العصور الوسطى
روح على: استكشاف، تدوير
العصور الوسطى فتره بتبدأ من حوالى سنة 500 ، - من وقت سقوط الامبراطوريه الرومانيه الغربيه -. لكن الاراء بتختلف بالنسبه لنهاية العصور الوسطى ، فيه اراء بتعتبر انها انتهت مع اكتشاف كولومبوس لامريكا , وفيه اراء تانيه بتعتبر انها انتهت مع بدايات الثوره الصناعيه اللى بدأت فى غرب اوروبا.
بطبيعة الحال ، بسبب الاختلافات التاريخيه و الاقتصاديه و الثقافيه ، التطورات الأوروبيه و مظاهر العصور الوسطى فى اوروبا بتختلف عن مظاهرها فى شرق و جنوب البحر المتوسط و من الصعب تحديد فترة العصور الوسطى فى المنطقه دى اللى لغاية دلوقتى لسه فيها مجتمعات عايشه فى العصور الوسطى أو حتى لسه مادخلتهاش و ماظهرش فيها عصر نهضه أو ثوره صناعيه مع كل التبعيات فى التفكير و النظم السياسيه و الاجتماعيه و الدينيه و حركة التصنيع زى ماحصل فى اوروبا ، و بالتالى فمش ممكن تطبيق عناصر و مفاهيم و تعريفات العصور الوسطى عليها بقدر ماممكن بس وصف حالها وقت ماكانت اوروبا فى العصور الوسطى.
ظهور القبايل الجرمانيه على حدود الامبراطوريه الرومانيه سبب سقوط الحكومه المركزيه الرومانيه بعد ما فشلت فى الدفاع عن نفسها و ده اتسبب فى تغيير الاوضاع فى اوروبا. المؤرخين بيعتبرو سنة 476 بدايه للعصور الوسطى ، و بيعتبرو نهايتها فى سنة 1453 اللى وقعت فيها القسطنطينيه فى ايد الأتراك العثمانليه ، أو سنة 1492 و هى السنه اللى اكتشف فيها كولومبوس العالم الجديد.
فى العصور الوسطى الكنيسه الكاتوليكيه عملت جهد عشان تدعم مركزها بالالتفاف حوالين البابويه لغاية ما بقت قوه بيمتد نفوذها للاجهزه السياسيه و ده سبب وقوع صدام بين الكنيسه و الامبراطوريه. و ظهر نظام الفروسيه اللى ارسى قواعد السلوك ، و ظهر الفن القوطى اللى بيظهر بوضوح فى كنايس الفتره دى و الشعر الموزون اللى ليه قافيه زى فى كتابات دانتى و تشوسر و الصناعه الحرفيه. الحروب الصليبيه اللى اشعلتها الكنسيه الكاثوليكيه عشان توطد مركزها كانت من ظواهر العصور الوسطى اللى حطت بصمتها على الحياه فى الفتره دى
الفكر فى العصور الوسطى مع انه كان خليط لمواضيع غريبه و متناقضه لكن هو اللى مهد لظهور العلوم الحديثه لما ثار الانسان الاوروبى على التقاليد و جمود القوانين اللى بتحكمه و سيطرة الكنيسه و الفكر الدينى و السلطه المستبده فحصلت التغييرات اللى حددت شكل المجتمع الجديد.
دراسة التاريخ فوائد وعبر ، إذ لا بد من التأمل في الأحداث وسبرها ، وتُجْمَع الخبرات في أحوال الأمم ويحكم عليها من بيئتها ، هذا في ما درس وغبر ، أما ما هو باق إلى يومنا فمن الأهمية بمكان لا سيما إذا كان في الأديان ، فلا يمكن لدارس العقائد تصور بعض الأسباب والتغيرات الطارئة على المذاهب والملل إلا بمعرفة التاريخ وما جرى من وقائع ، وكذلك لا نستطيع أن نعرف حقيقة الشعارات التي ترفعها الأحزاب والحركات إلا بمعرفة الظروف السائدة وقت قيامها ...
ولا بد لدارس الملل والنحل أن يهتم بالأحداث الكبرى التي قلبت بعض الأمور وأحدثت تغيرات غيرت بعض المسيرات والسياسات .... لذا سيكون بحثنا هذا عن حركة التجديد والإصلاح الديني في أوربا ..
