لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنه- أتهمت زوجته بالخيانه
"لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنه"
عندما أتهمت زوجته بالخيانه
سافرت السيده عائشه زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم معه في أحد أسفاره. في طريق العوده توقفت القافله للراحه وكانت قد أقتربت من المدينه المنوره. أنسلت رضي الله عنها من هودجها وسارت بعيدا لقضاء حاجتها بعيدا. لما عادت وجدت القافله قد رحلت فقررت أن تبقي في نفس المكان متوقعه أنهم سيفتقدونها ويرجعوا اليها لكن أحد المسلمين كان قد تأخر عن القافله لسبب ما فوجد السيده عائشه في مكانها فحملها علي راحلته وسار بها حتى أوصلها المدينه.
لما شاهد الناس هذا الرجل المسلم يدخل المدينه المنوره متأخرا عن القافله وحاملا على ظهر راحلته أم المؤمنين السيده عائشه رضي الله عنها وجد بعض المنافقين فيها فرصه للنيل من رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين فأتهموا السيده عائشه رضي الله عنها في شرفها. أتهموها رضي الله عنها بأنها واعدت هذا الرجل وأن هناك قصه حب وعلاقه بينهما وللأسف ساعد بعض ضعاف النفوس من المسلمين المنافقين على نشر هذه الشائعه المعروفه في التاريخ الأسلامي ب "حادث الأفك".
لم يخبر السيده عائشه رضي الله تعالى عنها أحد بهذه الشائعه ولم يكلمها رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها بل سأل المقربين اليه من المسلمين إن كانوا لاحظوا في سلوك السيدة عائشه شيئا فأثنوا جميعا عليها وعلى أخلاقها.
وفي هذه الأثناء مرضت السيده عائشه فذهبت لبيت والديها لتمرضها أمها ولم تلاحظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم سوى بعض الفتور منه تجاهها ولم يسعدها هذا خاصة وهي مريضه ولكنه صلى الله عليه وسلم كان يزورها كل يوم ويجلس معها وهي لا تعلم ما يقال عنها. وعلمت السيده عائشه عن هذه الشائعه الأثمه مصادفة من أحدى النساء. عند زيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم لها في اليوم التالى وجدها تبكي وعلم أنها علمت بالأمر. وسألها رسول الله صلى الله عليه وسلم عما حدث وبكت السيده عائشه وقالت أن أحدا لن يصدق برائتها إلا الله سبحانه وتعالى الذي يعلمها. وفي الحال أنزل الله سبحانه وتعالى على رسول الله صلى الله عليه وسلم أيات من القرآن الكريم تبرأ السيده عائشه رضي الله عنها وتعاقب من تكلم في حقها ومن يتكلم في شرف المؤمنات في أي زمان ومكان. كان هذا أكراما من الله سبحانه وتعالى للسيده عائشه رضي الله عنها.
كيف تصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم مع هذه الشائعه؟
سأل الرجال والنساء المقربين اليه إن كانوا لاحظوا شيئا مريبا في تصرفات زوجته فلم يقولوا عنها إلا خيرا. بالرغم من كون هذا الأتهام والشائعه شيء مؤلم ومهين للرجل كما هو للمرأه لكنه عليه الصلاة والسلام لم يذهب اليها ثائرا ولم يهينها أو يتهمها أو يستجوبها بل أنه لم يعلمها بما سمع عنها. لم تلاحظ منه عليه الصلاة والسلام سوى فتورمعها لم تعلم سببه. فقط فتور معها.
عاملها عليه الصلاة والسلام على أنها بريئه ولكن لم يستطيع أن يخفي مشاعره كلها التي لم يظهر منها سوى فتور معها فقط.
هذه هي أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه المحنه الصعبه على أي زوج وهذه هي قدوته لنا وأسوة الحسنه.
وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.