تعطي الأظافر فكرة عميقة عن صحة الإنسان، وهي تمثل انعكاساً حقيقياً لصحة الجسم الداخلية.
تتكون
الأظافر من رم الظفر، الذي يتقرَّن ليشكل ما يُدعى الصفيحة الظفرية، التي
تغطيه وتقوم بوظيفة حماية رؤوس الأصابع من الرضوض المختلفة. وينمو الظفر
ببطء، فيكون بمعدل تقريبي مساوياً لـ0.1 مم يومياً في أصابع اليدين، وهو
أبطأ من ذلك في أظافر القدمين. وعلى هذا الأساس، تحتاج الأظافر إلى مدة ستة
شهور كي تنمو من القاعدة حتى القمة. ونتيجة لذلك فإنها تمثل خريطة للجسم
تكشف عن الحالة الصحية للشخص. واستناداً إلى شكلها وتركيبها ولونها يمكنها
أن تقدم إشارات مهمة بشأن أمراض أساسية وعدم تحمل بعض أنواع الطعام
والاختلال الغذائي.
في دلالات لون الأظافر
تكون الأظافر الصحية
وردية اللون بسبب تدفق الدم الطبيعي تدفقاً كافياً تحتها، ويشير كل تغير في
اللون إلى نقص ما في المواد المغذية أو إلى قصور في وظائف أعضاء الجسم.
تدل الأظافر البيضاء على نقص الحديد، وضعف الدورة الدموية، لأن الدم لا يصل إلى أطراف الأصابع.
ويمكن
أن ينجم لون الأظافر الحمراء الغامقة عن محتوى الدم العالي من الأحماض
الدهنية والكولسترول بسبب تناول كميات كبيرة من منتجات الحليب والسكر
والملح. وهو الأمر المؤدي إلى كسل في الكبد وانسداد في الشرايين.
وتنجم الأظافر الحمراء الوردية عن اضطراب في الجهاز الهضمي بسبب الإفراط في تناول السكر والأدوية والفواكه والعصائر.
وقد
يعني ظهور أهلة صغيرة بيضاء اللون على جميع الأظافر أو شحوب لونها أو
ازرقاقها وجود مشكلات معينة في الدورة الدموية، أو قد تدل على الإصابة بفقر
الدم.
وتشير البقع البيضاء في الأظافر إلى المحتوى العالي من المواد
السكرية بسبب الكحول والفواكه والشوكولاته، كما أنها تشير كذلك إلى نقص في
الزنك، الذي يُعد ضرورياً لتحليل المعادن أثناء عملية الهضم.
أمراض الأظافر
هناك
العديد من الأمراض التي تصيب الأظافر، وأكثرها شيوعاً هي الأمراض الفطرية،
إذ تسبب الكثير من العوامل الفطرية الممرضة إصابة الأظافر، وتؤدي إلى
تغيرات تبدأ على شكل تلون خفيف في إحدى مناطق الظفر، ثم تمتد بعد ذلك لتخرب
الصفيحة الظفرية، على نحو يؤدي إلى حثل الأظافر الفطري، وتكون غير مترافقة
بأعراض أخرى. وتحتل الالتهابات الجرثومية المرتبة الثانية من حيث إصابة
الأظافر، فتحدث خراجات حول الظفر وتحته، كما يحدث الداحس الجرثومي، وتترافق
هذه الحالات عادة بإحساس بالألم وتورم واحمرار في حواف الظفر وخروج مادة
قيحية من تحت الظفر لدى الضغط في حالات الخراج. وقد تؤدي هذه الأمراض إلى
انفكاك الصفيحة الظفرية.
ويمكن أن تصاب الأظافر بالعديد من الأمراض
الوراثية أو الناجمة عن عيوب تطورية معينة، مثل حثل الأظافر العشرين، إذ
تصبح الأظافر رقيقة وداكنة وهشة، وقد يظهر هذا الأمر في أي عمر، ويحدث
نتيجة للإصابة ببعض الأمراض.
وقد يحدث تبقرط الأصابع، إذ تصبح الصفائح
الظفرية مقببة ومحنية على شكل قوس بالاتجاهين العرضي والطولي، وتأخذ شكلاً
يشبه بلورة الساعة.
وترافق التغيرات الظفرية في كثير من الأحيان الإصابة
بمرض جلدي، أو إصابة أحد الأعضاء الداخلية. ففي حالات الأمراض الجلدية،
مثل الصداف والحزاز المسطح وداء دارييه والثعلبة وداء الناسجات وانحلال
البشرة الفقاعي، تترافق هذه الأمراض بإصابة الأظافر بنسبة مختلفة، وتتراوح
الأشكال من تنقر الأظافر إلى ظهور خطوط طولية أو هشاشة الأظافر. ومن
الحالات الهامة، ظهور خط أسود اللون تحت الصفحة الظفرية، الذي قد يكون
شكلاً من أشكال الميلانين، أي ورم خبيث تحت الظفر.
كما قد تترافق إصابة
الأظافر مع أمراض أعضاء داخلية، مثل فقر الدم المترافق بتقعر الأظافر،
والإصابات الكلوية المترافقة بما يسمى بنصف الأظافر، والإصابة
الكبديةالمترافقة بأظافر تيري، إذ تبدو على الأظافر مناطق زهرية اللون
طبيعية مع لون أبيض.
وتظهر الإصابة في الأظافر قبل بدء المرض أو خلاله
أو بعده، وفي حال ظهور التغيرات الظفرية دون أعراض أخرى، فقد تكون علامة
إنذار بإمكان حدوث المرض المرافق.
وعموماً، فإن ظهور مثل هذه الحالات على ظفر أو اثنين فقط يشير إلى إصابة مرضية.
شكل الأظافر ودلالاته
يدل
تأخر نمو الأظافر على وجود خلل في توازن هرمونات الغدة الدرقية، كما أن
انحناء الأظافر إلى الأسفل مثل الملعقة لدى الشخص المدخن هو علامة تأكيد
لوجود أمراض قلبية أو رئوية مثل الأمفيزيما، أو الانتفاخ الرئوي. ويترافق
وجود هذه التغيرات في الأظافر مع ظهور أعراض أخرى على المريض تتطلب مراجعة
الطبيب المختص.
أما التغير الأكثر شيوعا فهو ظهور حيود أو حروف على سطوح
الأظافر، إلا أن هذا التغير لا يدل على سوء الصحة، بل هو إحدى علامات
الشيخوخة.
وتدل الأظافر المقصفة على احتقان الكبد بسبب نقص تناول الخضراوات والحبوب والسمك.
ويدل تقشر الأظافر على الإفراط في استهلاك السكر والمواد المضافة للطعام والأدوية.
وتشير
الأظافر ذات الأضلاع الأفقية إلى أن الشخص يعاني التوتر، أما الأظافر ذات
الأضلاع العمودية فتشير إلى احتقان في الكبد، ومشاكل في الكلى والجهاز
الهضمي
.