وإن كان الأولى أن يسمى : حركات التجديد والإصلاح الديني في أوربا ، لكن كثير منها باء بالفشل .. حتى أصبح من المعرف لدى المثقفين أنه ما ثمة إلا حركة مارتن لوثر عندما يذكر التجديد والإصلاح الديني في أوربا
تعريف الإصلاح
تعريف الإصلاح في اللغة :
الإصلاح من الصلاح ، وهو ضد الفساد .
يقال صلح يصلح صلاحا ً وصلوحاً ، وهو صالح وصليح ، والجمع صلحاء وصلوح .
والإصلاح نقيض الإفساد ، والمصلحة : الصلاح .
والمصلحة واحدة المصالح ، والاستصلاح نقيض الاستفساد ، وأصلح الشيء بعد فساده : أقامه ، وأصلح الدابة : أحسن إليها فصلحت .
تعريف الإصلاح الديني في الاصطلاح :
الإصلاح الديني يطلق على اعتبارين :
الأول : هو محاولة رد الاعتبار للقيم الدينية ، ورفع ما أثير حولها من شبه وشكوك قصد التخفيف من وزنها في نفوس المسلمين ...
ويقصد به كذلك محاولة السير بالمبادىء الإسلامية ، من نقطة الركود التي وقفت عندها في حياة المسلمين إلى حياة المسلم المعاصر ... [6]
الثاني : هي المحاولات الفكرية التي يدعي القائمون بها اصلاحا ً أو تجديدا ً في الإسلام ، وهي في واقع أمرها إخضاع الإسلام للون معين من التفكير ، أجنبي عنه ، سواء في هدفه أو فيما يصدر عنه.
حالة أوربا في العصور الوسطى قبل ظهور حركة الإصلاح الديني
قبل البدء في وصف حال أوربا قبل حركة التجديد والإصلاح بعد العصور الوسطى لا بد أن نبين ما هي العصور الوسطى أو العصور المظلمة :
العصور الوسطى :
تعددت الآراء والنظريات حول بداية العصور الوسطى ونهايتها ، فقد طرح الباحثون منذ القرن الثامن عشر أحداثاً عديدة وتواريخ شتى لبداية العصور الوسطى.
فالبعض حدد سنة 284 م وهي التي اعتلى فيها الإمبراطور قسطنطين الكبير عرش الإمبراطورية ، وهي البداية الحقيقية للعصور الوسطى.
وكثير من المؤرخين كما يقول بعض الباحثين يرون أن سنة 476م هي أصلح وأنسب لبداية تاريخ القرون الوسطى الأوربية ، لأن هذه السنة تعتبر آخر عهد بالإمبراطورية الرومانية في الغرب .
واختلف أيضا ً المؤرخون حول تحديد نهاية العصور الوسطى ، فقد رأى البعض أن حركات الإصلاح الديني في أوربا التي بدأت في القرن الرابع عشر تمثل نهاية العصور الوسطى وبداية عصر النهضة .
ويرى فريق آخر من المؤرخين أن سنة 1453 م هي التي تحدد نهاية العصور الوسطى وبداية عصر النهضة ، ففي تلك السنة انتهت حرب المائة عام بين انجلترا وفرنسا ( 1338-1453) هذا إلى جانب أن القسطنطينية انتقلت إلى يد الأتراك العثمانيين في تلك السنة .
ومهما كان اختلاف المؤرخين حول السنة التي تبدأ منها العصور الوسطى وتلك التي تنتهي عندها ، إلا أنها من الناحية التقليدية الشكلية تبدأ في القرن الخامس وتنتهي في القرن الخامس عشر الميلادي.
حالة أوربا في القرن الميلادي الأول:
أما عن حالة أوربا فقد كانت أوربا في القرن الميلادي الأول، وثنية، فقد كانت الإمبراطورية الرومانية تدين بما يسمى بالوثنية الرومانية التي تقوم على القول بوجود ثلاثة آلهة :
جوبتير ، مارس ، كورنيوس ، وتقدس الإمبراطور الذي كان يدعي الربوبية ، كما تقدس الصور والتماثيل ويسودها أيضا ً فلسفات أخرى كالأفلاطونية الحديثة الرواقية وغيرها .
ومنذ أن سمع الأوربيون بالنصرانية في القرن الميلادي الأول والتي بدأت تنتشر في إمبراطوريتهم بدأوا في محاربتها والقضاء عليها بملاحقة معتنقيها واضطهادهم طيلة ثلاثة قرون تقريبا ً .
