وفاة مارغريت تاتشر وكاميرون اختصر جولته ليعود الى بريطانيا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تاتشر تزور كاميرون عام 2010 (ارشيف اف ب, ليون نيل
لندن (ا ف ب) - توفيت مارغريت تاتشر رئيسة الوزراء البريطانية السابقة
التي تعد من ابرز الشخصيات السياسية في القرن العشرين، الاثنين في لندن عن
87 عاما اثر اصابتها بجلطة دماغية، ما دفع رئيس الحكومة الحالية ديفيد
كاميرون الى قطع جولة كان يقوم بها في اوروبا.
وقال اللورد تيم بيل
المتحدث باسم "المرأة الحديدية" في بيان مقتضب "ببالغ الحزن يعلن مارك
وكارول تاتشر ان امهما البارونة تاتشر توفيت بسلام هذا الصباح اثر جلطة
دماغية".
واعلنت رئاسة الوزراء البريطانية ان مراسم جنازتها ستقام
الاسبوع المقبل في كاتدرائية سان بول في لندن على ان تقام لها التشريفات
العسكرية.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون "لقد فقدنا قائدة عظيمة ورئيسة وزراء عظيمة وبريطانية عظيمة" معربا عن "حزنه الكبير".
وقرر
كاميرون العضو مثل تاتشر في حزب المحافظين والذي كان موجودا في اسبانيا
عند اعلان نبأ وفاتها، اختصار جولته التي بدأها في اوروبا للدفاع عن خطته
لاصلاح الاتحاد الاوروبي والعودة الى لندن.
وقال القصر الملكي في بيان ان الملكة اليزابيث الثانية "حزنت لدى تلقي هذا النبأ" وانها سترسل "برقية مواساة" لاسرة تاتشر.
وعلى الفور توالت ردود الفعل المعزية.
في
واشنطن حيا الرئيس باراك اوباما ذكرى تاتشر ووصفها ب"الصديقة الحقيقية"
للولايات المتحدة. وقال في بيان "مع وفاة البارونة مارغريت تاتشر فقد
العالم احد كبار المدافعين عن الحرية وتفقد الولايات المتحدة صديقة حقيقية"
مشيدا بالتزام رئيسة الحكومة السابقة ازاء التحالف الاميركي البريطاني.
واعتبر
وزير الخارجية الاميركي الاسبق هنري كيسنجر ان تاتشر "كانت شخصية شجاعة،
سيدة ادركت ان الزعيم يجب ان يكون لديه قناعات راسخة لان الناس ليس لديهم
اي وسيلة ليقرروا بانفسهم الا ان اعطاهم قادتهم التوجه الواجب اتباعه".
وفي
برلين عبرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في بيان عن "حزنها لوفاة
مارغريت تاتشر التي تركت بتوليها منصب رئيسة الوزراء لسنوات طوال، بصماتها
على بريطانيا الحديثة (...) كانت قائدة عظيمة في حقبتنا".
كذلك حيا
الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في بيان روح تاتشر مشددا على ان العلاقة التي
كانت تقيمها مع فرنسا اتسمت "دوما بالصراحة والصدق". وقال "طوال حياتها
العامة ومع قناعاتها المحافظة التي كانت متمسكة بها كليا، كانت حريصة على
تألق المملكة المتحدة والدفاع عن مصالحها"، كما اشاد ب"اندفاعها الحاسم" من
اجل بناء النفق تحت المانش.
واعتبر الاتحاد الاوروبي من جهته ان اسمها سيبقى في التاريخ ل"اسهاماتها" وايضا ل"تحفظاتها" ازاء المشروع الاوروبي.
وقال
رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو انها "كانت بدون ادنى شك
سيدة دولة عظيمة، اول امرأة رئيسة للوزراء في بلادها... متحفظة لكن ملتزمة
بالاتحاد الاوروبي". واضاف "سنتذكرها لاسهاماتها وتحفظاتها في آن تجاه
مشروعنا المشترك"، مشيرا الى انها "وقعت العقد الاوروبي الوحيد وساعدت في
اقامة السوق الموحدة" كما "لعبت دورا رئيسيا لاعادة دول اوروبا الوسطى
والشرقية الى حضن الاسرة الاوروبية بعد ان كانت في السابق وراء الستار
الحديدي"، ومؤكدا ان بريطانيا "دعمت" اثناء ولايتها توسيع الاتحاد
الاوروبي.
وقال رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولز ان تاتشر "دمغت
الحياة السياسية البريطانية والاوروبية"، وانها تبقى "وجها تاريخيا بالرغم
من فروقاتنا السياسية الاكيدة"، مضيفا "أكنا مؤيدين ام لا لسياساتها فان
مارغريت تاتشر اثبتت ان السياسة ما زالت قادرة على ان تكون قوة تغيير".
