بدأت الحركة الاحتجاجية المطلبية في مدن الجنوب تتوسع إلى مناطق متعددة، بشعارات ومطالب متباينة، بعضها اجتماعي يتعلق بالبطالة والسكن والتهميش والتنمية والبنى التحتية، وبعضها يتصل بقضايا سياسية كالمطالبة بتسوية أوضاع فئوية وبتطبيق القصاص وعقوبة الإعدام.
انتقل الحراك الاجتماعي من مدينة ورفلة التي اعتصم فيها الشباب البطال في 14 مارس الجاري، إلى عدة مدن كالأغواط وتمنراست وتندوف ووهران وميلة وقسنطينة، بصور متباينة الأبعاد والمطالب الاجتماعية والفئوية، وقرر عناصر الدفاع الذاتي والمقاومون الذين شاركوا في عمليات مكافحة الإرهاب تنظيم اعتصامات ولائية في 26 مارس الجاري، للمطالبة بحقوقهم الاجتماعية وبتسوية وضعيتهم، بعد عقدين من انخراطهم مع الجيش والأمن في مكافحة الإرهاب.
وقال طعم الله مراد، منسق المنظمة الوطنية لمقاومي الإرهاب ـ غير معتمدة ـ في لقاء مع ''الخبر''، إن ''تجاهل السلطة للمقاومين ورفضها الاستجابة لمطالبنا المتعلقة بسنّ قانون خاص والتكفل الاجتماعي والمادي بالمقاومين نظير مساهمتهم في المجهود الأمني، والتكفل بالعاطلين عن العمل وبعائلات الضحايا منهم ومعالجة المعطوبين في عمليات مكافحة الإرهاب، هي التي دفعتنا للخروج إلى الشارع''، وأضاف طعم الله، الذي كان مرفوقا برابح مرزوقي، ممثلا عن مقاومي تيزي وزو، ومحفوظ حسناوي عن مقاومي العاصمة، وعمر محساس وحمودي سمير عن مقاومي البويرة، أن الاعتصامات الولائية ستكون مقدمة لمسيرة وطنية تقرر تنظميها الشهر المقبل، وقال ''لقد خرجنا في التسعينات لمكافحة الإرهاب ولم نعد إلى بيوتنا إلا بعد أن انتصرنا على الإرهاب، وهذه المرة نخرج للمطالبة بحقوقنا وقررنا ألا نعود إلى بيوتنا قبل تحقق مطالبنا''، مشيرا إلى رفض المقاومين أي استغلال سياسي لمطالبهم.
وفي نفس السياق يستعد البطالون في ولاية الأغواط لتنظيم وقفة احتجاجية الأسبوع المقبل، وقال المنسق الوطني للجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين ـ غير معتمدة ـ الطاهر بلعباس لـ''الخبر''، إن اللجنة تدعم الوقفة الاحتجاجية المقرر تنظيمها في ساحة المقاومة وسط مدينة الأغواط في 23 مارس الجاري بدعوة من المكتب الولائي للجنة في الأغواط ضد البطالة والحفرة والتهميش.
وفي ولاية تندوف نظم شباب الولاية ما وصفوه بمسيرة رد الكرامة والاعتبار للبطالين وطالبي السكن في الولاية. وقاد المسيرة ناشطون من وسط المدينة إلى غاية مقر الولاية، وقد تعاملت السلطات الولائية بإيجابية مع هذه المسيرة، حيث استقبل والي تندوف وفدا من ممثلي الشباب لمناقشة مطالبهم المتعلقة بالشغل وتحسين ظروف المعيشية، كما اعتصم أول أمس عشرات من الشباب العاطل عن العمل أمام مقر بلدية تمنراست للمطالبة بالحق في الشغل وتوفير مناصب الشغل والكرامة، ورفع المحتجون شعارات تطالب الحكومة بنقل مشاريع استثمارية إلى تمنراست تتيح لهم الحصول على مناصب شغل.
وفي مدينة ميلة نظم طلبة المركز الجامعي وقفة احتجاجية داخل الجامعة للتضامن مع عائلتي هارون وإبراهيم اللذين كانا ضحية جريمة اختطاف وقتل بالمدينة الجديدة بقسنطينة، وطالبوا بتطبيق حكم الإعدام.
وفي مقابل هذا الاحتجاج سارعت الحكومة إلى اتخاذ سلسلة من التدابير العاجلة استجابة للمطالب الاجتماعية المتزايدة خاصة في منطقة الجنوب، كما أوفدت السلطة نواب البرلمان في شكل زيارات ميدانية لتفقد التنمية والولايات الجنوبية ومحاولة استباق أي توسع للحراك الاجتماعي، ويضم الوفد الذي سيبدأ زيارة إلى ولايات الأغواط وغرداية وورفلة والوادي وبسكرة 24 نائبا.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الخبر