[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]لفظ مفتش الشرطة ''ب. أحمد''، 53 سنة، أنفاسه الأخيرة، ليلة أول أمس، بمصلحة الحروق بمستشفى وهران الجامعي بعد أن تعرض لحروق طفيفة على مستوى اليد اليسرى والأرجل، عندما كان يحاول منع السيدة ''قاسمي مامة'' التي توفيت الأسبوع الفارط بعد أن صبت البنزين على نفسها وأشعلت النار عندما دخل عليها المحضر القضائي لطردها من شقة بحي ''ليبودروم'' بالمقري.
الحادثة التي اهتزت لها وهران الخميس الفارط، بعد سنتين من الخلاف حول ملكية السكن الذي تم بيعه بطريقة ملتوية من طرف سيدة للضحية التي لم تجد أية وسيلة لتوقيف الحكم سوى تخويف المحضر بإحراق نفسها وفي تلك اللحظة ارتمى عليها الشرطي الضحية لمنعها من ذلك لكن بعد فوات الأوان، أين أصيب بحروق لم تكن كبيرة بعد الزيارة التي قامت بها ''النهار'' له في مصلحة الحروق بمستشفى وهران، أين كان يتحدث بصفة عادية وشكر الجريدة على الزيارة لمعرفة أحواله، لتكون المفاجأة ظهيرة الجمعة بوفاة الشرطي بعد صعوبات في التنفس خلال اليومين الأخيرين وهو ما بيّن أن الإصابة وصلت للرئتين ليلفظ أنفاسه يوم جمعة وهو نفس اليوم الذي توفيت فيه السيدة التي لا يزال ابنها ذو 3 سنوات يعالج بالمصلحة.
وقد تنقلت ''النهار'' إلى منزله بحي ''أشلام''، أين كان أفراد عائلته تحت الصدمة وخاصة أولاده كون الفقيد أب لـ5 أولاد؛ 3 ذكور وبنتين أكبرهم يبلغ من العمر 26 سنة، إذ كان والدهم من بين الأوائل الذي التحق بسلك الشرطة سنة 1984 كعون مرور. وقد شيّعت جنازته ظهيرة أمس بحضور ممثلين عن الشرطة ورفاقه وجمع كبير من المواطنين، فيما تحدث أعوان الشرطة إلى ''النهار'' عن المخاطر التي تعترض رجال الأمن في مثل هذه الحالات على المستوى الوطني، حيث تعرض الكثير من رجال الشرطة لحروق عند محاولاتهم منع المقدمين على الإنتحار حرقا. عمر الفاروق
الفقيد كان اجتماعيا بسيطا محبوبا من طرف السكان
صرحت عائلة المرحوم بما فيها أبناؤه، بأنه يكفيهم فخرا أن والدهم مات شهيدا من أجل حياة الآخرين وخاصة بعد أن تمكن من إنقاذ الطفل ''قاسمي أمين'' من موت محقق وأخرجه من الشقة المحترقة رغم أنه كان مصابا وواصل عمله إلى أن سقط مع الولد في السلالم. كما يكفيهم شرفا أن حاول منع السيدة من حرق نفسها لما أشعلت الولاعة وهو ما كان وراء احتراقه، أما الجيران وزملاؤه في الشرطة أكدوا أن المرحوم كان مثالا في الأخلاق لتواضعه وبساطته، إذ كان يسلم على الجميع ويعانق الكل ممن يلتقيهم من عامة الناس وكانت حياته كلها ابتسامات يوزعها على المواطنين ولم يكن قلقا ولا يتعامل بالنرفزة. كما أكد مسؤول خلية الإعلام المحافظ عبدالرحمن أن الشرطي كان من مثالا لكل أعوان الأمن في انضباطه وعلاقته الوطيدة بكل سكان حي ڤمبيطة