10 ـ تعلم:
لست الزوج الأول الذي عرفته الإنسانية ولن تكون الأخير طبعا، كما
أنك مهما حققت من مزايا ومحاسن في بيتك ومع زوجتك فلن تكون الأفضل أبدا ولن تكون الأسبق
و"فوق كل ذي علم عليم".فتعلم ممن سبقك من الأزواج...تأس بمن أمرت بالتأسي به، اقرأ سيرته
العطرة في بيته مع أهله، اقرأ سيرة الأزواج من قبلك من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان
وتعلم من أهل زمانك "أهل السابقة والغناء والحظ من الله" كما لا يفوتني أن أنبهك أخي أن"
الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها" فخذ الحكمة حتى من غير المسلمين.
إذا كان همك بناء أسرة مسلمة وتحقيق السعادة في بيتك فاسأل وابحث و نقب واستشر وتعلم ثم
اسأل الله تعالى قبل وبعد ذلك أن يرزقك التوفيق والسداد والنجاح فهو الجدير بذلك سبحانه.
12) كن مستمعا:
الرجل غالبا ما يغيب على زوجته بالنهار لارتباطه بالعمل فإذا عاد إلى البيت أحبت الزوجة أن تكلم
زوجها وتحدثه عن أشياء كثيرة ومتعددة فكن مستمعا والاستماع فن آخر من فنون البناء.
استمع إلى همومها وانشغالاتها وآلامها وآمالها وآرائها واقتراحاتها ومبادراتها... دعها تتكلم في أي
شيء ولا تقاطعها ولا تنهرها وأقبل بكليتك عليها فالرفق زينة الرجال والحلم والأدب وضبط النفس
من الدين، وكثير من الرجال لا يتركون للمرأة الفرصة لتفرغ ما في قلبها أو تعبر عن آرائها في زوجها
أو عن تربية أبنائها أو عن مستقبلها...وهذه من الأخطاء التي يجب تجاوزها ونحن نتحدث عن"
البيت السعيد".
13) ما أجمل الحوار:
استمع وحاور وتعلم آداب الحوار فكثير من المشاكل والعقبات في
الحياة الزوجية يمكن الوصول إلى حلها بالحوار الهادئ المتزن والجدال بالتي هي أحسن.
تحاورا معا عن أسباب السعادة الزوجية وعن الحب وعن البيت وعن العمل والأولاد والمستقبل وعن
كل شيء، تعودا على ذلك واجعلا ذلك مبدأ من مبادئكما وتجنبا السكتة الكلامية وخذ برأي زوجتك
إن كانت على حق كما أخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأي أم سلمة رضي الله عنها يوم صلح
الحديبية.
ما رأيك :
لو أخذت زوجتك من حين لآخر إلى الشرفة لاحتساء مشروب معين أو ذهبتما معا بعيدا عن
البيت إلى مكان ترتاح فيه النفس لتتحاورا معا ويسمع بعضكما للآخر ويستفيد الواحد منكما من
آراء وأفكار الآخر،لاشك أنها جلسة لطيفة رائعة وبناءة .
14) لا تكن دكتاتوريا:
إن من الرجال من يحب أن يبسط سيطرته على زوجته فهو السيد
بلا منازع،كلامه لا يناقش، هو الآمر والناهي ولاحق للزوجة في الاعتراض ولا في إبداء الرأي وهكذا
كان عمر الفاروق رضي الله عنه المعروف ببطشه وشدته وقوته في الحق وقد راجعته امرأته يوما
فهم أن يضربها وأنكر عليها ذلك فقالت:"عجبا يا ابن الخطاب ألا تحب أن تراجع وابنتك تراجع رسول
الله صلى الله عليه وسلم ".
إن الأمة عاشت ولازالت تعيش تحت حكم الاستبداد (الملك الجبري بلسان رسول الله صلى الله
عليه وسلم) وكان لهذا أثرا مباشرا على الأسرة المسلمة فأصبح الرجل تلقائيا مستبدا دكتاتوريا
يقمع زوجته ولا مجال للحرية وإبداء الرأي وحق الاعتراض في الأسرة للمرأة، فينبغي عليك أخي
الكريم أن تتجاوز هذه الذهنية وتقتحم هذه العقبة وتعط للمرأة حقها في إبداء الرأي وحق الاعتراض
وأن تفسح لها مجالا من الحرية (طبعا في حدود شريعتنا الغراء) لكي تعبر عن نفسها وذاتها لتحس
بأنها المسئولة عن نفسها وعن أسرتها وتصبح بذلك سعيدة في أعماقها ولا شك أن لهذا انطباع
جميل على سلوكها وأخلاقها وفي تعاملها معك ومع أولادك.
15) الكلمة الطيبة صدقة:
للكلمة الطيبة والرقيقة سحر نفاذ وأثر عميق في إسعاد زوجتك وفي تعميق المودة والرحمة بينكما
وفي تلطيف أجواء البيت السعيد.
أشكر زوجتك على اهتمامها وعنايتها بك وامدحها على حسن أناقتها وتجملها وتزينها لك واثن
عليها خيرا في حضورها وغيابها.
إذا رتبت البيت ونظفته فقل لها كلمة طيبة أنت فنانة و لك ذوق رفيع أو...
إذا أعدت لك وجبة طعام وذقته فقل لها لم أذق في حياتي طعاما مثله أبدا أو أنت امرأة بارعة ماهرة
في كل شيء...
وعليك أن تغتنم كل المناسبات والوقائع والأحداث داخل وخارج بيتك لتسمعها خيرا فالكلمة الطيبة
صدقة كن فنانا وشاعرا وأبدع في الكلمات ذلك مجال واسع ورحب في ديننا واقرأ إن شئت حديث أم
زرع الذي قال في آخره الرسول صلى الله عليه وسلم "كنت لك كأب زرع لأم زرع فقالت :بل أنت
أفضل من أبي زرع".
ما رأيك:
لو أخذت زوجتك جانبا ومسحت بيدك على وجهها أو شعرها برفق وحب وحنان وركزت عينيك في
عينيها وقلت لها أنت أجمل امرأة في الدنيا، أنت ساحرة فاتنة أنت مني بمنزلة الروح من الجسد,
أو قلت لها هامسا في أذنيها عيناك ساحرتان أو شفتاك ساحرتان كأنهن خاتم سليمان.
أي امرأة في الدنيا لو سمعت ذلك من زوجها إلا رقت وحنت وأحبت وأعطت كل شيء لحبيبها
وزوجها.
وصل اللهم وسلم على الحبيب وعى آله وصحبه وإخوانه من بعده والحمد لله رب العالمين ...