اْستاذ صادق الرتبة
الدولة : الجنس : تاريخ التسجيل : 15/03/2011 عدد المساهمات : 10473 المهنة :
| موضوع: صور حمام قرقور مع تعريف المنطقة الجمعة أكتوبر 14, 2011 11:47 am | |
| صور حمام قرقور مع تعريف المنطقة الحياة الاقتصاديّة:
1- الحمّام: تروي أسطورة قديمة أنّ سيّدنا سليمان أحبّ أن يلفّ بالعالم فأمر الجنّ بأن يحضّروا له مياها ساخنة طول طريق السّفر كي يستحمّ. ومن يومئذ، فإنّ الجنّ - وهم صمّ عمي - ما يزالون يسخّنون له الماء تحت الأرض. لأجل هذا، تعدّ الجزائر مئتي (200) نبعا معدنيّا ساخنا أهمّها حمّام قرقور. صُنِّف الثّالث عالميّا من Jachimov في ألمانيا، وياشِيموف Brenbach حيث نشاطُه الإشعاعيّ بعد حمّامي اِبْرانْباخ مئوية، مشحونة بالسُّولفات 44° في تشيكوسلوفاكيا. تبلغ درجة حرارة مياهه الكِلسيّ واكْلُورُور الصّوديوم. في العهد القديم، كانت النّاس تنسب إلى الحمّامات قوى خفيّة وخارقة تحفظ ابن آدم من الأمراض. بل وكانوا يظنّون هذه المياه ضربا من السّحر أو هديّة آلهة أو بعض الشّخصيّات الخارقة. والواقع أنّ هذا الاعتقاد ما يزال سائدا في الذّهنيّة الشّعبيّة الْقَرْقُوريّة وقد رأيناه في أسطورة سيّدي الجوديّ، وفيما سنُبَيِّنه عند حديثنا عن الحمّام القديم. نجد في القرقور إذا حمّامين:
1- الحمّام القديم أو حمّام سيّدي الجودي: ويدعى هناك أيضا حمّام الشّعب لأنّه بالفعل حمّام الفقراء. يقع أعلى وادي بوسلاّم، غير بعيد عن القنطرة الّتي تصل بين حيّ عَيْشُونَ وباقي الدّشرة. وبذلك فإنّ مياهه تصبّ في الوادي مباشرة وتلوّثه كثيرا. تشهد العجائز أنّه كان في الأوّل مجرّد حوض تستحمّ فيه العامّة. ثمّ إنّ السّلطات الفرنسيّة بنت عليه مصحّة يداوي فيه الأطبّاء التهاب المفاصل ومختلف أمراض الجلد، بعد أن اكتشف الدّكتور مُصْطْفاي –وكان طبيبا جزائريّا من الأقليّة الأهليّة الّتي تسنّى لها الدّراسة العليا في ذلك الزّمان- بأنّ المياه المتدفّقة في تلك القرية مياه معدنيّة عالية الجودة، تصنّف الثّالثة في العالم من حيث نشاطها الإشعاعيّ. ونصح بأن يتمّ المريض مدّة نقاهة طولها 21 تَحْمِمةً كي يُشْفَى. وتشهد بعض أولئك العجائزِ أنّها تمكّنت من علاج بعض قريباتها ظلّت مشلولة الذّراعين والسّاقين اِثْنَيْ عشر عاما. فإذا ساقوها إليها من بلاد القبائل في نقّالة، استمرّت تدلكها في ذلك الحوض المذكور أعلاه، واحدا وعشرين يوما، فعادت الحركة إلى ساقيها وإحدى ذراعيها. وعليه فإنّ القرية تطوّرت إلى مَنْزَهٍ صحّيّ جميل جدّا، تقصده الجالية الأوربّيّة واليهوديّة – أحيانا من تونس – لقضاء عطلة آخر الأسبوع، مستجمّين بهوائها العليل ومناظرها الخلاّبة. بل وإنّ دار "التّبَرْنة" (الحانة) الّتي كانت ملكا لبعض اليهود هيَّأها ملهى لأولئك السّيّاح، دليل على تلك الحقبة "المُزْدَهِرة". ثمّ أُهمل الحمّام زمنا، وهُدّم المستشفى واكتفى القرويّون بمياهه بعد أن شيّدت عليها الحكومة مبنى وَاقِيا، ينقسم إلى قاعات ذات أحواض مغطّاة، يغتسلون فيه آخر كلّ أسبوع بما أنّ أحواض الاستحمام منعدمة في ديارهم ويتداوُون به ويتبرّكون. وينقسم إلى بِنايتيْن يبعُد بعضُها عن بعض بمِئتيْن من الأمتار أو أكثر، أحدها للنّساء والآخر للرّجال. واتّسعت رقعة الزّوّار، وانتشر صيته في كلّ الحيّز