يلتقي شباب بلوزداد ووفاق سطيف،
غدا، في نهائي كأس الجزائر، طبعة 2012، بملعب 5 جويلية الأولمبي، بداية من
الساعة الرابعة زوالا، وعيون كل فريق على التاج قبل العودة إلى التنافس على
لقب البطولة. ويراهن الوفاق على الانفراد بصدارة المتوّجين بكأس الجزائر
بإحراز التتويج الثامن، بينما يسعى الشباب إلى معادلة رقم وفاق سطيف واتحاد
الجزائر بنيل الكأس السابعة.
سطيف تعيش أجواء النهائي قبل الأوانأنصار الوفاق يستعدون لغزو العاصمة عرفت
مدينة سطيف، وما جاورها من مدن، خلال الساعات الماضية حركة غير عادية،
بفعل ما يصنعه أنصار ''الكحلة'' من ديكور ومهرجانات وتجمعات في مختلف
الساحات والتجمعات السكنية.
ويتنافس أنصار الوفاق في أحياء طنجة، دالاس،
الشيمينو، بومرشي، وغيرها من أجل صنع أحسن لافتة سيتم نقلها للعاصمة
وعرضها خلال المباراة، فيما انتظم شباب ضمن مجموعة بكل حي وبدأوا في تأليف
الأغاني والجمل التي سيرددونها بملعب 5 جويلية لتشجيع فريقهم، ودفعه للعودة
بالكأس الثامنة، حيث حول هؤلاء الشبان ليالي أحياء سطيف إلى نهار بفعل
إصرارهم على السهر إلى ساعات متقدمة من فجر كل نهار، وهم يحاولون إيجاد
النغمات المواتية للكلمات التي ألفوها لتكون جاهزة يوم المباراة. وقد أجمع
كل من التقت معهم ''الخبر'' بمدينة سطيف من أنصار الوفاق على أن الكأس
الثامنة قد لبست الحلة البيضاء والسوداء، وهي تنتظر فقط زفها بعد نهاية
المباراة إلى مدينة سطيف، وقال المناصر الوفي للوفاق، محمد سحيري، المدعو
سرار ''نحن نحتفل بالتتويج بمجرد تأهل الفريق للدور النهائي، لأن ذلك يعني
حتما أن الكأس ستكون سطايفية، وهذا تقليد صنعه الأوائل، ويجب على الفريق
الحالي أن يحافظ عليه. وعين الفوارة تنتظر هذه الكأس ستكون سهرة الفاتح ماي
بسطيف بحول الله''. أما المناصر جلول دالي، فقال ''سوف نتنقل بقوة إلى
العاصمة، وسوف ترون بأن مدرجات 5 جويلية ستغطى باللونين الأبيض والأسود،
ونحن متعودون على الفوز على بلوزداد بالعاصمة، ولا مجال للتفريط في هذه
الكأس، لأن فريقنا أدى موسما كبيرا، ويستحق التتويج بالكأس التي نراها نحن
أحسن بكثير من لقب البطولة، لأننا مدينة كأس ويجب أن تزور هذه الكأس عين
الفوارة''. أما محمد هدنة فقد بدا أكثر خوفا وتحفظا من الآخرين، وقال
''الفريق لا يعجبني خلال المرحلة الأخيرة، هناك مشكل ما يعطل ماكنة الوفاق،
وأرجو أن يكون اللاعبون في يومهم ليفرحونا فنحن مستعدون للذهاب معهم أينما
رحلوا، ومستعدون للمبيت في العراء وعدم النوم طيلة اليوم، لكن في الأخير
يجب أن يعودوا لنا بالكأس إلى سطيف، وأنا لا يمكنني أن أتخيل الفريق يعود
من دون تتويج، لأن الكأس لها طعم خاص بالنسبة لنا''. وتبقى السيارات
والدراجات النارية، وحتى الشاحنات، تجوب شوارع المدينة ليل نهار، وعلى
متنها الأنصار، وهم يرددون آخر ''العيطات'' التي تمجد الفريق محولين ليل
المدينة إلى نهار، كما أن اللافتات السوداء والبيضاء زينت الشوارع الرئيسية
لمدينة عين الفوارة إلى جانب الرايات الوطنية. في وقت اتخذت فيه مديرية
النقل لولاية سطيف كل الإجراءات لضمان تنقل أكبر عدد من الأنصار، بعد أن
خصصت لهم أزيد من 400 حافلة، وقطارين اثنين، في حين أن المئات منهم تنقلوا
قبل أيام من الموعد إلى العاصمة، لصنع الأفراح والاحتفالات هناك.