قد كانت المملكة الرومانية في أوربا تعتبر الدين النصراني عدوا لها وخطرا ً يهدد كيانها ويعمل على تقويض أركانها ، فقاومته أشد مقاومة ، واضطهدت المؤمنين به شر اضطهاد ، وأوقعت بهم أقسى صنوف التنكيل والتعذيب والقتل في أبشع صوره ، وأشنع أساليبه ، عاقدة العزم على إبادتهم ، والقضاء عليهم.
أبرز ملوك أوربا الذين حاربوا النصرانية في مهدها هم كالآتي :
1ـ نيرون في عام 64 م
2ـ دومتيانوس في عام 90 م .
3 ـ تراجان، في عام 106 م .
4 ـ ماركوس أور يليوس عام 162 م .
5 ـ سافيروس عام 203 م .
6 ـ كاراكلا سنة 211 م .
7 ـ مكسيميانوس سنة 235 م .
8 ـ ديسيوس سنة 249 م .
9 ـ فاليريان سنة 258 م .
10 ـ دقلد يانوس سنة 284 م .
11 ـ غالير يوس سنة 304 م .
نهاية عصر الاضطهاد
لما انتهى الأمر بالإمبراطور جالير وقد كان شديد المضطهدين للنصرانية عام 311م إلى أن تكشف له عقم جهوده ، فاضطر إلى التراجع أمام العقبات التي أثارها لحكمه عناد الكنيسة الهائل ، واستسلم لفكرة التسامح مع النصارى ... ثم مات بعد ذلك بفترة قصيرة .
ثم أصبح موته مجالا ً لتنافس عد كبير من طالبي الحكم الذين حاول كل منهم استرضاء الأنصار وكسب أكبر قدر من التأييد من طوائف العب المختلفة .
وكانت تلك فرصة ذهبية للكنيسة تستطيع أن تبيع تأييدها ..
وكان أحد المتنافسين على العرش وهو " قسطنطين " رجلا ً موثوقا ً به لديها ـ ولم يكن قسطنطين قد تحول للنصرانية بعد .
وكانت نقطة التحول في مطلع القرن الرابع بعد إصدار مراسيم التسامح سنة 311م ، وبعدها بعشر سنوات دخل القسطنطين النصرانية واعتنقها ، وسرعان ما قويت النصرانية ورجحت كفتها وشالت كفت أعدائها ، فانقّضت على أعدائها تفتك وتفني ...فتأسست الجمعيات الثورية باسم الدين ، وكان أشهرها جمعية الصليب المقدس.
تسلط الكنيسة وبداية ظهور حركة الإصلاح في أوربا
منذ أن أقرت النصرانية المحرفة في أوربا في مجمع نيقيا وإعطاء البابا السلطة ،والكنيسة تمارس طغيانا ً وتسلطا ً تولد بسببه الانفجار على الديانة النصرانية.
وقبل أن نبين مظاهر تسلط الكنيسة لا بد أن نتكلم بداية سلطة البابا .
حصل البابا على السلطة حين منحته له المجامع النصرانية والظروف الراهنة في ذلك العصر ، وفي مجمع روما المنعقد سنة 869 م قرر أن الفصل في المسائل الدينية من اختصاص كنيسة روما ، وأن النصارى جميعا ً يخضعون لقرارات رئيس هذه الكنيسة ، ويقرر أحد مجامع روما أن الكنيسة البابوية تملك حق الغفران وتمنحه لمن تشاء ، وتملك كذلك حق الحرمان وتجعله في حق من تشاء.
أما السلطة التي حصل عليها البابا فمرجعها إلى الانقسام السياسي الذي حصل في الدولة الرومانية وإلى الصراع الذي جاء عقب ذلك ، وفي وسط هذا الانقسام وذلك الصراع استقل البابا استقلالا ً تاما ولم يعد تابعا لأي من الملوك والأمراء ، وقد اعترف الجميع له بالاستقلال تخلصا ً من التنافس على السيطرة على الكنيسة ، ومن ثم صار تعيين البابوات بطريق المجامع لا بطريق الأباطرة ، وهذا مما قوى سلطة البابا .
وفي الوقت الذي لم يعد البابا تابعا ً لأي من الملوك ، كان الملوك بحكم أنهم نصارى فإنهم تابعين للبابا، وخاضعين له تبعا ً لقرارات المجامع مما جعل كل النصارى ملزمين بطاعة البابا
وخاضعين له .
