سطرت وزارة التربية الوطنية برامج تكوينية لتحسين الممارسات اليومية داخل المؤسسات التربوية انطلاقا من نظام الجماعات التربوية، حيث تم الاتفاق على تكييف الدخول والخروج من المؤسسات التربوية وفق خصوصية كل مؤسسة بتأخير الدخول إلى الثامنة والنصف صباحا وتقديم الخروج إلى الرابعة مساء.
وكشف، أحسن لبصير، مدير التكوين بوزارة التربية الوطنية في تصريح لـ'الشروق'، أمس، أنه في إطار تحسين الممارسات اليومية داخل المؤسسة التربوية، فإن هيئته قد سطرت برامج تكوينية تتعلق بترقية وتحسين الحيلة المدرسية انطلاقا من نظام الجماعات التربوية وهو القانون الإطار لإعداد قوانين داخلية ترسم سير الأنشطة التربوية، البيداغوجية و الثقافية داخل المؤسسة التربوية بما يخدم الفعل التربوي الذي لا يتجسد إلا في ظل استقرار 'المؤسسة التعليمية'.
وأوضح المسؤول الأول عن المديرية، أنه انطلاقا من الأحكام العامة، فإن إدارة المؤسسة تتولى ضبط العلاقات في النظام الداخلي للمؤسسة من خلال التشاور مع الأساتذة، التلاميذ وأوليائهم وسائر موظفي المؤسسة، مؤكدا بأن هذا النظام الذي لا بد من تحيينه لكي يتماشى والمستجدات الراهنة، وعليه فقد تم الاتفاق على تكييف توقيت الدخول والخروج من المؤسسة التربوية وفق خصوصية المؤسسة.
وعليه فإذا سجلت أي مؤسسة وصول تلاميذتها إلى المؤسسة متأخرين بشكل يومي لأسباب محددة فإنه يمكن اتخاذ إجراء تأخير الدخول في الفترة الصباحية إلى الثامنة والنصف بدل الثامنة، وأما في حالة تعذر على التلاميذ الوصول إلى منازلهم في وقت مبكر بسبب بعد المؤسسة عن مقر سكناهم، فإنه في هذه الحالة يمكن تقديم الخروج إلى الساعة الرابعة بدل الساعة الخامسة مساء، وذلك عن طريق تقليص الفضاء الزماني بين الفترة الصباحية والمسائية المخصصة للراحة، بغية استغلال الوقت للدراسة والقضاء على أوقات الفراغ لدى التلاميذ - يضيف محدثنا -.
وأضاف محدثنا أن النظرة الجديدة التي أضافتها الوصاية للنظام الداخلي للمؤسسة، لضمان أمن وسلامة التلاميذ، هو منع إدخال الأشياء المادية للمؤسسة، ومنها استعمال الخواتم الحديدية التي قد تلحق أضرار جسدية بالتلاميذ في حالة نشوب نزاع بينهم، كما يمنع النظام نفسه التلاميذ من ارتداء النعال المفتوحة حتى لا تتسبب في انزلاقهم أو سقوطهم، بالإضافة إلى منع جلب المعادن الثمينة كالذهب والفضة حتى لا تكون 'التلميذات' مطمعا للمنحرفين خارج المؤسسة.
لمئزر ضرورة تربوية وليس عقوبة للتلاميذ
وبخصوص المئزر، أكد احسن لبصير أن ارتدائه يضمن إقرار عدالة بين التلاميذ داخل الحجرة الواحدة، مشددا بأن ارتداء المئزر ليس بمثابة العقوبة وانما ضرورة تربوية حتى نتمكن من القضاء على الفوارق الاجتماعية والطبقية داخل الحرم المدرسي. كما أكد محدثنا بأن النظام الداخلي يشدد على ضرورة تحصين المدرسة من الصراعات الحزبية وتأثيراتها على التلاميذ، كونها مرفقا عموميا، حيث يمنع منعا باتا على الأساتذة أو المعلمين إدخال الصراعات الحزبية داخل المؤسسة التربوية، وعليه فإن القانون الإطار لتسيير المدرسة يمنعه من استخدام وظيفته لنشر فكر سياسي وإنما عليه التقيد بالأهداف التربوية.