرري وقد ارتبط بحركات التحرر العربية من الاستعمار بمختلف أشكاله. وقد نشط في مطلع القرن العشرين. 2-الشعرالوطنيوقد نظم فيه الشعراء قديما وحديثا حيث وصفوا أوطانهم وعبرا عن تعلقهم بها وآمالهم في ازدهارها وتطورها. وقد قيل أن الشعر السياسي ينشط في أوقات الشدة والحصار والتعسف. لمعرفة صدق هذه المقولة علينا أن نتتبع مراحل تطور هذا الفن منذ نعومة أظافره في العصر الجاهلي إلى أن شب واستقام عوده في العصر الحديث. 1- العصرالجاهلي: كان للقصائد تأثير كبير يشبه تأثير الصحافة ووسائل الإعلام في وقتنا الحاضر فالشاعر هو لسان القبيلة والناطق الرسمي باسمها يعظم من شانها ويذود عنها ظالمة أو مظلومة. فهذا دريد بن الصمة يقول: وما أنا إلا من غزية إن غوت غويت وان ترشد غزية ارشد الشعر السياسي في هذا العصر كان يرد ضمن قصائد المدح والفخر والحماسة... فزهير بن أبي سلمى يوضح موقفه السياسي المؤيد لهرم بن سنان والحارث بن عوف في قصيدة مدح إذ يقول: تداركتما الأحلاف قد ثل عرشها وذبيان قد زلت بأقدامها النعل 1صدر الإسلام: تغيرت المفاهيم والقيم واحتدمت حرب كلامية بين المسلمين وكفار قريش فانبرى لها حسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة فجاء شعرهم دفاعا عن المبادئ الإسلامية فهذا حسان بن ثابت يدعو قريشا إلى نبذ الشرك بقوله: فأما قريش فاني لن أسالمهم حتى ينيبوا عن الغياب للرشد في هذا الشعر نبذت العصبية واستمد الشعراء معانيهم من القرآن الكريم. 3- عصربنيأمية: ظهرت أحزاب سياسية كل حزب يدعي أحقيته بالحكم منها حزب بني أمية الحاكم وحزب الخوارج وحزب عبد الله بن الزبير... ولكل حزب شعراؤه المدافعون عن مبادئه. وجل من اتبع الحزب الحاكم كان عن طريق الإغراء بالمال يقول عبد الله بن هشام السلولي مؤيدا لبني أمية: خلافة ربكم كونوا عليها إذا غمزت عنابسة أسودا 4- عهد بنيالعباس: ضعف الشعر السياسي لضعف الأحزاب وخوفها من البطش والتنكيل وقلما يصرح حزب بآرائه فهذا منصور النمري يقول:
تقتل ذرية النبي وير * * جون جنان الخلد للقاتل والبعض قد سخر مدائحه السياسية للخلفاء يضفون عليهم هالة من القدسية فهذا منصور النمري يمدح هارون الرشيد بقوله: وأي امرئ بات من هارون في سخط * فليس بالصلوات الخمس ينتفع وهذا المتنبي يصف تذمر العرب من حكم الأعاجم بقوله: وإنما الناس بالملوك وما تفلح عرب ملوكهم عجم
5- عصرالضعف: -عهد المماليك والعثمانيين - رضي العرب بحكم المماليك والعثمانيين لبلادهم وهللوا للانتصارات التي حققها هؤلاء على التتار فهذا شهاب الدين يقول: غلب التتار على البلاد فجاءهم * * من مصر تركي يجود بنفسه ويقول في الانتصار على الصليبيين: الحمد لله ذلت دولة الصلب * * وعز بالترك دين المصطفى العربي 6- العصر الحديث: عرف هذا اللون الشعري نشاطا كبيرا حيث ترك الشعراء قصور الأمراء والملوك ووقفوا إلى جانب الشعوب في نضالها ضد الاستبداد والاستعمار. فما من حدث سياسي إلا وعبر عنه الشعراء مؤيدين أو معارضين وانصب اهتمامهم على الوطن العربي بأكمله فهذا علي محمود طه يستنهض العرب داعيا إياهم إلى الاتحاد بقوله:
بني العروبة دار الدهر واختلفت * * عليكم غير شتى وأرزاء
شدوا على العروة الوثقى سواعدكم لا يصدعنكم بالخلف مشاء ويؤيده شوقي بقوله:
