ا يكروبات والانسان
ا )عدية والأوجاع. ولكن ذلك أحد جوانب الحقيقة. فنحن لا نغالي ح I
نقول إن حياتنا في جوانبها ا )تعددة ما كانت لتستقيم عل صورتها ا )عهودة
بغير تلك ا )يكروبات ! وذاك ما تدور عليه فصول الكتاب..
وإذا كان الإنسان يعتمد عل الغذاء في سبيل حياته وبقائه فللميكروبات
دورها في إنتاج المحاصيل الزراعية وتزكية التربة.. وبعضها يستقر في
أمعاء الإنسان ويزوده بشيء من حاجاته الغذائية. وتشارك ا )يكروبات في
صناعة الأطعمة اﻟﻤﺨتلفة والكيماويات التي يشق علينا تخليقها في ا )صانع
واﻟﻤﺨتبرات..
وكذلك يفيد الإنسان من ا )يكروبات في التخلص من فضلاته الآدمية
ونفايات حياته.. ولولاها لغرق الإنسان إلى الأذقان في ركام من فوقه ركام
من الخبائث !..
لكن ا )يكروبات في الجانب ا )قابل تغزو الجسم وتسبب الأمراض
والأوبئة.. وكانت في ا )اضي تحصد أرواح الناس حصدا \ وتنشر ظلال
ا )وت والفجيعة. وهي كذلك تغير على ا )واد وا )صنوعات فتؤدي إلى التلف
والتخريب. وقد شاءت إرادة الله أن يتجاوز الخير والشر في هذه الحياة
الدنيا وأن يظلا في سجال.. وقد يعجب البعض ح I يعلم دور ا )يكروبات
منذ ملاي I السن I في تكوين النفط والفحم وبعض ا )عادن.. وهي كلها
عصب الصناعة الحديثة.. ويوشك أن يتحارب الناس في سبيل تام I
حاجاتهم منها اليوم.
ومن أعجب الأمور أن دراسة ا )يكروبات قد كشفت لنا في النصف
الأخير من هذا القرن أسرارا في الوراثة كانت خافية علينا من قبل.. .
والعلماء يتحدثون اليوم عما يسمونه الهندسة الوراثية \ ويعنون بها قدرتهم
على إنتاج سلالات ذات سمات خاصة في عالم النبات والحيوان \ ولا يقف
طموحهم دون تحقيق ذلك في الإنسان.. انه باب في العلم قد يفضى إلى
الخير الكثير \ لكنه مع ذلك لا يخلو من الشر ا )ستطير !.. .
ويختم ا )ؤلف كتابه بالحديث عن ا )يكروبات في ا )ستقبل ويذكر فيه
نبوءات طريفة. فهولا يستبعد أن يصنع منها الإنسان مأكولاته وبذلك تغنيه
عن بعض النقص في محاصيله وغذائه. كما يرى أن هذه ا )يكروبات سوف
تسهم إسهاما كبيرا في كشف ا )زيد من حقائق الحياة.. وقد يبدو أنها أحلام من بعد أحلام.. ولكن كثيرا ما صدق القول: إن أحلام اليوم حقائق
الغد..
إن هذا الكتاب-كما يرى القراء-كتاب علمي. ولا بد في العلم من أسماء
يتفق عليها العلماء \ ويفهمون من مصطلحاتها فهما واحدا مشركا فيما
بينهم. وكثير من الأسماء العلمية يرجع في جذوره إلى اللغة اللاتينية \ وهي
اليوم من اللغات ا )يتة التي لا يتخاطب بها الناس \ وإ ا يدرسها الدارسون
في أقسام الدراسات الإنسانية الكلاسيكية في الجامعات.. وفهم هذه
ا )صطلحات عند العلماء أمر لا بد منه \ حتى لا يذهب كل منهم في فهمها
كل مذهب ; فتختلط الأمور وتبهم ا )سالك. وسيجد غير ا )شتغل I بالعلوم
هذه الأسماء ثقيلة الوقع على أسماعهم. وليس عليهم بأس \ فان الأمر
كذلك حتى عند ا )شتغل I بالعلوم في أول العهد. ويكفي عامة القراء أن
يدركوا الفكرة العامة في ا )وضوع دون أن تصيبهم من تلك الأسماء كلالة أو
سآمة..