﴿ولِلَّهِ عَلىَ النَّاسِ حَجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً﴾ [سورة آل عمران الآية 97ِ]
الحج وفضيلته:
الحج ركن من أركان الإسلام، وهومن أفضل الطاعات التي تُبلِّغ إلى جنة النعيم، وقد أمر الله به في السنة الثامنة للهجرة، حيث قال:
﴿ولِلَّهِ عَلىَ النَّاسِ حَجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً﴾ [سورة آل عمران الآية 97]
وقال صلى الله عليه وسلم: ((أَيهَا النَّاسُ إنَّ الله فرضَ عَلَيكُم الحَجَّ فَحُجُّوا)) [لأخرجه مسلم].
أعمال الحجّ خطوة بخطوة
1- الإحرام من الميقات:
اغتسل كما تغتسل من الجنابة ثم البس ثياب الإحرام إزارا ورداءً (والمرأة تلبس ما شاءت من الثياب غير متبرجة بزينة)،فإن أردت التمتع فقل:(لبَّيْك اللَّهُمَّ عُمرةً)؛ وإن أردت الإفراد فقل: (لبَّيْك اللَّهمَُّ حجًا)؛ وإن أردت القِران فقل: (لبَّيْك اللَّهمَُّ عُمرةً وحجَا) ثم تقول بعد ذلك: (لبَّيْك اللَّهمَُّ لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك).
2- طواف القدوم:
إذا وصلت إلى مكة فطف بالبيت سبعة (7) أشواط، تبتدئ من الحجر الأسود وتنتهي إليه، ثمّ صلِّ ركعتين خلفَ مقام إبراهيم قريبا منه إن تيسر لك أو بعيدًا عنه.
ويعتبر هذا طواف عمرة بالنسبة للمتمتع، وطواف قدوم بالنسبة للمفرد وطواف قدوم وعمرة معًا بالنسبة للقارن، ثمّ ارتوِ من ماء زمزم.
3- السعـــي:
إذا صلّيت الركعتين، فاخرج إلى الصّفَا، واسعَ بين الصّفَا والمروة سبع (7) مرات ، تبتدئُ بالصّفَا وتختم بالمروة.
ويعتبر هذا السّعي سعي عمرة بالنسبة للمتمتع، وسعي الحج بالنسبة للمفرد، وسعي حج وعمرة بالنسبة للقارن.
4- التقصيــر:
إذا أتممتَ السّعي فقصِّر شَعرك إذا كنت متمتعًا، وبذلك تكون عُمرتك قد تمّت، ففُكّ إحرامك والبَس ثيابك.
أما إن كنت مفردًا أو قارنًا فلا تقصّر من شعرك ولا تحلقه، وحافظ على إحرامك.
5- إحرام المتمتع بالحج:
في اليوم الثامن من ذي، إن كنتَ متمتعًا فاحرم بالحج من مكانك الذي أنت نازلٌ فيه، فاغتسل والبَس ثياب الإحرام إزارًا ورداءً (والمرأة تلبس ما شاءت من الثياب غير متبرجة بزينة)، ثم قل: (لبَّيْك اللَّهمَُّ حجا) واشرَع بعدها في التلبية، أما إن كنت مفردًا أو قارنًا فلا تحتاج إلى هذه الخطوة فأنتَ مازِلت على إحرامك.
المبيت في منى في يوم التروية ليس واجبا، فإن استطعت أن تؤدي هذه السُّنة فاخرج إلى منىً وصلِّ بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصرًا وفجر اليوم الموالي، أما إذا ذهبت في هذا اليوم إلى عرفات مباشرة فحجك صحيح.
6- الوقوف بعرفة:
إذا طلعت شمس يوم التاسع من ذي الحجة، فسِر إلى عرَفة إذا لم تكن قد بتَّ بها، وصلِّ بها الظهر والعصر جمع تقديم ركعتين ركعتينو امكُث فيها إلى غروب الشمس وأكثِر من الدعاء هناك مستقبِل القِبلة.
7-الإفاضة إلى مزدلفة:
إذا غربت شمس يوم عرفة، فسِر من عَرفة إلى المزدلفة وصلِّ بها المغرب والعشاء جمع تأخير قصرًا، واجمع حصيات رمي الجمرات، وأكثر من الدعاء ما دُمتَ ماكثًا بالمزدلفة، والمبيتُ بها ليس واجبًا، فيجوز لك مغادرتها بعد ذلك إلى منًى لترمي الجمرة الكبرى (جمرة العقبة).
8- رمي جمرة العقبة (الكبرى) :
إذا وصلت إلى منًى يوم النحر وهو اليوم العاشر من ذي الحجة فاتجه إلى جمرة العقبة، وهي أقرب العقبات إلى مكة، وهي الثالثة في طريقك إليها، فّإذا وصلت إليها فارمها بسبع (7) حصيّات متعاقبات واحدة بعد الأخرى وكبِّر مع كل حصاة.