الدهر يقظان والأحداث لم تنم * * فما رقادكم يا اشرف الأمم ويندد الرصافي من العراق بمعاهدة ظالمة فرضها الإنجليز على العراق بقوله:
والعهد بين الإنجليز وبيننا * * كالعهد بين الشاة والرئبال
وبث محمد العيد آل خليفة الأمل في النفوس بتحقيق النصر بقوله:
أزرى بنا الذل يا خليلي * * فهل إلى العز من سبيل ؟
بلادنا أصبحت ذلـولا * أسيرة في يــد الدخيل وقد حاول الشابي استنهاض الهمم بقوله:
إذا الشعب يوما أراد الحياة فل بد أن يستجيب القدر ويلوح في وجه الاستعمار مهددا بقوله:
سيجرفك السيل سيل الدما * ويأكلك العاصف المشتعل وهذا سليمان العيسى يساند الثورة الجزائرية بقوله: إنها أمتي تشد جناحيها * فوجه التاريخ فجر انقلاب
عظمت صيحة الفداء وعزت * أن توارى في دامس الظلماء
وقد ألهمت الثورة الشعراء فتفاعلوا معها وأبدعوا في تمجيدها ومدها بالدعم المعنوي وحشد القلوب على نصرتها. فتغنى أحمد شوقي بالثورة السورية ممجدا للحرية بقوله:
وللحرية الحمراء باب * بكل يد مضرجة يدق وهذا المرحوم احمد سحنون من الجزائر يدعم القضية الفلسطينية بقوله: فلسطين إنا اجبنا الندا * * وإنا مددنا إليك اليدا ويؤكد شاعر الثورة الجزائرية مفدى زكرياء هذا التدعيم بقوله: فليت فلسطين تقفوا خطانا * وتطوي كما قد طوينا السنينا وبالقدس تهتم لا بالكراسي * تميل يســـارا بها ويمينا وفي الجملة تناول الشعراء في العصر الحديث فضح أساليب الاستعمار في قمع الشعوب كقول الشابي:
سخرت بأنات شعب ضعيف وكفك مخضوبة من دماه وأيدوا الثورات الشعبية ونددوا بالفساد السياسي ومجدوا الأبطال والزعماء والشهداء كما فعل محمد العيد في قوله:
رحم الله معشر الشهداء * * و جزاهم عنا كريم الجزاء مميزات وخصائصالشعر السياسي: يتناول الشعر السياسي المسائل التالية * - الحكم وسياسة الشعوب.
- الحملة على الاستعمار والتنديد بفظائعه.
- التغني بالحرية والاستقلال. - الدعوة إلى الحكم الدستوري. - الإشادة بالأبطال والزعماء والشهداء. ويتميز الشعر السياسي والتحرري والوطني بطابعه الإنساني لأنه يعكس تطلعات وآمال يشترك فيها جميع الناس. * كما يتميز بطابعه الوجداني. فهو غالبا يخاطب القلوب والمشاعر قبل العقول. * يؤرخ لأحداث معينة في فترات محددة فهو مادة توثيقية هامة. * يميز الأدباء حاليا بين الشعر السياسي الذي يتناول شؤون الحكم. والشعر التحرري الذي يدعو الشعوب إلى كسر قيود الاستعباد. والشعرالوطني الذي يمجد الأوطان ويلهج بحبها على حد قول ابن الرومي: ولي وطن آليت أن لا أبيعه وان لا أرى غيري له الدهر مالكا وقول إيليا أبي ماضي:
أنا في نيويورك بالجسم وبالر *وح في الشرق على تلك الهضاب أيها السائل غني من أنا ؟ أنا كا لشمس إلى الشرق انتسابي لعب الشعر السياسي دورا هاما في إيقاظ الشعوب من سباتها العميق والحث على القيام بالثورة وفضح الأساليب الاستعمارية البشعة لقمع الشعوب. فباتت ألاعيب مكشوفة.كما جعل الأواصر تشتد بين الشعوب المستعمرة التي كونت بعد الاستقلال مجموعة العالم الثالث أو الدول النامية. ويتجسد هذا في قول محمد العيد
ثورة الشعر أنتجت ثورة الشعب وعادت عليه بالآلاء
كل من لم يثر على الهون والذلة داسته أرجل الأقوياء
06 تطور الشعر الاجتماعي و خصائصه:
