كشف البروفيسور كمال حناش من قسم الأمراض الباطنية بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، خلال الأيام الثامنة لعلم التغذية والتغذي، أن البحوث الطبية التي قام بها المختصون، أكدت أن الطعام المقدم للمرضى في المستشفيات المنتشرة عبر كامل تراب الولاية لا يخضع لخبرة المختصين في علم التغذية والتغذي، حيث شدد البروفيسور على ضرورة اتباع الأساليب العلمية في أنواع الأغذية المقدمة للمريض، والتي يؤدي عدم الالتزام بها إلى تعرض الكثير من المرضى إلى مضاعفات خطيرة ناجمة عن نقص أو إفراط في استهلاك المواد الغذائية، خاصة بالنسبة لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة؛ كالسكري، القصور الكلوي وغيرها ..
البروفيسور حناش خلال مداخلته التي حملت عنوان؛ ”أمراض الكلى وعلم التغذية”، دعا إلى ضرورة اتباع الحمية الغذائية بالنسبة للمرضى المصابين بأمراض مزمنة، خاصة وأن هذه الأخيرة تساهم بشكل كبير في رفع نسبة مقاومة المرضى لمرضهم لأكثر من 15 سنة، مؤكدا في ذات السياق أن جل الطعام المقدم للمرضى بالمستشفيات لا يخضع للخبرة، وهو الأمر الذي أثر سلبا على صحة المرضى، حيث أرجع ذات المتحدث السبب الرئيسي إلى غياب التنسيق بين الأطباء والمختصين في علم التغذية، كما أكد البروفيسور أن انعدام وصفات حمية طبية تأخذ بعين الاعتبار المائدة الجزائرية، تسبب تعرض الكثير من المرضى لمضاعفات خطيرة، خاصة منهم المرضى المزمنين.
كما أكد المتحدث بأن الدفعة الأولى للأطباء المتخصصين في دراسة التغذية، من شأنها المساهمة في حل الكثير من المشاكل الصحية التي يكون الغذاء سببا في المضاعفات التي قد يعاني منها المريض، خاصة مرضى القصور الكلوي، السكري... وغيرها من الأمراض الخطيرة.
من جهة أخرى، أكد المحاضر أن عدد المرضى الخاضعين لتصفية الكلى في مرحلتها النهائية بقسنطينة فاق الـ 620 حالة، مشيرا في ذات السياق إلى إنشاء أول سجل إحصاء لمرضى القصور الكلوي الخاضعين لعملية التصفية، في انتظار استفادتهم من عملية زرع الأعضاء، وهي المبادرة التي قامت بها مجموعة من الباحثين بقسنطينة، وهي العملية التي من شأنها تسهيل عملية التكفل بالمرضى، وبالتالي الالتحاق بركب الدول المتقدمة وحتى المجاورة التي تعمل بذلك منذ سنوات طويلة، مشيرا إلى ضرورة تحسين ظروف التكفل بمريض القصور الكلوي للحد من المضاعفات التي يتعرض لها، خاصة وأن معدل سن المرضى الخاضعين لتصفية الكلى بالجزائر يقل عن الـ 40 سنة، في حين لا يقل عن الـ70سنة بالدول الأوروبية كفرنسا، وهو الأمر الذي يقلص من أمل الشفاء والحياة عند أغلبية المرضى الذين يعيشون تحت رحمة أجهزة التصفية حوالي 15 سنة في أحسن الظروف.