وكان المسيح كما يعتقدون قد أقام بطرس الرسول خليفة له ليرأس الحواريين ويدير شئون المسيحيين، وقد انشأ بطرس كنيسة روما ، والبابا خليفة لبطرس في رياسة هذه الكنيسة وفي إدارة شئون المسيحيين ، فالبابا على هذا خليفة للمسيح ، له سلطاته ومكانته.
وقد باشر رجال الدين هذه السلطات بكثير من التوسع ، فأخذوا يبيعون صكوك الغفران ، ويصدرون قرارات الحرمان حتى على الملوك والعظماء ، وأصبحت الكنيسة بذلك هي التي تفهم الكتاب المقدس ، وهي التي تصدر القرارات بناء على هذا الفهم .. والذي يتوارثه البابوات ، ولا معقب لما تقوله الكنيسة، وعلى الناس أن يتلقوا قولها بالقبول ، وافق العقل أو خالفه، وعلى المسيحي إذا لم يستسغ عقله قولا قالته أو مبدأ دينيا ً أعلنته أن يروض عقله على قبوله ، فإن لم يستطع فعليه أن يشك في العقل ولا يشك في قول البابا .
الإصلاح الديني والمسألة المرجعية
كان المناخ الفكري الذي ظهر فيه "مارتن لوثر" كرائد ومتزعم للإصلاح الديني في أوروبا القرن السادس عشر، مناخاً متأثراً إلى حد بعيد بالموروث العربي، الديني منه والفلسفي، فإن المراجع المتوافرة لا تسعفنا بأي شيء حول ما إذا كان "لوثر" نفسه قد تأثر بهذا الموروث. وأما أن يكون "لوثر" على علم بموقف القرآن وموقف فلاسفة الإسلام من الإنسان فهذا ما يصعب الشك فيه. فترجمة القرآن تمت في أوائل القرن الثاني عشر وليس من المعقول أن يكون لوثر الذي عاش ما بين 1483-1546 في منأى عن تأثير الموروث العربي، الديني والفلسفي، الذي كان قد مضى على انتشاره في الأوساط المثقفة في أوروبا ما يزيد على ثلاثة قرون. ومع ذلك فلا يليق بنا أن نجعل من فرضية تدور في أذهاننا حقيقة تاريخية.
إن الحقيقة التاريخية التي يبرزها المؤرخون الأوروبيون هي أن الظروف المحلية، السياسية والاقتصادية والدينية والنفسية، التي عاشتها أوروبا في القرن السادس عشر، وقبله، هي التي كانت وراء دعوة "مارتن لوثر" الإصلاحية ونجاح هذه الدعوة. في هذا الإطار يذكر بعضهم المعطيات الأربعة التالية:
1- سيادة شعور ديني قوي تغذيه عوادي الزمان ويذكيه حضور قوي لفكرة الموت مع شعور عميق بالخوف يغذي الحاجة إلى ملجأ.
2- الاتجاه نحو تعميم النظام الكهنوتي وفرض هيمنته على مجموع الأقطار الأوروبية مما أدى إلى بروز نزعة معادية له مركزة ضد الامتيازات العملية والمالية التي يتمتع بها المنتظمون في سلكه.
3- كثرة التجاوزات والتعسفات التي يرتكبها هؤلاء.
4- تطور الطباعة التي مكنت من نشر الإنجيل الذي حقق نجاحاً كبيراً جعلت منه المرجعية التي لا تقبل الطعن.
وإضافة إلى هذه العوامل ذات الطبيعة النفسية كانت هناك عوامل موضوعية في مقدمتها تطور المدن وظهور فئة من المثقفين حملت شعار التجديد.
إن ظهور المدن في أوروبا منذ القرن الثاني عشر كان ظاهرة جديدة تماماً: "ذلك أنه قبل هذا القرن لم يكن في أوروبا سوى أطلال المدن الرومانية القديمة التي لم تكن تضم بين أسوارها سوى كمشة من السكان يحيطون برئيس عسكري أو إداري أو ديني". لم يكن في هذه الحواضر التي كانت في الأساس مقراً للأسقفيات غير عدد قليل من "laїcat" (المسيحيين غير المنتظمين في جهاز الكنيسة) يحيطون بكهنة أكثر منهم عدداً ولم يكونوا يعرفون من النشاط الاقتصادي سوى سوق محلية صغيرة لا يتعدى مداها تغطية الحاجات اليومية". ومع تطور العلاقات التجارية مع العالم العربي بدأت تنشأ مدن جنينية "portas" مستقلة أو ملتصقة بجنبات الحواضر الكهنوتية أو "المحطات العسكرية". وقد عرفت هذه الظاهرة تطوراً كبيراً انطلاقاً من القرن الثاني عشر حينما أخذت تغير بعمق البنيات الاقتصادية والاجتماعية في أوروبا وبدأت، من خلال قيام البلديات، في زعزعة بنياتها السياسية والثقافية.