الشعراء مصابيح أممهم قناديل تضيء المجاهل والدروب للأمم المتخبطة في دياجير الجهل والفقر والضياع. تعريف الشعرالاجتماعي: هو الذي يتناول قضايا المجتمع بشيء من التفصيل فيبرز الداء ويصف الدواء يضخم الداء حتى تحس به الأمة فتستأصله من جسدها كما يستأصل المرض الخبيث من الجسم العليل. أما عن الأسباب التي جعلت الشعراء في العصر الحديث يهتمون بالشعرالاجتماعي فهي كما يلي: -كثرة المشاكل وتنوعها – انتشار الوعي والروح القومية – تفاعل الشعراء مع محيطهم وإحساسهم بمشاكل المجتمع – وإدراكهم لدورهم الفعال في تحذير المجتمع من مغبة التردي والانحطاط ودفعه نحو السمو. والشعر الاجتماعي هو الذي يتناول حياة الناس العادية اليومية كالعدالة الاجتماعية والفقر العمل الأمراض الاجتماعية والآفات الخلقية ومشاكل المرأة والعمال التعليم والدين... مراحل تطور الشعرالاجتماعي: والآن لنعد إلى الوراء لمعرفة مدى اهتمام الشاعر العربي القديم بالمجتمع الذي يعيش فيه. - العصرالجاهلي: كانت حياة الناس فيه بسيطة-تعتمد على الحياكة والدباغة والزراعة لذلك اقتصر الشعر الاجتماعي على أبيات معدودة ترد ضمن قصائد المدح فهذا زهير بن أبي سلمى يتناول ظاهرة الكرم بقوله إذا السنة الشهباء بالناس أجحفت ****ونال كرام المال في الحجرة الأكل رأيت ذوي الحاجات حول بيوتهم ****قطينا بها حتى إذا نبت البقل وهذا عروة بن الورد يصور مكانة الفقير في المجتمع بقوله: ذريني للغنى أسعى فاني **** رأيت الناس شرهم الفقير - فيصدرالإسلاموعصربنيأمية: تناول الشعراء بعض المسائل ذات الطابع الاجتماعي فهذا معن بن اوس يعارض من يبغض النساء بقوله: - رأيت أناسا يكرهون بناتهم ***وفيهن لا تكذب نساء صوالح ومن الشعراء من نبه إلى ما يضر حياة الناس فهذا كعب الاشقري يحذر عمر بن عبد العزيز ويبين له حقيقة ولاته بقوله: إن كنت تحفظ ما يليك فإنما **** عمال أرضك بالبلاد ذئاب العصرالعباسي: نظم الشعراء بعض المقطوعات في الشعر الاجتماعي تفتقد إلى العمق وتتميز بالذاتية ولا تقدم صورة واضحة عن المجتمع إلا أن ابن الرومي كتب مقطوعات جيدة يقول: نحن أحياء على الأرض وقد **** خسف الدهر بنا ثم خسف أصبح السافل منا عاليا **** وهوى أهل المعالي والشرف ويصف حمالا بائسا بقوله: رأيت حمالا مبين العمى **** يعثر في الاكم وبالوهد - عصرالمماليكوالعثمانيين ( عصر الضعف ): ساءت الأحوال الاقتصادية والاجتماعية بسبب تهالك الحكام على ثروات الشعوب يقول شهاب الدين الأعرج في وصف هذا الوضع: وكيف يروم الرزق في مصر عاقل **** ومن دونه الأتراك بالسيف والترس -في العصر الحديث: استقل الشعر الاجتماعي في قصائد خاصة حيث ترك الشعراء قصور الحكام وحولوا مصابيحهم إلى الشعوب قصد تنوير دربها وتوجيهها وتوعيتها وإصلاح شانها. فما من شاعر إلا ونظم في الشعر الاجتماعي فظهر الرصافي والزهاوي في العراق وشوقي وحافظ في مصر وخليل مطران في الشام ومحمد العيد في الجزائر وإيليا أبو ماضي في المهجر الأمريكي... - بدافع إصلاحي تربوي توجه هؤلاء إلى الشعر الاجتماعي يرغبون في الفضائل وينفرون من الرذائل واعتمد الكثير منهم على الأسلوب المباشر في نقد سلبيات الناس فجاءت قصائدهم خطابية تظهر فيها الموعظة بشكل مباشر وهو ما نلاحظه في قول محمد العيد: ا لخمر فأس خراب هدمت أسرا ***مصونة عاث فيها صاحب الفأس ويعظم شوقي رسالة