كيف ﺍﻧﻀﻤﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺣﻔﺼﺔ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﻣﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ
ﺿﺎﻕ ﺻﺪﺭ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻣﻞ
ﺍﺑﻨﺘﻪ ﺣﻔﺼﻪ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻓﻲ "ﺑﺪﺭ "
ﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮ ﺣﺰﻳﻦ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻯ ﺷﺒﺎﺑﻬﺎ ﻳﻀﻴﻊ ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺴﻦ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ
ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻀﻴﻖ ﻛﻠﻤﺎ ﺭﺃﻫﺎ ﺣﺰﻳﻨﺔ .. ﻭﺑﻌﺪ ﻃﻮﻝ
ﺗﻔﻜﻴﺮ ﻗﺮﺭ ﺍﻥ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﻟﻬﺎ ﺯﻭﺟﺎً ﺗﺄﻧﺲ ﺇﻟﻴﻪ
ﻭﻗﻊ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
" ﻓﺈﻥ ﺍﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺑﺴﻤﺎﺣﺘﻪ ﻭﻭﺩﺍﻋﺘﻪ ﻭﺭﺯﺍﻧﺘﻪ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﺎ
ﻭﺭﺛﺖ ﺣﻔﺼﺔ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﻭﺻﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﻄﺒﻊ "
ﻓﺬﻫﺐ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﻰ ﺍﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ
ﻭﺣﻜﻰ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﻮﻝ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ
ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﻓﻲ ﻋﻄﻒ ﻭﻣﻮﺍﺳﺎﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﻃﻠﺐ
ﻣﻨﻪ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺑﺈﺑﻨﺘﻪ ﻳﻘﻴﻨﺎً ﻣﻨﻪ ﺍﻥ ﺍﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻟﻦ ﻳﺘﺮﺩﺩ ﻓﻲ
ﻗﺒﻮﻝ ﺍﺑﻨﺘﻪ
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺳﻜﺖ ﻭﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ . . .
ﺍﻧﺼﺮﻑ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺫﻫﻮﻝ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﺼﺪﻕ ﺍﻥ
ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺍﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺑﺎﺑﻨﺘﻪ ﺣﻔﺼﺔ
ﻭﺫﻫﺐ ﺍﻟﻰ ﺑﻴﺖ "ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ " ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻗﺪ
ﻛﺎﻧﺖ ﺯﻭﺟﺘﻪ " ﺭﻗﻴﺔ ﺑﻨﺖ ﻣﺤﻤﺪ " ﺗﻮﻓﻴﺖ
ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺑﺎﺑﻨﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﻻﺯﺍﻝ ﻳﺤﺲ ﺑﻤﻬﺎﻧﺔ ﺭﻓﺾ
ﺍﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻨﻬﺎ ..
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻋﺜﻤﺎﻥ " ﻣﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﺍﻥ ﺃﺗﺰﻭﺝ ﺍﻟﻴﻮﻡ " . . .
ﺍﺯﺩﺍﺩ ﻋﻤﺮ ﻫﻤﺎً ﻭﻏﻤﺎً ﺑﺮﻓﺾ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﺭﻓﺾ ﺍﺑﻲ ﺑﻜﺮ ..
ﻭﺍﺳﺘﻐﺮﺏ ﻛﻴﻒ ﻳﻠﻘﺎﻩ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﻘﺎﺳﻲ ﻭﻫﻮ
ﺻﺪﻳﻘﻬﻤﺎ ..
ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﺍﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺷﻜﺎ ﻟﻪ
ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻣﻦ ﺍﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﺜﻤﺎﻥ
ﻓﺘﺒﺴﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻗﺎﻝ :
"ﻳﺘﺰﻭﺝ ﺣﻔﺼﺔ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ، ﻭﻳﺘﺰﻭﺝ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻣﻦ
ﻫﻲ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺣﻔﺼﺔ "
ﻓﻈﻞ ﻳﺮﺩﺩ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻭﻓﻬﻢ ﺍﻥ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﺘﻪ
ﻓﺘﻬﻠﻞ ﻭﺟﻬﻪ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻑ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﺯﺍﻝ ﻣﺎ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻏﻢ
ﻭﺫﻫﺐ ﻣﺴﺮﻋﺎً ﻟﻴﻘﻮﻝ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ..
ﻓﻮﺟﺪ ﺍﺑﻲ ﺑﻜﺮ .. ﻓﻤﺎ ﺍﻥ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺣﻰ ﺍﺩﺭﻙ
ﺳﺮ ﻓﺮﺣﺘﻪ .. ﻓﻤﺪ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﺪﻩ ﻣﻬﻨﺌﺎً ﻭﻣﻌﺘﺬﺭﺍً ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ
" ﻻ ﺗﺠﺪ ﻋﻠﻲ ﻳﺎ ﻋﻤﺮ ، ﻓﺈﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ، ﺫﻛﺮ ﺣﻔﺼﺔ ، ﻓﻠﻢ ﺃﻛﻦ ﻷﻓﺸﻰ ﺳﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻭﻟﻮ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻟﺘﺰﻭﺟﺘﻬﺎ "
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﻧﻀﻤﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺣﻔﺼﺔ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﻣﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