ولد نابليون في 15 أغسطس عام 1769 م لعائلة متواضعة في جزيرة كورسيكا التي أصبحت جزءا من فرنسا بالكاد ستة أشهر قبل مولده.
شكله:
لقد كان بشكل عام قصيراً بشكل مفرط إذ لا يزيد طوله عن خمسة أقدام وست بوصات، أما روح القيادة فتتجلى في عينيه، فالكاردينال كابرارا Caprara الذي أتى للتفاوض بشأن الاتفاق البابوي (الكونكوردات) وضع على عينيه عدستين خضراوتين كبيرتين ليخفِّف بهما وهج عيني نابليون وحملقته· والجنرال فاندام Vandamme يعترف بخوفه من أثر عيني نابليون الشبيه بأثر التنويم المغناطيسي·
يقول هذا الشيطان الآدمي يمارس معي سحراً يجعلني غير قادر على التعبير عمّا في نفس، وهو
يستطيع أن يجعلني أمرق من سَمِّ الخياط (من ثقب الإبرة) لألقي نفسي في النار وكانت بشرة
الإمبراطور شاحبة، إلاّ أنها - على أية حال - كانت تتألق بسبب حركات عضلات وجهه
التي تعكس - إن أراد - أي خلجة من مشاعره أو فكرة من أفكاره· وكان رأس نابليون كبيراً بالنسبة لجسمه،
لكنه كان ذا تكوين حسن، وكانت كتفاه عريضتين، وصدره بارزاً يَنُم عن بنية قوية· وكان لباسه بسيطا تاركاً أبهة الملبس لمارشالاته، ولم يكن في قبعته المعقدة التكوين والمنتشرة كالكعكة المطوية أية زينات خل الشريط المثلث الألوان· وعادة ما كان يلبس معطفاً رمادياً فوق الزي الرسمي لكولونيل من حراسه·
وكان يحمل صندوق نشوق يضعه في حزامه (النطاق الذي يلفّه حول وسطه) ويستعمل ما به من نشوق (سعوط) بين الحين والآخر، وكان يفضّل ارتداء البنطلون القصير (الشورت) والجوارب الحريرية الطويلةعلى البنطلون الطويل· ولم يتحلّ أبداً بالجواهر، لكن حذاءه كان محفوفاً بالحرير وإبزيم من ذهب· لقد كان في ملبسه ينتمي إلى ما كان سائداً أثناء حكم ما قبل الثورة، تماماً كما جنحت فلسفته
السياسية الاخيرة إلى المنحى نفسه (منحى ما كان سائداً قبل الثورة)·
لقد كان نابليون منظماً دقيقاً إلى درجة الوسوسة وكان يحب كثيراً الاستحمام بالماء
الدافئ وأحياناً كانت تستغرق فترة استحمامه ساعتين، وربما كان يجدُ في
هذا راحة له من التوتر العصبي وآلام العضلات،
شخصيته :
لقد بدأ كبرياؤه أو اعتداده بنفسه من اكتفائه بذاته أو بتعبير آخر باعتماده على نفسه ، كان من الطبيعي أن يرتبط هذا بكل اعضائه، ففي شبابه تضخّم هذا الشعور متخذاً شكلاً دفاعياً أثناء الصدامات التي جرت بينه وبين أفرادٍ أو أسرات في كورسيكا، وبعد ذلك تجلّى ضد عجرفة طلبة برين Brienne
الذين كانوا يتكبّرون عليه بحكم انتماءاتهم الطبقية أو العرقية· ولم يكن اعتداده بنفسه على
أية حال خالياً من الأنانية، لكن هذا لم يمنع اخلاصه وتكريمه لأمه ولجوزفين وأبنائها
ولم يمنع حبه لابنه من ماري لويز ذلك الوليد الذي أطلق عليه اسم ملك
روما وحبّه الشديد لإخوته وأخواته الذي كانوا أيضاً ذوي نفوس تواقة·