المعلم بقوله: قم للمعلم وفه التبجيلا **** كاد المعلم أن يكون رسولا ويدعوا إلى تعليم المرأة بقوله: وإذا النساء نشان في أمية ****رضع الرجال جهالة وخمولا ويؤيده حافظ بقوله: الأم مدرسة إذا أعددتها ****أعددت شعبا طيب الأعراق كما كتب شوقي شعرا تعليميا على لسان الحيوان كما في قصيدة الأسد والضفدع وقصيدة الحمار التي يقول فيها: سقط الحمار من السفينة في الدجى **** فبكى الرفاق لفقده وترحموا حتى إذا طلع النهار أتت به **** نحو السفينة موجة تتقدم قالت:خذوه كما أتاني سالما **** لم ابتلعه لأنه لا يهضم -وهكذا فقد اعتمد بعض الشعراء على أسلوب غير مباشر في معالجة قضايا كثيرا ما يتناساها الناس في خضم الحياة الواسع الأرجاء من ذلك قول إيليا في نبذ التكبر: نسي الطين ساعة انه طي ن حقير فصال تيها وعربد وقد استعان بالأسلوب القصصي الجذاب في قصيدة الحجر الصغير إذ يقول: سمع الليل ذو النجوم أنينا ****وهو يغشى المدينة البيضاء فانحنى فوقها كمسترق السمع ***** يطيل السكوت والإصغاء ومن أهم القضايا التي تناولها الشعر الاجتماعي قضية الفقر واليتم فهذا معروف الرصافي يصور حالة يتيم يوم العيد بقوله: اطل صباح العيد في الشرق يسمع ***ضجيج به الأفراح تمضي وترجع صباح به يكســــو الغني وليده **** ثيـــابا لها يبكي اليتيم المضيع وهذا محمد العيد يدعو الأغنياء إلى مساعدة الفقراء بقوله: تفاقم كرب الفقير الكسير أما عندكم من يد جابرة ؟ واستنكر خلق فتاة العصر بقوله: ما بال سير فتاة العصر منحرفا **يهوي بها في مهاوي الإفك والزور وقد كان للشعر الاجتماعي دور كبير في تبصير الناس وتوعيتهم وانتشالهم من نفايات الغرب وتشجيع المصلحين والمحسنين. وبعد الحرب العالمية الثانية ظهر لون شعري جديد أطلق عليه الشعرالاجتماعيالثوري فيه دعوة للجماهير لاستئصال أسباب الفقر. يقول وصفي القرنفلي: فقراؤنا قد حطموا حكم القناعة واستفاقوا الجوع ليس من السماء فمن إذا ؟ وهنا أفاقوا ومضوا فمن متسولين على الرصيف لثائرين. ضروب أو أنواعالشعر الاجتماعي:1 شعراجتماعيتقريري * يعتمد على تصوير الواقع الاجتماعي بأسلوب مباشر عن طريق ذكر العيوب وتحديد الدواء. 2 - شعراجتماعيغيرمباشر: يتناول المشاكل الاجتماعية بشكل غير مباشر بالرمز والإشارة كقصائد إيليا أبي ماضي. 3- شعراجتماعيثوري: يدعو إلى الثورة ضد الفقر. أما خصائصه في كالتالي : - معالجة القضايا الاجتماعية – السهولة والوضوح . – استعمال الأسلوب المباشر البعيد عن الخيال ليكون واضحا لدى الجميع . – استعمال الترغيب والترهيب .- وإجراء المقارنة لتوضيح الحقائق .- التركيز على الآفات الاجتماعية وإعطاء الدواء الناجع لها .- الترغيب في الفضائل والتنفير من الرذائل . وأخيرا نقول انه كان للشعر الاجتماعي انعكاسات هامة على المجتمعات العربية حيث ساهم في توضيح الحقائق وتنوير الدروب وانتشال العرب من بحر الضياع وأوحال المدنية الغربية فأصبح مجتمعا واعيا مدركا لما يحيط به من مؤامرات ودسائس تستهدف قيمه ومثله ولغته ودينه وشخصيته. لولا الشعراء لغدا مجتمعنا كحديقة تسلطت عليها الحشرات فأودت بجمالها وعطرها. لكن هذا المجتمع انتعش وازدهر بفضل شعراء الإصلاح والتنوير الذين يعرفون أن الساكت عن الحق شيطان اخرس فحولوا شعرهم لخدمة أمتهم وأوطانهم.
