لا شك بأن الواحد منا يميل لشخص أو أشخاص دون آخرين، و ذاك طبع في البشر، و الطبع كما يقولون يغلب التطبع.
ذاك الميل قد يتدرج في سلم العلاقات البشرية، و يتطور و ينمو كالجنين في بطن أمه مرحلة مرحلة، فيصبح أكثر متانة من الفولاذ بل و أحياناً أقوى حتى يصبح أي الميل جزءاً من تكوين المرء لا يستطيع الفكاك منه.
و ذاك ما اصطلح على تسميته أهل الأرض بالصداقة.
و لأن البشر يختلفون كاختلاف أصابع اليد الواحد في كل شيء عدا خلقهم، كان لسلوكهم في تكوين الصداقات أمر عجيب، و هو لا يخرج عن إطار ذاك التنوع و الاختلاف.
فنجد من البشر من له الصدق، و منهم من له الصديقان و الثلاثة و همَّ جراً.
غير أن الذي يدعو الاستغراب ليكون هنا حاضراً قلباً و قالباً أن هناك بشراً لا يمكن أن يكون لهم أصدقاء ، بل لن أبلغ إذا ما قلت: أنه من رابع المستحيلات أن يكون لهم أصدقاء ، علماً أن الرسول صلى الله عليه و سلم يقول: ( الأرواح جنود مجندة ما تآلف منها ائتلف، و ما تناكر منها اختلف )
و جاء في الشعر قول قائلهم:
و لا يألف الإنسان إلا نظيره ×× و كل امرئ يصبوا إلى من يشاكله
و جاء في المثل أيضاً: الطيور على أشكالها تقع.
و السؤال هنا أحبتي:
ما الذي يجعلك تكسب صديقاً دون أن تفقده؟؟
و هل صحيحٌ المعيار الذي يقول أن الصديق وقت الضيق ؟؟
و ما الأشياء التي تفضل أن لا تكون في صديقك ؟؟