في إطار هذه التحولات الاجتماعية الاقتصادية الفكرية ظهر "لوثر" نفسه. وتؤكد المراجع التي أرخت له أنه لم يكن من رجال الكهنوت ولا من المثقفين الجدد، ولكنه انشغل منذ أن دخل الدير بالبحث عن اليقين في مسألة "الخلاص". كما تبرز هذه المراجع أنه قام ما بين 1513-1518 برحلة سياحة (دينية) اهتدى خلالها إلى مبتغاه من خلال مقطع من رسالة القديس بولس "الرسول" (المبشر الأكبر بالمسيحية بعد المسيح) يؤكد فيها أن "الإيمان" وليس الارتباط بالكنيسة هو طريق الخلاص. ومن هنا سيصبح ربط الخلاص بالإيمان، وليس بالبابا ولا بصكوك الغفران التي يمنحها، هو حجر الزاوية في نظرية "لوثر". كان البابا قد لجأ إلى بيع صكوك الغفران من أجل بناء كنيسة القديس بطرس في روما، الشيء الذي رأى فيه "لوثر" مسلكاً لا ينسجم مع تعاليم الكتاب المقدس. وفي هذا الموضوع كتب "لوثر" 95 أطروحة اعتراضية حول "صكوك الغفران" لقيت، عندما طبعت واستنسخت، إقبالاً منقطع النظير. "إن الانتقادات المعقولة جداً والموجهة ضد بعض الممارسات والسبل التي كانت تستغل بها سذاجة الجماهير لفائدة الخزانة الرومانية جعلت تلك الأطروحات تبدو كبيان للتحرير".
والجدير بالإشارة هنا أن الأصل في "صكوك الغفران" هذه التي كان يصدرها البابا، وحتى من هم دونه، والتي تمحو جميع الذنوب يرجع، من جهة، إلى عقيدة "الخطيئة الأصلية" التي تقول بها المسيحية، خطيئة آدم عندما أكل من الشجرة التي نهاه الله من الاقتراب منها، ووراثة بني آدم لهذه الخطيئة كجزء أصيل في كيانهم، كما يرجع من جهة أخرى إلى اعتقاد المسيحية في أن المسيح عليه السلام قد افتدى بحياته المؤمنين برسالته. ومن مظاهر هذا الفداء غفران ذنوبهم، ما تقدم منها وما تأخر. أما كيفية توزيع هذا الفداء/ الغفران على المؤمنين فذلك ما خص به القديس بطرس (أحد "صحابة" المسيح المكلف بالتبشير) ثم كبار رجال الكنيسة من بعده وعلى رأسهم البابا.
وكما يحدث غالباً في مثل هذه الأمور فقد مُدد مفعول صكوك الغفران هذه، التي صارت سلعة تباع، ليتجاوز مجرد محو الذنوب والمعاصي والمخالفات الدينية وبالتالي العقاب عنها في الآخرة، إلى الإعفاء من الاشتراك في الحروب، وفي مقدمتها الحروب الصليبية. بل لقد وقع الإسفاف فيها إلى درجة أنها تحولت إلى وثيقة مطبوعة سلفاً، مع فراغ يكتب فيه اسم الحاصل عليها. وتنص هذه الوثيقة/ الصك على أن معطيها يعفي الحاصل عليها من جميع أنواع العقاب والأحكام والمآخذ الكنيسية ومن جميع الخطايا والذنوب التي ارتكبها، مهما كانت كثيرة وكبيرة، ليعود به إلى حظيرة الكنيسة وأسرارها مقرباً من القديسين، طاهراً بريئاً كما كان يوم تم تعميده، وأن بهذا الصك أغلقت دونه أبواب جهنم وفتحت في وجهه أبواب الفردوس، وأن هذا باق إلى يوم يتوفاه الأجل حتى ولو طال به العمر.