07 تطور الشعر الموضوعيوخصائصه
الشعر لؤلؤة في تاج العرب طوروها وتفننوا في تشكيلها وأبدعوا في تلوينها بما يناسب كل عصر من العصور وانصب اهتمامهم في أول الأمر على الشعرالغنائي الذي يضم المدح والهجاء والفخر والوصف والرثاء والغزل..ثم ارتقى إلى.الشعرالموضوعي الذي يضم الشعر القصصي والشعر المسرحي والشعر الملحمي. وموضوعنا هو هذه المواضيع الشعرية الأخيرة. وسنستهل مقالنا بتوضيح حقيقة الملحمة. الملــحمة * رواية شعرية طويلة تدور حول البطولات والمواقف الجليلة في جو من الخوارق ’تهدف إلى غاية قومية أو إنسانية ’فالملحمة إذن من الفنون القصصية وما الشاعر إلا شاهد لما يروي ومن ثمة فهي موضوعية لا ذاتية. وهي شعرية لأنها تروي خوارق من صنع الخيال. وهذا العالم الخيالي لا يشاد إلا بالشعر. وهي رواية طويلة لان أحداثها ممتدة عبر التاريخ تتناول الحروب بين الشعوب والأمم ’ فهي خلاصة تراث الشعوب وأمجادها القومية وهي صلة الماضي بالحاضر ورباط الروح الوطنية بين أفراد الأمة. حتى قال بعضهم: ( إن امة خالية من الملاحم هي امة بلا روح ولا مثل عليا ولا تاريخ ). فهي سجل لعقائد الأمة ونزعاتها وأخلاقها وهي روح الشعب وفكر الأمة. وهي ذات نزعة إنسانية لأنها تغن بالشرف والجلال والتفوق في عالم الحرية والإباء والتعالي. والشعر الملحمي قديم في الآداب اليونانية القديمة عند هوميروس في الإلياذةوالأوديسا. أما في الأدب العربي فهو فن مستحدث. ومع ذلك فقد حوى الشعر العربي القديم عناصر ملحمية تمثلت في وصف الحروب والمعارك كمفاخر عنترة وعمرو بن كلثوم والمتنبي الذي يقول في وصف معركة لسيف الدولة مع الروم:
أتوك يجرون الحديد كأنما سرو بجياد مالهن قوائم
خميس بشرق الأرض والغرب زحفه وفي أذن الجوزاء منه زمازم لكنها لم تكن أعمالا ملحمية تامة لتغلب النزعة الذاتية عليها فقد ضاعت الملحمة والجانب الوصفي تحت بريق الفخر وإبراز الذات. أما في بداية العصرالحديث نقلسليمان البستانيإلياذة هوميروس شعرا إلى العربية. وحاول بعض الشعراء كتابة ملاحم عربية فألف شفيق المعلوف ملحمة بعنوان عبقر ومحمد توفيق ملحمة سماها *المعلقة الإسلامية *وفوزي المعلوف كتب ملحمة بعنوان * على بساط الريح *واحمد محرم كتب الإلياذة الإسلامية. وكان احمد شوقي قبل هؤلاء قد نظم قصيدة مطولة تضم 264 بيتا بعنوان* كبريات الحوادث في واد النيل *تناول فيها تاريخ مصر الفرعوني يقول في مطلعها: وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي وفي الجزائر ألف مفدي زكرياء إلياذة الجزائر تعرض فيها إلى تاريخ الجزائر عن طريق ذكر أمجادها من قبل الفتح الإسلامي حتى الاستقلال من الاستعمار الفرنسي. يقول في إحدى مقاطعها:
