طب القلوب
[أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نور يمشي به كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها]
في هذه الاية بين الله بأن القران الكريم يجمع أصلين:
الروح الذي تحيا به القلوب [أومن كان ميتا فأحييناه]
والنور الذي يحصل به الغضاءة والإشراق[وجعلنا له نورا يمشي به]
ولقد لخص ابن تميـــمة رحمه الله جميع الأمراض التي تصيب القلب في قسمين:
-أمراض الشبهات
-أمراض الشهوات
أمراض الشبهات: كالشك والجهل
تفسد التصور والإدراك فلا يرى الأشياء ماهي عليه
[في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا]
أمراض الشهوات:كحب المفرط للمال والبنون إلخ.....
تفسد الإرادة وحب الحق
[فيطمع الذي في قلبه مرض]
يقول ابن القيم الجوزية :
ولأن سكرة الجهل والهوى تحول بينه وبين إدراك الألم وإلا فالمه حاضر فيه حاصل له وهو متوار عنه باشتغاله
بضده وهو أخطر الامراض و أصعبها
*وتتأثر القلوب بالقران حسب ما تحمله من أمراض الشهوات والشبهات
*فالقلب الميت الذي أصابه الصدأ يكره الحق ويبغضه [وما أنت بمسمع من في القبور]
*فماتت قلوبهم وقبرت في أبدانهم
*والقلب السليم يسعد ويصلح وينتفع بالقران
[إن هو الا ذكر وقرءان مبين لتنذر من كان حيا ] -سورة يس-
[إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب] -سورة ق-
وفي سورة الرعد بضرب لنا الله المثل:
-للقران بالماء الذي هو اصل كل حياة و النار لما يحصل بها من الإضاءة والإشراق والقلوب بالأودية
-والباطل بالزبد[الرغوة] الذي لاينفع فقال تعالى:
[أنزل من السماء ماء فسألت أودية بقدرها فأحتمل السيل زبدا رابيا ومما يقدون عليه في النار ابتغاء حلية زبد مثله كذلك يضرب الله الحق و الباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال ]-سورة اللرعد-
يقول القرطبي:
المراد مثل ضربه الله للقران وما يدخل منه القلوب .
فشبه القرءان بالمطر لعموم خيره وبقاء نفعه
وشبه القلوب بالأودية يدخل فيها القران بحسب سعتها وضيقتها .
ومثل الزبد بمخايل النفس وغوائل الشك
والمثلين ضربهما الله للحق في ثباته [الماء والنار]
والباطل في اضمحلاله [الزبد ] والباطل ان علا في بعض الأحوال فإنه يضمحل كاضمحلال الزبد و الخبث
[كذلك يضرب الله الحق والباطل]
والله وراء القصد
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ..........