كشف باحثون أن النساء يعرقن أقل بكثير من الرجال خصوصا خلال التمارين
الرياضية الكثيفة. فأجسادهن تفقد نصف العرق الذي يفقده الرجال لدى أدائهم
النشاط الجسدي نفسه وفي درجات حرارة متماثلة. والتعرق هو وظيفة أساسية
للجسم لتبريده فمع فقداننا للسوائل عبر مسامات البشرة يجري تبريدنا حيث
يأخذ السائل الحرارة من أجسامنا فتنخفض درجات الحرارة.
ويرى العلماء أن الرجال قبل آلاف السنوات تطوروا بشكل يجعلهم يعرقون
أكثر من النساء لأنهم كانوا بحاجة إلى تأدية نشاطات جسدية أكثر من النساء.
فهم بحاجة إلى تبريد أجسامهم بسرعة خلال صيد الحيوانات البرية حين تكون
درجات حرارة الجو عالية جدا. وعلى العكس من ذلك فإن النساء تطورن بشكل
أصبحن قادرات على الاحتفاظ بالماء في أجسادهن فمع أجساد صغيرة يكون مقدار
الماء فيه أقل من الرجال وإذا كن يتعرقن بنفس المعدل الذي يتعرقه الرجال
فإنهن سيصبن بالجفاف.
ويحذر الباحثون اليابانيون الذين قاموا بهذا البحث من أن النساء أكثر
استعدادا للإصابة بالجلطات الدماغية الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة في
الجسم لأن أجسامهن لا تتعرق بشكل كاف لتبريدها. لكن العلماء اكتشفوا أن
الأشخاص المتمتعين بلياقة عالية جدا يعرقون أكثر من غيرهم بغض النظر عن
الجنس. فالشخص الذي يمارس الرياضة كثيرا سيفقد 60% من السوائل فيه خلال
التمارين الرياضية من غيره المنتمي إلى نفس جنسه والذي هو غير نشط نسبيا.
ولهذا السبب يرى هؤلاء العلماء أننا نتمكن من التكيف بسهولة مع موجات
الحرارة إذا كنا نمارس تمارين رياضية أكثر.
وقال يوشيميتسو انوي الذي قاد الدراسة في جامعة أوساكا وكوب لمراسل
صحيفة الديلي ميل اللندنية إن “النساء بشكل عام لديهن سوائل أقل من الرجال
في أجسامهن ولعلهن يصبن بالجفاف بشكل أسهل من الرجال”.
ولذلك فإن التعرق بكميات أقل بالنسبة للنساء هو استراتيجية تكيف تضع
الأسبقية للبقاء في أجواء حارة بينما يكون معدل التعرق الأعلى لدى الرجال
هو استراتيجية لكفاءة أعلى في أداء الأعمال الجسدية. وأضاف العالم الياباني
أنوي أن كلا الرجال والنساء يستطيعون أن يكيفوا أنفسهم للحرارة إذا قاموا
بالتمارين الرياضية بشكل منتظم قبل قدوم موجات الحرارة.