أعيد، أمس، انتخاب السيد عبد القادر بن صالح لعهدة ثالثة على رأس مجلس الأمة، كما كان متوقعا بعد أن عينه رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، مجددا، ضمن أعضاء الثلث الرئاسي. وتم ترشيح السيد بن صالح من طرف الكتل السياسية في غياب أي مترشح آخر، وصوت غالبية الأعضاء لصالح تجديد عهدته، فيما امتنع عضوان منتخبان ينتميان لجبهة القوى الاشتراكية عن التصويت.
وعقب انتهاء العملية، تم التنصيب الرسمي لرئيس مجلس الأمة، الذي ألقى كلمة -بالمناسبة- عاد فيها إلى الدور الذي لعبه مجلس الأمة وكذا المجهودات التي بذلها في إطار المنظومة التشريعية، وقال -في السياق- "إن التجربة المكتسبة خلال السنوات الماضية كانت مليئة بالدروس والتجارب، وهي جديرة بأن تثمن وتعمق للبلوغ بها إلى المستويات المرجوة".
وعبر بن صالح عن ثقته في أن تكون هذه الهيئة مرشحة "للعب دور أكثر حيوية في نطاق سياسة الإصلاحات التي اعتمدها فخامة رئيس الجمهورية"، دور يراه رئيس الغرفة العليا ضروريا لتتبوأ المكانة التي هي جديرة بها في إطار الأداء التشريعي والبرلماني، داعيا أعضاء مجلس الأمة لتأديته "بكل روح مسؤولة". وإذ قدم شكره للجميع على الثقة التي وضعوها فيه، فإنه وجه لهم نداء للعمل قائلا "والآن إلى العمل... فلا زال أمامنا عمل ينتظرنا والواجب يحتم علينا القيام به قبل اختتام الدورة". من جانب آخر، عبر رئيس مجلس الأمة عن ارتياحه لوصول أعضاء جدد أفرزتهم انتخابات الـ 29 ديسمبر الماضي وقال إنهم "عززوا بوجودهم الهيئة وأعطوها وجهها التعددي الذي كان منتظرا فأصبحت بذلك ألوان الهيئة في تركيبتها الحزبية أكثر تنوعا وأكثر تعبيرا عن واقع الخريطة السياسية الجديدة للبلاد... وهو الأمر الذي سيعطي دون شك الحيوية المنتظرة للهيئة ويجعل النقاش ضمنها أكثر ثراء وتنوعا".
كما أشاد بالتعيينات التي قام بها رئيس الجمهورية ووصفها بـ "الكفاءات الوطنية عالية المستوى"، التي قال إنها تدعم التركيبة البشرية للمجلس.
وتمنى أن يكون الجميع في مستوى الثقة التي وضعت فيهم لتأدية المهام الموكلة إليهم، لاسيما دعم القوانين الرامية لبلوغ الأهداف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية المرسومة للبلاد.
يذكر أنه تم، أمس، تنظيم جلسة خصصت لتنصيب الأعضاء الجدد في مجلس الأمة، ترأسها العضو الأكبر سنا رفقة العضوين الأصغر سنا، الذين يبلغ عددهم 78 عضوا منهم 30 عينهم رئيس الجمهورية، تمت المناداة عليهم كافة، ليتم بعدها تشكيل أعضاء لجنة إثبات العضوية عبر الانتخاب وفقا للنظام الداخلي لمجلس الأمة.
وتتكون الغرفة العليا للبرلمان من 144 عضوا يتم انتخاب ثلثيهم عن طريق الاقتراع غير المباشر فيما يعين الثلث المتبقي رئيس الجمهورية، وحددت عهدة الأعضاء بست سنوات، يتم تجديد نصف أعضاء المجلس من المنتخبين والمعينين كل ثلاث سنوات.
ويعد السيد عبد القادر بن صالح (وهو الرجل الثاني في الدولة) إعلاميا وسياسيا ودبلوماسيا وبرلمانيا، مثلما يصفه بورتريه وزع على الصحافة، أمس بمجلس الأمة، حيث أشار إلى أهم المناصب التي تبوأها في المجال الإعلامي أولا ومنها مدير جريدة "الشعب" في 1974، ثم المجال الدبلوماسي بشغله منصب سفير الجزائر بالمملكة العربية السعودية سنة 1989، وبعدها في المجال السياسي الذي دخله عبر بوابة التجمع الوطني الديمقراطي عندما ساهم في تأسيسه وكذا عبر البرلمان الذي دخله نائبا، ليشغل بعدها رئاسة المجلس الوطني الانتقالي والمجلس الشعبي الوطني وأخيرا مجلس الأمة.