[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تشهد مختلف محطات ميترو الجزائر أقصى حالات التأهب، وارتفاعا
متسارعا في وتيرة الأشغال والتهيئة، حشد لها عدد هائل من العمال وعتاد
الأشغال بغية إنهائها قبل الفاتح من نوفمبر،
حيث سيتم تدشينه من طرف الرئيس بوتفليقة.
''الخبر'' قامت بجولة عبر محطات الميترو بالعاصمة، حيث وقفت على
حجم الأشغال ووتيرة العمل التي جند لها عدد هائل من العمال، يتناوبون على
العمل على مدار 24 ساعة، وهذا لتدارك التأخر المسجل في عمليات التهيئة
الخارجية.
كانت المحطة الأولى حي البدر بباش جراح. عندما وصلنا، كانت
عقارب الساعة تشير إلى الحادية عشر صباحا. الكل كان منشغلا بعمله، فمنهم من
كان يقوم بتبليط الأرضية، ومنهم من كان يقوم بعمليات التزيين بغرس
الأشجار. اقتربنا من أحد العمال تبيّن من لهجته أنه مغربي الجنسية، سألناه
عن أجواء العمل فقال: ''أنا هنا منذ شهرين رفقة عدد من المغاربة، وفي
الأسبوعين الأخيرين، ارتفعت وتيرة الإنجاز بعدما أصبحنا نعمل ليل نهار
لضمان انتهاء الأشغال قبل نهاية الشهر الحالي''. وعندما سألناه عن إمكانية
انتهاء الأشغال في آجالها المحددة، رد قائلا: ''من أجل الرئيس، كل شيء يكون
في الوقت''.
رصيف باش جراح مهترئ منذ سنينوعلى
مستوى محيط محطة حي البدر، كان عمال البلدية يقومون برصف الطريق الرابط بين
باش جراح وحسين داي، الذي تم تعبيده منذ أسبوع فقط، بعد أن كان في حالة جد
مهترئة لسنوات. واصلنا جولتنا، وفي الطريق لاحظنا العمال بمحطتي حي البحر
والشمس وحي عميروش يقومون بمسح وتنظيف اللافتات، في حين أن الأشجار بدأت في
الذبول لعدم غرسها في حينها. وصلنا إلى محطة المعدومين ''الرويسو'' التي
كانت تشبه خلية نحل، نظرا للعدد الهائل من العمال والآليات، حتى أنه تم
الاستنجاد بمقاولات خاصة تعمل بثلاث فرق على مدار 24 ساعة، لاستكمال أشغال
التهيئة الخارجية.
المنظر لم يكن يوحي بأن هذه المحطة ستدشن بعد ثلاثة
أيام، لأن التأخر في الأشغال كان واضحا، حتى أنه لم يتم استكمال تبليط
الأرضية، كما أن المبنى المخصص لشبابيك بيع التذاكر لم يكتمل إنجازه بعد،
في وقت كان يظهر مكتمل البناء من الخارج، حيث تم استعمال الألمنيوم ليظهر
أن إنجازه كان من الطراز العالي.
ما لا يراه رئيس الجمهوريةسألنا
أحد العمال عن الأشغال، فأخبرنا أن ضيق الوقت جعل البعض يغش في العمل،
علما بأن الأشغال (الروتوشات) تتطلب وقتا، يضيف العامل قائلا: ''المسؤولون
لما يأتوا لمعاينة الأشغال، يحددون لنا الأماكن التي ننجزها بدقة. أما
''الشوكات'' التي لا يراها الرئيس، فـ''كوّر وأعط لعور''، لأن المهم هو أن
يمر التدشين بسلام''. وكان المراقبون من مؤسسة ميترو الجزائر يبدون ملاحظات
حول الأشغال بالأماكن التي ينتظر أن يعاينها الرئيس أثناء زيارته للمحطة.
واصلنا
التجول في ساحة المعدومين، حتى لمحنا إحدى القاطرات الخاصة بالترامواي
كانت تجرّب هناك، رغم أن خط الترامواي درفانة لن يدشن في الفاتح من نوفمبر،
لكن الأشغال بسكته كانت تجري على قدم وساق. فحسب بعض العمال، فإن
المسؤولين أرادوا للرئيس أن يشاهد الترامواي بجانب الميترو والمصعد
الكهربائي، بشعار ثلاثة في واحد. وما لفت انتباهنا أيضا هو عملية الطلاء
التي كانت تجري على مستوى محلات وادي كنيس المقابلة لمحطة المصعد الكهربائي
والميترو والترامواي.
وفي محطة البريد المركزي، كانت الأشغال تجري
بوتيرة أقل مقارنة بمحطة حي البدر و''الرويسو''، في وقت تم إعادة طلاء مبنى
البريد المركزي وعدد من المحلات المقابلة للمحطة التي طلب من أصحابها
إعادة تزيين واجهاتها. كما أن الحديقة المقابلة لمبنى البريد المركزي هي
الأخرى تشهد تهيئة واسعة، من خلال تشذيب الأشجار وتزويدها بالأضواء، حتى
أنه تم جلب عشب طبيعي ليظهر وكأنه مغروس منذ مدة.
وما وقفنا عليه خلال
جولتنا هو التواجد المكثف لرجال الأمن بجميع محطات الميترو، رغم أن التدشين
سيكون بعد 4 أيام، أي في الفاتح نوفمبر المصادف للذكرى 57 لاندلاع
الثورة.