الجغرافيّ المحيط، فتدفّق عليه واردون من سائر القرى المحاذية ومن بلاد القبائل الصّغرى ومدن سَطِيف وبرج بوعْرْيرْيجَ وبِجايةَ وقَسَنْطِينة وبلاد الأعراب المَسِيلةِ وبُوسْعادةَ والجزائر العاصمة أيضا. فإذا دخلته النّساء يستحممن ويتداوين معا في حوض واحد، زغردن تبرّكا بماء الصّالحين كما يعتقدن، وربّما غنّين وضربن الدّفوف فرحا بزيارة حمّام سيّدي الجوديّ فخضَّبْن يُمْنَيَاتِهِنَّ بالحنّاء السّائحة يطبعنها على الجدران. لذلك نجدها كلّها مزيّنة بآثار الأيادي الحمراء تماما كما كان يفعل أجدادنا القدامى، في العهد الحجريّ، لمّا كانوا يطبعون جدران الكهوف بأثر أيديهم درْءا للأرواح الشّرّيرة. ومنهم من يقول إنّ هذا منشَأَ الخامسة أو يدِ لالاَّ فاطمة كما يحلو لبعضهم تسميتُها. ويشربن من مياهه مع أنّ الأطبّاء ينهون عن ذلك لما فيه من معادن، إذا تحجّرت، كوّنت حصى في حوصلَةِ الْمَرَّارة. وإنّ أولئك النّسوة يطلين شعورهنّ بالحنّاء داخل الحمّام، ويُذَرْذِرْنَ الزَّعْتَرَ الْمَدْرُوسَ على ركائبِهِنَّ وظهورهنّ إخراجا للبرد حسب زعمهنّ. ويستعملن مختلف الموادّ التّقليديّة تنقية وعلاجا. ولذلك فإنّ هذا الحمّام –إذا اكتظّ- صار وسخا شديدا. ومع ذلك فإنّه لا يخلو من نكهة، كما أنّ مياهه أنفع للجسد، لأنّها نابعة مباشرة من باطن الأرض ما تزال تحتفظ بمعادنها. ويكفي النّظر إلى جدران الحمّام الحمراء الدّاكنة من أثر الحديد. فإذا دخل المرء بإزار أبيض خرج مدبوغا بالصّدإ بعد ذلك. ولكنّ مياهه اليوم نقصت بعد أن صارت تُضخُّ إلى المركّب المعدنيّ.
2 - المركّب المعدنيّ أوِ الحمّام الجديد: وهو بناية "عصريّة" أنشأتها الحكومة الجزائريّة أواخر السّبعينيّات، في سفح جبل بوقدامة، ضمن منظر خلاّب. زوّدته بفندق للإقامة وحمّامات ومسبح وقاعات للرّياضة ناهيكم عن المطعم. كما أنّ حفلات تقام به ليالي الصّيف. وصار المرضى يردون إليه بسهر من صندوق الضّمان الاجتماعيّ، يتكفّل بهم فريق من الأطبّاء والممرّضين والخدم. بل وأضحى الإعلام والتّلفزة يروّجان لهذا الحمّام فاشتهرت القرية في سائر القطر الجزائريّ وصارت تُؤمُّ من أقاصي الحدود. على أنّ مشاكل هذا الحمّام كثيرة. يعوزه التّرميم والتّجديد. عُتاده قديم تلف والنّظام فيه يكاد ينعدم. الطّعام رديء وآفّة الملل المستبدّة معظم موظّفي البلاد العربيّة تملأ النّفس أسى وكمدا. ثمّ إنّ مياهه أقلّ جودة من الحمّام القديم لأنّها تضخّ إلى أعلى الهضبة الجبليّة حيث موقعه، بواسطة أجهزة حديثة، فإذا بها تبرد خلال القنوات المعدنيّة، فيعاد تسخينها بالكهرباء، ولذلك فإنّ مفعول معادنها ونشاطها الإشعاعيّ ناقص. وعليه فإنّ ضيوف المركّب كثيرا ما يتدفّقون على حمّام الشّعب ويزيدون من اكتظاظه الطّبيعيّ آخر الأسبوع.
3- المصانع: أسّس في السّبعينيّات مصنع للآجر بحذو مصنع الزّرابي ما يزال عاملا ولكنّه صغير جدّا. على أنّ أهمّها مركّب "مُوقا" للخيط الّذي دشّن شراكة بين الجزائر وإيطاليا في الثّمانينيّات، وينتج خيوطا للحياكة والطّرز من كلّ الأنواع. ومع أنّه ضخم يشتغل ليل نهار، فإنّه لا يستوعب كلّ الرّاغبين في العمل لاستقطابه جلّ الأيدي الشّاغلة الموجودة في القرى والمدن الصّغرى المحيطة. ومن ثمّة فإنّ البطالة لم تزل خانقة في القرية.