واشاد
الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشيوف بتاتشر ووصفها ب"شخصية سياسية
عظيمة (...) كان لكلامها وزن كبير" و"سيخلد التاريخ اسمها". وقال "ان
لقاءنا الاول في 1984 سجل بداية علاقات اتسمت احيانا بالصعوبة، لم تكن
هادئة دوما لكنها كانت جدية ومسؤولة"، مضيفا "ثم قامت شيئا فشيئا علاقات
انسانية ما لبثت ان اصبحت ودية. واخيرا نجحنا في التفاهم وذلك اسهم في
تغيير الاجواء بين بلادنا والغرب وفي وضع حد للحرب الباردة".
واشار مهندس "البيروسترويكا" (82 عاما) انه راى "السيدة الحديدية" للمرة الاخيرة "قبل بضع سنوات".
وفي
بولندا حيا الرئيس السابق ليخ فاونسا الزعيم التاريخي لنقابة تضامن تاتشر
وقال بتأثر لوكالة فرانس برس انها "شخصية عظيمة حققت الكثير من الامور
للعالم واسهمت في سقوط الشيوعية في بولندا وفي اوروبا الشرقية مع (الرئيس
الاميركي الراحل) رونالد ريغان والبابا يوحنا بولس الثاني ونقابة تضامن".
وفي
اسرائيل قال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو "كانت قائدة عظيمة فعلا، كانت
سيدة مبادىء وتصميم وقناعة وقوة، سيدة عظيمة. كانت مساندة كبيرة لاسرائيل
والشعب اليهودي. والهمت جيلا من القادة السياسيين".
وفي اسبانيا قال
رئيس الحكومة ماريانو راخوي "ان التزامها الثابت من اجل الحرية
والديموقراطية ودولة القانون، وكذلك تصميمها الاصلاحي الحازم يشكلان ارثا
ثمينا للحكومات الاوروبية الحالية" التي "تواجه مثلما كانت مارغريت تاتشر
في الثمانينات، تحديات معقدة جدا تتطلب الكثير من الطموح والشجاعة
السياسية".
وفي جنوب افريقيا اعتبر حزب المؤتمر الوطني الحاكم "انها
فشلت في الاعتراف بالمؤتمر الوطني كحزب شرعي ليحكم (جنوب افريقيا) لكنها لم
تكن على موجة الشعب البريطاني نفسها في هذا الموضوع، الا ان الامور اصطلحت
منذ ذلك الحين"، على حد قول المتحدث باسم الحزب كيث كوزا الذي اضاف انها
كانت مع كل ذلك "قائدة استثنائية".
ولم تعد المراة الوحيدة التي تولت
منصب رئاسة الوزراء في المملكة المتحدة والشخصية الهامة في الحياة
السياسية بهذا البلد، تظهر الا نادرا.
وبحسب نصيحة اطبائها لم تعد تلقي خطبا عامة منذ 2002 بسبب اصابتها بمرض الزهايمر وضعفها الجسدي، وذلك بعد تعرضها لعدة جلطات دماغية.
وكانت ابنتها كارول كشفت في 2008 في مذكراتها ان والدتها تعاني من الخرف منذ سبع سنوات.
وكانت تاتشر ادخلت المستشفى في كانون الاول/ديسمبر الماضي حيث خضعت لعملية جراحية لاستئصال ورم "صغير" في المثانة، بحسب مقربين منها.
وقد
نشأت تاتشر في وسط متواضع وانتخبت نائبة فيما كانت في الرابعة والثلاثين
من عمرها قبل ان تتولى رئاسة حزب المحافظين في 1975 ثم رئاسة الحكومة بعد
اربع سنوات من ذلك.
وتمكنت من انعاش اقتصاد البلاد التي كانت تعتبر
لدى تسلمها الحكم "الرجل المريض في اوروبا". لكنها تبقى شهيرة بنهجها
الليبرالي الى حد كبير وكذلك بمواقفها المتشددة في علاقاتها مع النقابات
وعمال المناجم وسجناء الجيش الجمهوري الايرلندي، ما جعلها تستحق لقبها
الشهير "المرأة الحديدية".
وانقسم الرأي العام بشأنها بين الاعجاب الشديد والكره الدفين.
وفي الاونة الاخيرة اعاد فيلم "السيدة الحديدية" الذي قامت ببطولته الممثلة الاميركية ميريل ستريب، الجدل حول ارث مارغريت تاتشر.
وزوجها رجل الاعمال دنيس تاتشر الذي انجبت منه التوأم مارك وكارول توفي في العام 2003.