ايام قليلة تظلنا أيامٌ كريمةٌ مباركة ، أيام العشر الأول من شهر ذي الحجة ، أيام خير وفوز وفلاح ، فمن تعرض لنفحاتها
سعد بها في دنياه وآخراه ، قال الله تبارك وتعالى: { قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} .
العمل الصالح في هذه الأيام العشر أحب إلى من أي عمل صالح فيما سواها من أيام السنة.
وكان السلف الصالح يُعظمون ثلاثة أعشار (( العشر الأول من ذي الحجة – والعشر الأواخر من رمضان – والعشر الأول من
شهر المحرم )).
عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه
في هذه الأيام العشر . قالوا ولا الجهاد في سبيل الله !! قال : ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم
يرجع من ذلك بشيء " أخرجه البخاري 2/457 .
وقد أورد ربنا تعالى هذه العشر الأول من ذي الحجة في كتابه العزيز فقال تعالى { والفجر وليال عشر } قال ابن كثير :
( المراد بها العشر من ذي الحجة )
وقال تعالى { ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام } الحج : 28 .
والجمهور على أن الأيام المعلومات هي أيام العشر لما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما : ( الأيام المعلومات : أيام
العشر )
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه
العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد )) . أخرجه احمد 7/224 وصحّح إسناد
ه أحمد شاكر .
ومن أيام العشر الأول من ذي الحجة :
أ - يوم عرفة :-
وهو اليوم المشهود الذي أكمل الله فيه الدّين ، يوم المغفرة والعتق من النار ، أكثر أيام السنة يُرى الشيطان فيه ذليلاً
حقيراً مُغتاظاً لكثرة عتقاء الله من النار ، يباهي ربنا تعالى في يوم عرفة ملائكته بأهل الأرض .
ويتأكد صيام يوم عرفة لغير الحجاج ، لما رواه مسلم في صحيحه عن أبي قتادة – رضي الله عنه – قال : سُئل رسول
الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة ؟ فقال (( يُكفر السنة الماضية والباقية )).
وفي صحيح مسلم أيضاً عن عائشة – رضي الله عنها – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( ما من يوم أكثر من أن
يعتق الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفة ، وإنه ليدنو ثم يُباهي بهم الملائكة)).
فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم
تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر ...)) الحديث أخرجه النسائي 4/205 وأبو داود وصححه الألباني
في صحيح أبي داود 2/462 .
2- يوم النحر : -
وهو يوم الحج الأكبر ، يومٌ يُصبح الحجيج فيه مغفوراً لهم ، يُكمل المسلمون حجهم الذي هو الركن الخامس من أركان
الإسلام ، بعدما وقفوا بعرفة ، وحصلوا على المغفرة والعتق من النار.
فينبغي عليك أخي المسلم استغلال هذه الأيام بالطاعات والقربات ، ومن ذلك : -
أ - التوبة النصوح : بشروطها : الاستغفار باللسان ، والإقلاع بالأبدان ( بالجوارح ) ، وإضمار ترك العزم بالجنان ( بالقلب)
، ومهاجرة سيئ الخلان ( أصدقاء السوء) ورد المظالم إلى أهلها .
ب- صيام التاسع من ذي الحجة ( يوم عرفة ) :- لما ذكرنا من فضله.
ج - التكبير :- فيسن التكبير والتحميد والتهليل والتسبيح أيام العشر . والجهر بذلك في المساجد والمنازل والطرقات وكل
موضع يجوز فيه ذكر الله إظهاراً للعبادة ، وإعلاناً بتعظيم الله تعالى ، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ( فأكثرو
ا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ).
د- الإكثار من الأعمال الصالحة عموما : - لقوله صلى الله عليه وسلم ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في
هذه الأيام العشر .. ).
هـ - الأضحية
نسأل الله تبارك وتعالى العون والتوفيق وقبول اعمالنا كلها ان شاء الله