4- السّياحة الشّعبيّة: يعتمد اقتصاد القرية على الحمّامين المذكورين. لا سيّما على ما يدعى بالسّياحة الشّعبيّة. اشتهار قرية القرقور بمياهها المعدنيّة، وموقعها الجبليّ الخلاّب، وكثرة مياهها الطّبيعيّة الباردة الدّافقة طول العام عكس أغلب بقاع الجزائر حتّى إنّ أعراب الصّحراء لقّبوها "بلادَ الماء"، فقربُها من مدينتي بجاية وجِيجَلَ السّياحيتين، كلّ ذلك يجذب إليها زُوّارا كثيرين يفرّون جَوَّ بلاد الحُضْنة الحارّ (الْمَسِيلة وبوسعادة) على الخُصوص، ويمضون عطلتهم الصّيفيّة في القرية. فاغتنم القرويّون تلك الفرصة الهائلة وإذا بها على قدم وساق طيلة شهري يولية وأغسطس. أغلب أولئك السّيّاح يستأجرون غرفا شاغرة في الدُّور الشّعبيّة يدفعون إيجارها باللّيلة. وعليه فإنّهم يلجأون إليها معبّئين بأفرشتهم ومواقدهم للطّبخ وأوانيهم وسميذهم وما إلى ذلك، لا يكادون يستعيرون من صاحب البيت إلاّ القليل. وبما أنّ أغلبهم من الأعراب فإنّهم في هذا لا يكادون يختلفون عن أجدادهم البدو الرّحّل. وأكثرهم يتعوّد على البيت ذاته ويعود إليه كلّ سنة. فتنمو أواصر الصّداقة بينه وبين صاحب البيت وربّما قصده السّائح في العام المقبل معبّأً بالهدايا علاوة على إيجار الغرفة. يستقرّون ويزاولون النّشاطات ذاتها الّتي كانوا يزاولونها في بيوتهم. فلولا الاستحمام والتّنزّه جَرَّ الوادي أو في الجبال، ومقابلة ناس من مختلف نواحي البلاد، وربّما زيارة بجاية وجيجل، لما شعر الإنسان أنّ النّساء في عطلة لِما يرهقهنّ أثناء إقامتهنّ من طبخ وغسل وتنظيف. ويستغلّ تجّار القرية هذه المناسبة فتلتهب الأثمان، كما أنّهم صاروا ينتجون بمعونة أسرهم أشياء تقليديّة بسيطة يبيعونها تذاكر. يستعملها السّيّاح للاتّصال بأهاليهم. واضطرّ Taxiphones وتفطّن بعضهم إلى فتح مراكز هاتفيّة بعض القرويّين الأثرياء إلى التّوسّع كي يستوعب العَدد الهائل من الوافدين الّذي يبلغ أَوُجه شهر أغسطس حتّى إنّ القرية لتختنق. كما تفطّن غيره إلى استغلال وسائل النّقل فأنشأ عددا من الحافلات لا يستهان به، كثير النّشاط. G5
رغم ذلك فإنّ مورد السّياحة قليل جدّا لأنّه يقتصر على شهرين من السّنة لا غير ثمّ إنّ القرية تفرغ فجأة وكأنّ الأرواح تنفخ في أرجائها.