9- ذبح الهدي:
اذبح الهدي وكل منه و وزِّع على الفقراء، ويمكن توكيل مؤسسة رسمية لتنوب عنك في ذلك. وهذه الخطوة خاصة بالمتمتع والقارن، أما المفرد فليس عليه هدي.
10- الحلق أو التقصير :
احلق رأسك أو قصِّر (والمرأة تقصِّر منه بقدر أنملة).
هذه الأعمال الثلاثة (الرمي، الذبح والحلق) إن قدمت بعضها على بعض فلا حرج.
بعد أن ترمي وتذبح إن كنت معنيا، وتحلق أو تقصِّر فإنك تتحلل التحلل الأول (الأصغر) فتلبس ثيابك ويحل لك جميع محظورات الإحرام إلا النساء
11- طواف الإفاضة:
اذهب إلى مكة وطف طواف الإفاضة (طواف الحج)، فإذا كنت مفردا أو قارنا فإنك بهذا تتحلل التحلل (الأكبر)، ويحل لك جميع محظورات الإحرام حتى النساء.
12- السعي بين الصفا والمروة:
أما إن كنت متمتعًا فإذا صليت الركعتين خلف مقام إبراهيم بعد طواف الحج وارتويت من ماء زمزم، فاخرج إلى المسعى واسع بين الصفا والمروة سعي الحج سبع (7) مرات، وتبتدئ بالصفا وتختم بالمروة، ويَحِل لك بعد ذلك جميع محظورات الإحرام حتى النساء.
أما إن كنت مفردا أو قارناً فقد سبق لك أداء هذا الركن مع طواف القدوم فلا تكرره.
يمكن تأخير طواف الإفاضة إلى غاية نهاية شهر ذي الحجة، فلك أن تختار اليوم الذي يناسبك بحسب برنامج رحلتك، ومدى استطاعتك.
13- المبيت بمنىً :
إذا أدّيت طواف الإفاضة والسعي بعدها، فارجع إلى منىً، فبت فيها ليلة الحادي عشر (11) وليلة الثاني عشر (12).
14- رمي الجمرات:
ارمِ الجمرات الثلاث في اليوم الحادي عشر (11) وليلة الثاني عشر (12)، تبتدئ بالأولى وهي أبعدهن من مكة والأولى في طريقك إليها، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة، ترمي كل واحدة بسبع حصيّات متعاقبات، تُكَبِّر مع كل حصاة، وتقِف بعد الأولى والوسطى تدعو الله مستقبل القِبلة.
إذا أتممت الرمي في اليوم الثاني عشر (12) فإن شِئتَ التعجل فاخرج من منىً قبل غروب الشمس، وإن شئت أن تتأخر فبت في منىً ليلة الثالث عشر (13) وارمِ الجمرات الثلاث في يومها كما رمَيت في اليومين السابقين.
بهذا تكون قد أتممت حجك وعمرتك إذا كنت متمتعا أو قارنا، أما إذا كنت مفردا فيبقى عليك أداء العمرة وأن تحرم من جديد من أقرب حِل، ويكون ذلك بعد غروب شمس ثالث أيامِ التشريق.
15- طواف الوداع :
إذا حان موعد رجوعك إلى أرض الوطن، فطف بالكعبة طواف الوداع سبعة(7) أشواط، بحيث يكون آخر عهد لك ببيت الله الحرام، وهو طواف سنة غيرُ واجب.
زيارة المدينة المنورة:
زيارة المدينة المنورة ليست جزءا من أعمال الحج، ولكن بها مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبها مسجده الذي قال فيه: "لا تُشَدُّ الرحال إلا لثلاث: المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا"[متفق عليه].
فإذا عاينت المدينة المنورة فقل (اللهمَّ اجعل لي بها قراراً وارزقني فيها حلالاً طيباً) .
وتزور في المدينة المنورة المزارات التالية:
• المسجد النبوي الشريف، وفيه روضة الحبيب المصطفى،
تصلي فيها ركعتين إن استطعت، ثمّ تسلّم على رسول الله صلى الله عليه وسل، وصاحبيه أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وتدعو الله مستقبلا القِبلة.
• مقبرة البقيع، وهي بجوار المسجد النبوي الشريف، وبها قبور الصحابة رضوان الله عليهم.
• زيارة أحد، حيث وقعت غزوة أحد الشهيرة وبها قبور الشهداء ومنهم حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عُمير رضي الله عنهما.
• مسجد قباء، وهو أول مسجد بناه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلى فيه الجمعة.
• زيارة مسجد القبلتين، وهو المسجد الذي تحولت فيه القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام .
عليك أخي الحاج أختي الحاجة...
في كل مراحل حجك وعمرتك وزيارتك أن تستعين بتوجيهات الإمام المرشد الذي سيفصّل لك أعمال الحج ويعطيك الحلول عندما تخلُّ بعمل من أعماله، أو تسهو عنه.
منقول من موقع وزارة الشون الدينية والاوقاف حج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور