قال خبير اقتصادي أميركي إن اقتصادات العالم العربي تؤثر عليها أربعة عوامل هي الديموغرافية والعولمة والمخاطر السياسية والتغير في أسعار النفط.
جاء ذلك في محاضرة لعرض كتاب «التغير في اقتصادات العالم العربي» لأستاذ الاقتصاد من معهد «بيترسون للاقتصاد الدولي» الأميركي ماركوس نولاند في المعهد العربي للتخطيط.
وأوضاف نولاند أن تلك العوامل تؤثر على اقتصادات العالم العربي على المدى الطويل وتجعله تحت ضغط ومتطلبات النمو المطلوب تحقيقه. وأوضح أن العامل الديموغرافي المتمثل في انتشار البطالة في العالم العربي يبين أنها تعد من أكثر دول العالم في ارتفاع نسبة البطالة والأقل في توفير فرص التوظيف، مضيفا أن القوى العاملة في العالم العربي تحتاج الى تعليم وتدريب مكثف لزيادة فرص الحصول على العمل.
وأشار نولاند إلى أن نمو القوى العالمة في الدول العربية لا يتجاوز 4 في المئة فيما يحتاج سوق العمل من فرص توظيف للقضاء على البطالة ما يتراوح من 55 الى 70 مليون وظيفة وهو ما يمثل تحدي كبير لأسواق العمل فيها.
وبين أن البطالة لها عدة مسببات من أهمها نوعية التعليم وتركيز الوظائف على الذكور إضافة إلى أن اغلب الدول العربية تستعين بالخبرات الأجنبية ما يقلل من فرص التوظيف للقوى العالمة الوطنية.
وأكمل لولاند قائلا: إن اعتماد المواطنين على القطاع الحكومي في الحصول على الوظائف أضعف القطاع الخاص في عملية المنافسة لتوفير فرص التوظيف ما جعل العمالة تتركز في القطاع العام وارتفاع بسب البطالة المقنعة.
وشدد على أن العوامل السياسية لها تأثير كبير في اقتصادات الدول العربية وخصوصا أنها تعاني من عدم الوضوح في كيفية تداول السلطة إضافة إلى فقدان السلطات صدقيتها لدى الأفراد ووجود مخاطر سياسية عالية في الكثير من الدول العربية.
أما عن تأثيرات العولمة على اقتصادات العالم العربي فأوضح أن المؤشرات تدل على انحدار التجارة العالمية (التبادل التجاري) في الدول العربية وقلة نسبة الاستثمارات الأجنبية فيها مقارنة مع دول العالم وافتقارها إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة إضافة إلى اعتمادها بشكل رئيسي على عوائد النفط.
وأضاف لولاند أن من ضمن تأثيرات العولمة بشكل سلبي هو انتشار العمالة الأجنبية في أسواق العالم العربي، موضحا أن الأسواق العربية تستورد عمالة أجنبية بشكل رئيسي في القطاعات الصناعية والخدماتية.