كشفت وصية منسوبة للعقيد المقتول معمر القذافي، لم يتسن لـ''الخبر'' التأكد من صدقيتها، أن الزعيم الليبي استقبل وفودا تفاوضه على التنحي من حكم ليبيا مقابل ضمان حياة آمنة ومستقرة. وجاء في الوصية الموقعة باسم معمر بن محمد القذافي بتاريخ 17 أكتوبر الماضي، أنه طلب عدم تغسيله وأن يتم دفنه في سرت ووفق تعاليم الشريعة الإسلامية، وأيضا أن يدفن في الثياب التي يموت فيها.
نشرت صحيفة ''سيفن دايز نيوز''، إحدى وسائل الإعلام التي تنقل باستمرار بمعية قناة ''الرأي'' أخبار الزعيم المقتول، أمس، ما قالت إنه وصية تركها القذافي احتياطا لاستشهاده، وقد سلم ثلاث نسخ منها لثلاثة من مقربيه، توفي أحدهم، وأسر الثاني بينما نجا آخرهم.
وأهم ما في الوصية التي جاءت في صفحة واحدة، هو ما نسب للقذافي من حديث بشأن ما تعرضت له ليبيا من عدوان، وفي هذا الإطار قال القذافي حرفيا ''أوصي أن يثق الأحرار في الجماهيرية والعالم أننا كنا نستطيع المتاجرة بقضيتنا والحصول على حياة شخصية آمنة ومستقرة وجاءتنا عروش كثيرة، ولكننا اخترنا أن نكون في المواجهة واجبا وشرفا، وحتى إذا لم ننتصر عاجلا فإننا سنعطي درسا تنتصر به الأجيال التي ستأتي، لأن اختيار الوطن هو البطولة وبيع الوطن هو الخيانة التي لن يستطيع التاريخ أن يكتب غيرها مهما حاولوا تزويره''.
ويتقاطع هذا الكلام المنسوب للقذافي مع آخر تصريح له في قناة ''الرأي'' عندما أشار إلى أنه كان بإمكانه تسليم البترول الليبي مقابل توقيف حملة الناتو عليه لكنه رفض، لأن النفط ملك للشعب الليبي وقوت أبنائهم، على حد قول القذافي آنذاك.
وتحدث القذافي في الوصية المنشورة عما أسماه ''عروش كثيرة'' جاءته، لكنه لم يوضح من يقصد بهذه العروش، وهل يقصد الوفود الأجنبية التي دخلت ليبيا في مسعى الوساطة الدولية قبل انفلات الأمور. ومن بين الأمور التي طلبها العقيد المقتول، حسب الوصية، هو معاملة عائلته وخاصة النساء والأطفال معاملة حسنة.
كما طلب القذافي أيضا من الشعب الليبي الحفاظ على هويته ومنجزاته وتاريخه وصورة أجداده، وأن تستمر مقاومة أي عدوان أجنبي تتعرض له الجماهيرية في كل الأوقات. وهنا يمكن الإشارة إلى دعوة العقيد لمحاربة الدول التي شاركت في العدوان على ليبيا تحت مظلة حلف الناتو، وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
طلب آخر، تضمنته الوصية المنسوبة للقذافي، وهو تبليغ سلامه لأفراد عائلته واحدا واحدا وإلى كل أوفياء الجماهيرية