ركز "لوثر" دعوته الإصلاحية ضد صكوك الغفران هذه ونسف أسسها عندما نادى بأن "كل مسيحي معمَّد هو قسيس، وأنه يجب السماح للقساوسة بالزواج وأن الطلاق أمر شرعي" الخ. ومن هنا نشأ المذهب البروتستانتي الذي يقوم على الأسس التالية :
1- اعتبار الكتاب المقدس هو وحده مصدر الديانة المسيحية، وفي هذا إلغاء مباشر للأساس الذي يقوم عليه الاعتقاد في صكوك الغفران.
2- عدم الاعتراف بعصمة البابا والتحرر من كثير من الطقوس الكنيسة. 3- اعتماد التوراة العبرانية بدلا من اليونانية وعدم الاعتراف بالكتب السبعة المنحولة. 4- استقلال الكنائس البروتستانتية عن سلطة البابا.
ونحن إذا وضعنا الآن هذه الأفكار، بل هذه الثورة الدينية الإصلاحية، في مرآة ذلك العصر بكل ما تعكسه من معطيات تاريخية واجتماعية وثقافية سبقت الإشارة إليها، فقد يحق لنا أن نتساءل: ألم يكن هناك، فعلا، أي تأثير لترجمة معاني القرآن إلى اللاتينية في هذا الإصلاح الديني الذي قام به "لوثر"؟ يبدو هذا السؤال وجيهاً إذا تذكرنا موقف القرآن من خطيئة آدم حين يقرر أن الله نادى آدم وزوجه وقال لهما: "ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأَقُلْ لكما إن الشيطان لكما عدو مبين. قالا ربَّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين" (الأعراف 22-23)، "فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ"، (البقرة 37).
القرآن ينص على أن خطيئة آدم محتها توبته فتحرر منها هو وذريته، ويبقى بعد ذلك عمله في الأرض التي أمر بالهبوط إليها لعمارتها هو وذريته وليحاسبوا على أعمالهم فيها: "فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه" (الزلزلة 7-8). وإذا أضفنا إلى ذلك ما تكرر في القرآن من أنه "لا تزر وازرة وزر أخرى" كما في قوله تعالى:"أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى، وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى، أَلاّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى، وَأَنْ لَيْسَ للإِنسَانِ إِلا مَا سَعَى، وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى، ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى، وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (النجم 36-42)، إذا تذكرنا كل ذلك أدركنا مدى عمق الالتقاء بين مضمون هذه الآيات القرآنية وبين مضمون الإصلاح الديني "اللوثري".
والحق أنه من الصعب جداً افتراض غياب أي تأثير لهذا الموقف القرآني، المترجم إلى اللاتينية، على أفق الإصلاح الديني الذي قام به "لوثر"، في وقت كان فيه الموروث العربي الإسلامي يمارس سلطة واسعة وعميقة على الفكر الأوروبي ( انظر مقالنا السابق في هذه الصفحة). ولا معنى للاعتراض بالقول إنه لو كان هناك مثل هذا التأثير لأبرزه لوثر بنفسه كما فعل فلاسفة أوروبا زمن "لوثر" وقبله حين تبنوا مواقف الفلسفة الإسلامية صراحة، فكان منهم "سينويون" (نسبة إلى ابن سينا) وكان منهم رشديون (نسبة إلى ابن رشد)! أقول لا معنى لهذا الاعتراض لأن الشأن الفلسفي غير الشأن الديني. فالدعوة من داخل دين معين إلى تقليد دين آخر في مسألة من المسائل أمر لا يعقل. فكل دين لاحق يعتبر نفسه متجاوزاً للسابق، وفي أحسن الأحوال مصححاً لما لحقه من انحرافات وبدع. ومن شبه المؤكد أنه ما كان للوثر أن ينجح في الإصلاح الذي قام به لو أنه اتخذ الإسلام مرجعية له. إن نجاح دعوته كان يتوقف ليس على ما يقتبسه من هنا أو هناك، بل على مدى تمكنه من جعل قضيته تنبع من الداخل، أعني أنها تجد تبريرها وأسباب قوتها في التجديد الذي تمارسه من الداخل. وهذا ما فعله "لوثر" بالفعل، فقد ربط دعوته بالرجوع إلى "الأصل"، إلى المسيحية "الأصلية" قبل أن تصبح سجينة النظام الكنسي الكهنوتي. وفي رأينا أنه إذا كان "لوثر" قد استقى من هذه "المسيحية الأصلية" ما يجعلنا نرى نحن، في هذا الذي استقاه منها، ما يشبه الموقف القرآني، فذلك لأنه أراد أن يكون طريقه متصلا بالأصل بصورة مباشرة وليس عبر جسر ما، شأن كل مصلح! أما اللقاء بين هذه "المسيحية الأصلية" وبين القرآن فتلك مسألة أخرى قد تتاح لنا الفرصة في مناسبة أخرى لسبر أغوارها والكشف عن أصولها وفصولها.