1 تأذن ربك ليلة قدر وألقى الستار على ألف شهر
2 جزائر يا بدعة الفاطر ويا روعة الصانع القادر
خصائص الشعرالملحمي: قبل أن نتطرق للخصائص يجدر بنا أن نميز بين نوعين منالملاحم 1- الملاحم اليونانية والغربية القديمة. 2- الملاحم العربية المستحدثة. الملاحماليونانية والغربية القديمة تمتزج فيها الأسطورة مع الحقيقة ويقوم بصناعة أحداثها أبطال خرافيون يتصفون بقدرات لا يتوفر عليها البشر وبأمزجة بدائية سريعة التحول والتلون. أماالملاحمالعربية المستحدثة تتناول صفحات من تاريخ الأمة العربية الإسلامية أو جانب من حياة شعوبها. فهي متقيدة بالأحداث التاريخية. وشخصياتها حقيقية صنعت فعلا هذه الأحداث. فمفدي زكرياء لم يتناول في إلياذته سوى حقائق تاريخية معروفة ليس فيها خوارق ولا مخلوقات خرافية. إذا كان الجانب الموضوعي هو الغالب على الملاحم اليونانية إذ لا نكاد نحس بشخصية الشاعر فيها. فنحن عندما نقرا الملاحم العربية نحس بذاتية الشاعر فهو الذي يتحدث إلينا ويعبر عن أحاسيسه ومشاعره وآرائه. يقول مفدي: ويأبى الحديد استماع الحديث إذا لم يكن من روائع شعري كيف يتم بناء الملحمة ؟... يتم بناء الملحمة كما يتم بناء القصة من سياق مترابط الأجزاء وهو ما يسمى بالوحدة التاليفية محورها حادث هام يدور في فلكه الأبطال تتخللها بعض المواقف الغنائية التي تعد محطات للاستراحة من تتبع سرد الأعمال والبطولات.’لاسيما أن الشعوب البدائية ميالة إلى استماع الحديث الطويل ومزج الفنون بعضها ببعض وهكذا تسير الملحمة بسردها القصصي بهدف واحد تتعدد فيه المفاجآت . كما تبدوا الملحمة بحرا واسعا تتدافع فيه الأمواج إلى حد تكاد تتكافأ فيه القوى المتصادمة فتتأزم الأمور وتتعقد ثم تنفرج بحادث مفاجئ يقود إلى الحل فيكون الختام. * الملحمة نوعان:1 طبيعية 2 مصطنعة .
ـ الطبيعية * تنشا في مخيلة شعب بدائي فردد ت أحداثها الالسنة وتغنت بها القلوب ثم جاءت عبقرية الشاعر فجمعت الأحداث وربطت الأناشيد وأخرجت بذلك أثرا فنيا ضخما كما هو الحال في إلياذة هوميروس واديسته. -المصطنعة * أما الملحمة المصطنعة أو العلمية فهي من فيض قريحة شاعر نشا في عصر تقدم وتفكير وحضارة فتناول موضوعا تاريخيا وأرسل فيه خياله مضخما فاخرج منه قصة شعرية طويلة حافلة بالخوارق وعظيم الأعمال. وهكذا فالملحمة الطبيعية مثل الملحمة المصطنعة موضوعا وبناء وعبارة وان اختلفت عنها في العهد التاريخي لظهورها وناحية طريقة ظهورها. من الملاحم المصطنعة انياذة فرجيل أو فرجيليوس الشاعر اللاتيني و هنريادة فولتير الفرنسي.