إمكانات القرية: الواقع أنّ للقرية إمكانات هائلة بمقدورها أن توسّع على أبنائها اقتصاديّا وتفسح مجالات للشّباب البطّال. على أنّ فساد السّلطات والرّشوة الّتي سمّمت الإدارات إلى جانب تراخي العزائم حال دون استغلالها. من بين الإمكانات المتوفّرة مياهُ الشّرب المعدنيّة النّابعة من الجبال. وقد سبق الإشارة إلى غناء القرية بها. على أنّ أشهرها عين فَرْتَلا. وهي مياه شديدة العذوبة والبرودة والخفّة على المعدة، بيد أنّها تتدفّق سدى في وادي بوسلاّم. وثمّة عين السّارِق. وهو خيط مائيّ ينبع بين حجرين في قلب الوادي، فوق مياه عكرة. فعين مَزْرارِيق وهي أقلّهنّ جودة. فلو أنّ هذه المياه كلّها كيّفت في قوارير وتُوجِر بها لحصل منها نفع كبير. ولو أنّ المسؤولين وفّروا فسحة للشّباب فصوَّروا مناظر ال ولم تشإ السّلطات أن تضيع حصّتها من الفائدة فنظّمت سهرات ليليّة في المركّب المعدنيّ يسترخي فيها السّيّاح. كما أنّها فتحت الفندق والحمّام لهم مقابل أثمان باهضة مقارنة بما يدفعونه للمُجير الشّعبيّ.قرقور الرّائعة، وسحبوا منها بطاقات تذكاريّة يستغلّها السّيّاح في الصّيف، لحصل منها مورد غير قليل. هنالك أيضا المناجم المغلقة. فجبال القرقور حمراء ملوّنة لما فيها من حديد وكبريت وغيرهما من المعادن. وكانت فرنسا تستغلّ هذه الحجّارات والمناجم. أمّا اليوم فهي مهملة نهائيّا. ممّا أهمل أيضا الزّربيّة القرقوريّة. فلقد كان في القرية، خلال السّبعينيّات، مصنع للزّرابي المحلّيّة ربّما يكون أوّل مصنع أخرج القرويّات من دورهنّ وسنح لهنّ فرصة العمل. ولكنّه أغلق بعد ذلك بسنوات قبل أن يشتريه مهاجر يدعى "أو مسْثُور"، حوّله إلى معمل خياطة صغير يستخدم عددا قليلا من العمّال. ثمّ إنّ الرّجل قرّر ألاّ يستخدم النّساء لأنّهنّ لا يحتجن إلى راتب حسب منطقه. ورغم أنّ المنطقة جبليّة، على أنّ الزّراعة وتربيّة المواشي تكاد تنعدم بها. فكثيرا ما نرى الحقول والبساتين قاحلة مهملة مع أنّها كانت قبل عشرين عاما خضراء زاهية، تنبت مختلف البقول والفواكه إلى جانب الحبوب. وقطعان الخراف والماعز والبقر تقلّصت. أمّا منظر الحمار الأصيل يجتاز القرية فوشيك الانقراض. والحقّ أنّ الشّباب يزدري هته المهنة، بينما يشكو الفلاّحون قلّة معونات الدّولة وغلاء الأسمدة والموادّ الأوّليّة. والغريب أنّ أراضي الصّحراء القاحلة تستصلح فيما أراضي القرقور المتشبّعة بالماء تترك بوارا. "قِيل لنا إنّها تُسَمَّى في إدارة سَطِيف (الولاية) بالكويت نظرا لما تدرّه عليها من أرباح. هذا ومعلوم أنّ موارد القرقور لم تستغلّ كفاية. فالآثار الظّاهرة والمطمورة كنز ثمين والينابيع والآبار في كلّ موضع. أفضلها نبع "آخْلِيجْ" قرب شَلاَّل فَرْتَلاَ ونبع "بوشِيخ" الّذي ضمّته البلديّة إلى فَرْتَلاَّ لتجمعه في مخزن ضخم أسفل "قارِف" ثمّ توزّعه على السّكّان. وهناك منابع مثل عين الجنان وعين عَيْشُون وعين الحجر والسّارق وغيرها. ومؤخّرا، استغلّ سكّان بُودْرِيسَن ودارِ عَطِيّة المياه المارّة عبر أراضيهم من المركّب المعدنيّ ليسقوا بها مغروساتهم فاخضرّت بساتينهم وأورفت. في الآونة الأخيرة، هناك انتعاش لكلّ الحرف التّقليديّة بما فيها الزّرابي. وسمعت خبرا في إذاعة "الهضاب" المحلّيّة أنّ السّلطات المعنيّة تنوي إعادة بعث صناعة زربيّة القرقور. وتشجّع الرّيفيّات على ممارسة هذا النّشاط مادّيّا ومعنويّا." | [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
|
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
|
| |
|
Melioura الرتبة
الدولة : الجنس : تاريخ التسجيل : 01/11/2011 عدد المساهمات : 273 العمر : 27 المهنة : الهواية :
| موضوع: رد: صور حمام قرقور مع تعريف المنطقة الخميس نوفمبر 03, 2011 2:25 pm | |
| | |
|
اْستاذ صادق الرتبة
الدولة : الجنس : تاريخ التسجيل : 15/03/2011 عدد المساهمات : 10473 المهنة :
| موضوع: رد: صور حمام قرقور مع تعريف المنطقة الخميس نوفمبر 03, 2011 4:12 pm | |
| | |
|
هدى الرتبة
الدولة : الجنس : تاريخ التسجيل : 27/09/2011 عدد المساهمات : 1807 العمر : 41 المهنة : الهواية :
| موضوع: رد: صور حمام قرقور مع تعريف المنطقة السبت ديسمبر 17, 2011 5:48 pm | |
| فعلا معلومات قيمة وهادفة هكذا تنعرف على ما تزخر به بلادنا
شكرا لك | |
|