قال تعالى : ( هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين . إذ دخلوا عليه فقالوا : سلاماً , قال : سلامٌ , قوم منكرون )
قال ابن القيم قوله ( سلام ) بالرفع ، وهم سلموا عليه بالنصب ( سلاما ) ، والسلام بالرفع أكمل .
وذلك لما يلي :
أ - الرفع يدل على الجملة الاسمية بينما النصب يدل على الجملة الفعلية , قال ابن القيم : " والسلام بالرفع أكمل
لانه يدل على الجملة الاسمية الدالة على الثبوت والتجدد , والمنصوب يدل على الفعلية الدالة على الحدوث و التجدد
فإبراهيم عليه السلام حياهم بتحية أحسن من تحيتهم .
فإن قولهم : ( سلاما ) يدل على ( سلمنا سلاما ) .. وقوله ( سلامٌ ) أي سلام عليكم ".
ب - توجيه آخر لعلماء اللغة :
قال ابن القيم :
" إنهم في الغالب يجعلون الضمة التي هي أقوى الحركات للمعنى الأقوى والفتحة خفيفة للمعنى الخفيف، والكسرة المتوسطة للمتوسط " .
( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ )10-11 الواقعة
ولم يقل : ( المتقربون ) حتى يُفهم أن ما هم فيه فضل من الله تبارك وتعالى ،
وليس شيئاً حصلوا عليه بأنفسهم، وإن كان عملهم الصالح وإيمانهم إنما هو في أول الأمر وآخره فضل من الرب تبارك وتعالى .
الشيخ صالح المغامسي
*ما اللمسة البيانية في تكرار لفظ الجلالة الله في كل آية من آيات سورة المجادلة؟
في كل آية من آيات سورة المجادلة ورد فيها ذكر لفظ الله بلا استثناء وهناك سور أطول من المجادلة لم يرد فيها ذكر الله
مثل سورة القلم،القيامة،المرسلات، النبأ، عبس وهي تتعلق بالسياق الموجود.
في سورة المجادلة يذكر في كل آية ما يتعلق بالله إسناداً أو صفة أو شيء فيقتضي ذكرها
وإذا لم يذكر هذا الشيء لا يحتاج كما في سور متعددة أطول من المجادلة لم يذكر فيها إسم الله. (د.فاضل السامرائى)
الآخرة لله تعالى فلنؤمن ولنتذكر الآخرة ولقاء الله : هذا هدف جزء عمّ وهو الجزء الثلاثون والأخير في القرآن الكريم
يحتوي على 37 سورة هي من السور القصيرة والمحور الرئيسي لهذه السور وللجزء بشكل عام هو أن الآخرة لله تعالى
ويا أيها الإنسان كن موصولاً بربك طائعاً لله تعالى لأن الأمر كله بيد الله تبارك وتعالى
وهذا الجزء يذكّر بالآخرة وبالمعاد وبلقاء الله عز وجلّ وقدرته تعالى في الكون وكل هذا يأتي في سور قصيرة مؤثرة ورقيقة.
عن حفص بن حميد قال: قال لي زياد بن حدير: اقرأ علي، فقرأت عليه:
(ألم نشرح لك صدرك؟ ووضعنا عنك وزرك؟ الذي أنقض ظهرك) فقال: يا ابن أم زياد!
أنقض ظهر رسول الله؟! - أي: إذا كان الوزر أنقض ظهر الرسول فكيف بك؟! -
فجعل يبكي كما يبكي الصبي ~