2- الشعرالمسرحي:
انه التعبير الفني عن حادث من حوادث الحياة البشرية بإحياء مشهده وما يجري فيه من عمل. وهكذا فالفن المسرحي مشهد ناطق متحرك وهو على حد قول أرسطو محاكاة والمؤلف في هذا الفن يتوارى عن الأنظار ويظهر في هذا العمل الأشخاص بأفعالهم وأخلاقهم. وموضوعات المسرح الشعري إما تاريخية وإما أسطورية وإما تحليلية. تطور الشعر المسرحي في الأدب العربي * لم يعرف العرب قديما الشعر المسرحي إلا ما كان من أبي العلاء المعري في رسالة الغفران التي اعتبرتها الدكتورة عائشة عبد الرحمن نصا مسرحيا يعود إلى القرن الرابع الهجري. رغم احتكاك العرب قديما بالثقافة اليونانية إلا أنهم لم يحاولوا ترجمة آدابهم ذات الطابع الوثني لتعارضها مع العقيدة الإسلامية باستثناء اثرين في البلاغة والشعر لأرسطو. ولم يظهر الفن المسرحي إلا في القرن التاسع عشر فقد حاول بعض الشعراء العرب أن يقدموا للمسرح أعمالا شعرية من ذلك ما قام به الشيخ خليل اليازجي في مسرحية * المروءة والوفاء * إلا أنها كانت محاولات ناقصة وبقي الأمر كذلك إلى أن جاء احمد شوقي الذي كانت له صلته بالأدب الفرنسي وطيدة فتأثر بالمسرح التقليدي الكلاسيكي في* استمداد الموضوعات من التاريخ القديم * واختيار الأبطال من علية القوم * وتوظيف اللغة الراقية * فكتب مجنونليلى * عنترة * مصرعكليوباترة *قمبيز * عليبكالكبير * الستهدى وهي خمس مسرحيات درامية وملهاة واحدة. وقد استقى مادتها من التاريخ الفرعوني والعربي والمجتمع المصري في عصره. وكتب بعده عزيز أباظة *غروبالشمس * شهريار *العباسةأختالرشيد. ويرى النقاد أن مسرحيات عزيز أباظة أقوى من الناحية الفنية من مسرحيات شوقي. ثم كتب صلاح عبد الصبور *مأساةالحلاج *الأميرةتنتظر. عالج فيها مشكلات فلسفية واجتماعية. غير أن الشعر المسرحي ما يزال محصوله قليلا في الأدب العربي بالنسبة للشعر الغنائي. خصائص الشعر المسرحي * - يكتب ليعرض على الجمهور – يعتمد على الحوار – تعتمد المسرحية على عناصر أساسية هي:التمهيد أو المقدمة والعقدةوالحل. في التمهيد يعرض الشاعر الشخصيات والموضوع والزمان والمكان ويشترط فيها أن تكون موجزة مجملة تلمح إلى الموضوع تلميحا من غير تفصيل ولا كشف للمجهول ويتم ذلك عن طريق الحوار.أما العقدة فهي العنصر الأساسي في بناء الحبكة الفنية وهي تنطوي على اشتباك الوقائع والأحداث والمصالح والمنازع والمفاجآت والتحولات مما يبعث الشك في صدور المشاهدين والقلق والتطلع إلى الحل. الحل *وهو خاتمة المطاف والنتيجة التي تصل إليها أحداث المسرحية فتنحل العقدة ويتضح مصير البارزين من أبطال المسرحية ويكون مفجعا في المأساة وسعيدا في الملهاة. وينصح نقاد المسرحية بان يكون الحل متفقا مع مشاعر الجمهور مرضيا لكل توقعات النفس البشرية لكن البعض لم يلتزم بهذه النصيحة بحجة أن الحياة ليست دائما كما نتوقع. والى جانب هذا تنقسم المسرحية إلى فصول ومشاهد أو مناظر. الفصول هي المراحل الكبرى للعمل والمشاهد هي أجزاء الفصل.والفاصل بين فصل وفصل تسمى استراحة. 3-الشعرالقصصي : إن الشعر القصصي قصة تقدم شعرا أو هو شعر موزون مقفى يقدم قصة قصيرة متكاملة الأجزاء متناسقة العناصر. تطـوره * الشعر العربي القديم يعنى بإبراز عواطف الشعراء الذاتية وتحديد مواقفهم من الحياة وقلما يلتفت إلى غير ذلك وهو ما جعل الشعر القصصي والمسرحي والملحمي قليلا. وما وجد فانه عبارة عن بذور لعناصر قصصية كما هو الشأن بالنسبة لقصيدة * من قصص الكرم *للحطيئة والتي يقول فيها * وطاوي ثلاث عاصب البطن مرمل ببيداء لم يعرف بها ساكن رسما أخي جفوة