قال أخي : هل قرأت القصة من قبل ؟
قلت : دعني أعترف لك أنني لم أقرأها من قبل ، وهذه أول مرة أقرأها فيه وقد نالت إعجابي
وفيها عبرة ودرس عظيم ما أحوجنا إليه وخصوصا في زمن قل فيه الوفاء وقل الإخلاص ونسي
الناس أن الله عز وجل معهم رقيبا ، ودون إطالة أتررككم مع القصة الفريدة من نوعها .
دخل فتى صغير إلى محل تسوق و جذب صندوق كولا إلى أسفل كابينة الهاتف . وقف الفتى
فوق الصندوق ليصل إلى أزرار الهاتف و بدأ باتصال هاتفي... انتبه صاحب المحل للموقف و بدأ
بالاستماع إلى المحادثة التي يجريها هذا الفتى.
قال الفتى: "سيدتي، أيمكنني العمل لديك في تهذيب عشب حديقتك" ؟
أجابت السيدة: " لدي من يقوم بهذا العمل " .
قال الفتى : " سأقوم بالعمل بنصف الأجرة التي يأخذها هذا الشخص" .
أجابت السيدة بأنها راضية بعمل ذلك الشخص و لا تريد استبداله.
أصبح الفتى أكثر إلحاحا و قال: "سأنظف أيضا ممر المشاة و الرصيف أمام منزلك ،
و ستكون حديقتك أجمل حديقة في مدينة " ،
و مرة أخرى أجابته السيدة بالنفي...
تبسم الفتى و أقفل الهاتف.
تقدم صاحب المحل- الذي كان يستمع إلى المحادثة – إلى الفتى و قال له: لقد
أعجبتني همتك العالية ، و أحترم هذه المعنويات الإيجابية فيك و أعرض عليك فرصة
للعمل لدي في المحل.
أجاب الفتى الصغير: "لا، وشكرا لعرضك، إنني أعمل لهذه السيدة التي كنت أتحدث إليها
غير أني فقط كنت أتأكد من مستوى ادائي لعملي "
هل نحاسب انفسنا مثل هذا الطفل ؟
" حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن لكم " رحمك الله يا عمر
ورضي عنك وصلى على خليلك وحبيبك وحبيبنا محمد .
والحمد لله رب العالمين