" كيف تتغلب على الصعاب وتقتحم العقبات "
قصدت فتاة أباها وهي حزينة دامعة العين ...
قصدته وهي شاكية اليه متاعب الحياة ومصاعبها ...
وقالت أنها عقبات قد أعيتها ...
وزادن وقد تملكها اليأس : أنها لا تستطيع التغلب على هذه المتاعب وقد أرهقتها وأتعبتها...
أجلسها ابوها بقربه وربت على كتفها بحب وحنان ..
وكان أبوها يعمل طباخا ...
قام الأب وأحضر ثلاث أواني ووضع بها الماء ثم وضع تلك الأواني على النار ...
ثم وضع الأب في الانية الاولى جزرة ...
وفي الثانية بيضة ...
وفي الثالثة قليل من البن ...
وبعد قليل أخرج الأب الجزرة من الماء ...
وقال لها : "ماذا تقولين يا حبيبتي في هذه الجزرة ؟ "...
قالت :" كانت صلبة ثم أصبحت هشه بعد تعرضها للماء الساخن "...
ثم أخرج البيضة من الماء ...
وقال لها :" وماذا تقولين في هذه البيضة ؟ "...
قالت:" كانت صلبة من الخارج وسائلة من الداخل ومازالت صلبة من الخارج الا انها ازدادت
قوة من الداخل " ...
ثم وضع الأب القهوة في فنجان وأعطاه اياها فارتشفت منه رشفة هادئة ...
وقالت :" ان له طعم جميل ورائحة رائعة جدا "...
فقال لها الأب الحكيم اللبيب :" هكذا نحن يا بنيتي في هذه الدنيا اذا قابلتنا المصاعب :
ــ فإما ان تكسرنا هذه المصاعب وتحولنا الى شئ رخو يسهل دهسه كالجزرة ...
ــ وإما ألا تؤثر فينا المصاعب بل تزيدنا قوة من الداخل لنعمل على ان نتغلب على هذه المصاعب
فنصبح كالبيضة ...
ــ أو نعمل أمر بديع فنحول هذه المصاعب الى شيئ رائع وجميل ...
فتخيري يا بنيتي لنفسك ماذا تريدين أن تكوني ...
وأنت يا من يقرأ كلماتي :"تخير لنفسك ماذا تريد أن تكون واعمل على ان تحول حياتك الى
عمل مبدع يفيد البشرية ويُفيد الإنسانية "...
الحياة تمر بسرعة والعمر ينقضي فما خلفت ورائك وما تركت خلفك من آثار طيبة محمودة ...
ألم يقل ربنا عز وجل :" ونكتب ما قدموا وآثارهم " ..
ما تركته ورائك أخي ؟
وما تركت ورائك أختي ؟
ما خلفت ورائك أخي ؟
وما خلفت ورائك أختي ؟
أم يا تُرى تذهب أخي وتذهبين أختي ...
ترحل وترحلين ...
تسافر وتسافرين ...
ولا أثر بعدك أخي ...
ولا أثر بعدك أختي ...
مات فلان وماتت فلانة ...
من يذكرك بعد سنين أخي الحبيب ؟
ومن يذكرك بعد سنين أختي ؟
" ونكتب ما قدموا وآثارهم "...
وصل اللهم وسلم على الحبيب وعلى آله وصحبه وإخوانه من بعده ...
والحمد لله رب العالمين ...