فيه من الإنس وحشة يرى البؤس فيها –من شراسته – نعمى إنها قصة ضيافة بدوية عرضها الحطيئة تامة الجوانب مكانها الصحراء وزمانها الليل أشخاصها أسرة فقيرة جائعة يقبل عليها ضيف عقدتها تتمثل في قدوم الضيف وعدم توفر الغذاء وتزداد تعقدا بالتفكير بذبح الابن ويأتي الحل بظهور قطيع من الحمر الوحشية وتنتهي القصة نهاية سعيدة. وقد تنوعت الأساليب فيها. أما فيالعصرالحديث * فقد لجا إلى القصة أو الأقصوصة كثير من الشعراء على رأسهم المجددون في الشعر وقد أعانهم الأسلوب القصصي على تحقيق مبادئهم في تحقيق الوحدة العضوية في الشعر. وكان المحافظون قبلهم قد حاولوا الكتابة في القصة كما فعل شوقي في شعره التعليمي يقول في قصيدة الأسد والضفدع ** قالوا: استوى الليث على عرشه فجيء في المجلس بالضفدع وقيل للسلطان: هذي التي بالأمس آذت عالي المسمع تنقنق الدهر بلا علة وتدعي في الماء ما تدعي فانظر إليك الأمر في ذنبها ومر نعلقها من الأربع فنهض الفيل وزير العلا وقال: يا ذا الشرف الأرفع لا خير في الملك وفي عزه إن ضاق جاه الليث بالضفدع فكتب الليث أمانا لها وزاد أن جاد بمستنقع أما المجددون فقد أحسنوا استعمالها واستغلالها وخاصة بعد أن عرفوا القصة الغربية بخصائصها الفنية فكتب إيليا أبو ماضي الحجرالصغير والتينة الحمقاء التي يقول في مطلعها: وتينة غضة الأفنان باسقة قالت لأترابها والصيف يحتضر وقد شاعت القصص الشعرية كثيرا في دواوين المتأخرين من الشعراء. خصائص الشعر القصصي: الشعر القصصي قصة تقدم شعرا ويتسم هذا النوع من الشعر بتوافره على العناصر الفنية الأساسية للقصة وهي:السرد:ويشتمل على تقديم أحداث القصة. الوصف: ويحتوي على إبراز سمات أشخاص القصة وبيئتهم. الحوار:وهو ما يجري على السنة أشخاص القصة من حديث واستخدام هذه العناصر يتطلب التنويع في أدوات التعبير من استفهام إلى تعجب إلى أمر أو نهي... وما دامت الحياة دائمة التطور والتلون والتبدل فالأدب جزء من هذه الحياة لا بد أن يلامسه التطور حتى يواكب العصر. والشعراء العرب لم يتركوا فرصة قد تخدم أدبنا ألا أحسنوا استغلالها من اجل التغيير وإعطاء نكهة جديدة لشعرنا وإضافة أحجار كريمة إلى تاجنا المرصع الجميل. بالتوفيق ان شاء الله
اْستاذ صادق الرتبة
الدولة : الجنس : تاريخ التسجيل : 15/03/2011عدد المساهمات : 10473المهنة :
موضوع: رد: تطور الشعر السياسي والاجتماعي والموضوعي وخصائصهما السبت سبتمبر 03, 2011 2:48 pm
محمد ديلم الرتبة
الدولة : الجنس : تاريخ التسجيل : 27/06/2011عدد المساهمات : 910العمر : 32المهنة : الهواية :
موضوع: رد: تطور الشعر السياسي والاجتماعي والموضوعي وخصائصهما الجمعة أكتوبر 14, 2011 7:45 pm
بارك الله فيك
اْستاذ صادق الرتبة
الدولة : الجنس : تاريخ التسجيل : 15/03/2011عدد المساهمات : 10473المهنة :
موضوع: رد: تطور الشعر السياسي والاجتماعي والموضوعي وخصائصهما الجمعة أكتوبر 14, 2011 7:55 pm
محمد ديلم الرتبة
الدولة : الجنس : تاريخ التسجيل : 27/06/2011عدد المساهمات : 910العمر : 32المهنة : الهواية :
موضوع: رد: تطور الشعر السياسي والاجتماعي والموضوعي وخصائصهما الجمعة أكتوبر 14, 2011 8:54 pm
لا شكر على واجب وان شاء الله ستعم الفائدة في هذا المنتدى المنور بوجود الاستاذ صادق الوعد
اْستاذ صادق الرتبة
الدولة : الجنس : تاريخ التسجيل : 15/03/2011عدد المساهمات : 10473المهنة :
موضوع: رد: تطور الشعر السياسي والاجتماعي والموضوعي وخصائصهما الجمعة أكتوبر 14, 2011 9:01 pm
معا سويا كلنا ياْعضاء لرقي المنتدى ان شاء الله محمد ديلم