عبد المومن جابو لـ ''الخبر''سنهدي أنصارنا الكأس لإسعادهم يبدو
أن مدلل أنصار وفاق سطيف، عبد المومن جابو، واثقا من أن كأس الجمهورية
ستزور مدينة سطيف، وستشرب من مياه عين الفوارة، كما فعلها الفريق خلال
المرات السبع الماضية. واعتبر جابو مباريات البطولة المخيبة التي أداها
فريقه لا يمكن إسقاطها على مباراة نهائي الكأس، لأن الظروف والمعطيات ستكون
مختلفة تماما، مؤكدا بأنه سيذل كل ما في وسعه من أجل رفع هذه الكأس في
نهاية مباراة الغد.
وقال جابو ''نحن نحاول نسيان مباريات البطولة
الوطنية الأخيرة، والتي لم يسعفنا الحظ فيها، والتركيز أكثر فأكثر على
مباراة نهائي الكأس التي تبقى مصيرية بالنسبة لنا، بالنظر للموسم الكبير
الذي أديناه''، مضيفا ''تحولنا من فريق كان يبدو أمام كل المتتبعين أنه
سيتنافس من أجل البقاء، وإذا به يلعب على جبهتي البطولة والكأس، ولا ينقصنا
الآن سوى التتويج بلقب سيكون الأغلى والأجمل بالنسبة لي''.
وأضاف صانع
ألعاب الوفاق ''معطيات المباراة النهائية للكأس تختلف تماما عن مباريات
البطولة، ولقاء الغد هو مصيري، وكل لاعب يدرك تماما أنه أمام 90 دقيقة
حاسمة وربما أكثر''، مشيرا ''يجب منح كل ما لدينا من قوة وإرادة وجهد من
أجل الفوز بالمباراة والتتويج بالكأس لإسعاد الأنصار''.
كما أشار
اللاّعب جابو إلى أن التنافس على الكأس يختلف عن تنافس الأندية على
البطولة، موضّحا ''المباراة ستجري بملعب 5 جويلية، وسيكون هناك حضور
جماهيري غفير، وسيحضر النهائي رئيس الجمهورية وضيوف الجزائر، وكل ذلك يعتبر
حافزا نفسيا كبيرا لكل اللاعبين''.
وأضاف، أيضا، ''الشباب هذا الموسم
من أحسن الفرق في البطولة المحترفة، وهو يلعب كرة جماعية، كما أنه يمتلك
فرديات وخبرة في صورة عمور وأكساس ومعمري وغيرهم، ونفس الشيء بالنسبة
لفريقنا الذي يعتمد على روح المجموعة، وأظن أن الفريقين أصبحا كتابا مفتوحا
لبعضهما البعض''.
عودية الورقة الرابحة لغيغر يعوّل
غيغر كثيرا على جاهزية هدافه عودية الذي منحه الكثير من الراحة في سبيل
تحضيره لهذه المباراة المصيرية، وهو ما سيجعله حتما حاضرا إلى جانب المتألق
جابو، والمهاجم الآخر غزالي، في حين سيكون خط الوسط مشكلا من القائد
دلهوم، بن موسى وقراوي، أمام الدفاع الذي سيغيب عنه المدافع المخضرم ديس
بسبب الإصابة، فسيتشكل من كل من حشود، بن شادي، مقني وبلقايد، ووراءهم
الحارس بن حمو.
وسيحاول المدرب غيغر دفع لاعبيه للضغط على الفريق الخصم
من البداية في محاولة لمخادعة حارسه أوسرير، وبث الشك في نفوس لاعبيه.
والأكيد أن المباراة كما أكد المدرب المساعد ماضوي ستلعب على جزئيات بسيطة،
وأن الذي يكون حاضرا من الناحية الذهنية هو الذي سيفوز بالمباراة ويتوج
بالكأس. والأكيد أن فريق الوفاق سيسعى للفوز بالكأس الثامنة للمحافظة على
تقاليده في هذه المنافسة، الأقرب والأحب إلى قلوب السطايفية