ونحن إذا كنا قد أثرنا هنا هذه المسألة فليس من أجل الفصل في قضية تاريخية، بل من أجل طرح سؤال يخص الحاضر نصوغه كما يلي: إذا كانت المرجعية الأوروبية التي ينشد إليها الفكر الليبرالي العربي المعاصر تكشف لنا أن الإصلاح الديني في أوروبا قد تم على يد لوثر وأتباعه بالرجوع إلى "الأصل"، إلى "المسيحية الأصلية" كما كانت زمن بولس الرسول وقبل قيام الكنيسة، فإلى أي "أصل" يمكن أن يستند إليه الفكر العربي الليبرالي المعاصر المنادي بالإصلاح الديني؟.
المراجع
* لسان العرب لابن منظور ( 2/ 516 ) .
* الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالإستعمار الغربي ، د. محمد البهي ص 329 .
* الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والفرق المعاصرة ( 2/ 567 ) .
* يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء ، د. رؤوف شلبي ص 118 ـ 124 بإختصار وتصرف .
* المسيحية ، د. أحمد شلبي ، ص 95 .
* معالم تاريخ أوربا في العصور الوسطى ، ص 290 .
* محاضرات في النصرانية ، ص 168 .
* مقالة للـ د. محمد عابد الجابري .
العصر الحديث يصف الفترة الزمنية التاريخية بعد العصور الوسطى. [1][2] يمكن تقسيم التاريخ الحديث إلى بدايات العصر الحديث وأواخر العصر الحديث بعد الثورة الفرنسية والثورة الصناعية. التاريخ المعاصر يصف فترة الأحداث التاريخية التي لها صلة مباشرة بالوقت الحاضر. بدأ العصر الحديث تقريبا في القرن السادس عشر الميلادي، [3][4] وساهمت أحداث كثيرة وكبيرة في تغيير أوروبا خلال الفترة الزمنية الممتدة من مطلع القرن الخامس عشر الميلادي إلى القرن السادس عشر الميلادي، بدءاً من سقوط القسطنطينية عام ١٤٥٣م، وسقوط أسبانيا المسلمين ( الأندلس ) واكتشاف الأمريكتين عام ١٤٩٢م، وحركة الإصلاح البروتستانتي لمارتن لوثر (Martin Luther's Protestant Reformation) عام ١٥١٧م.تؤرخ الفترة الحديثة في إنجلترا إلى بداية فترة تيودور ( Tudor period ) مع انتصار هنري السابع (Henry VII) على ريتشارد الثالث (Richard III) في معركة بوسوورث(Bosworth) عام ١٤٨٥م. .[5][6] ينظر عادة إلى بدايات التاريخ الأوروبي الحديث بأنه الفترة الممتدة من مطلع القرن الرابع عشر الميلادي إلى القرن الخامس عشر الميلادي، ويمر بعصر المنطق وعصر التنوير في القرنين السابع عشر الميلادي والثامن عشر الميلادي أيضا حتى بداية الثورة الصناعية في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي.
التحولات الكبرى في أوروبا 1453 ــ 1914
ــ الكفاءة القاعدية: أمام وضعيات اشكالية تغكس التحولات الكبرى في أوروبا الغربية في التاريخ الحديث ,يكون المتعلم قادرا شرح مظاهر و أسباب التحول و استخلاص عناصر القوة باعتبارها نتاج تواصل حضاري انتقائي معتمدا على الوثائق و الخرائط و الشواهد الحضارية .
ــ الوضعية التعلمية الاولى : من النهضة الاوروبية الى الكشوفات الجغرافية و الثورة الصناعية.
ــ التعليمة 1 : عرف النهضة من المقطع 5 ص4 من الكتاب المدرسي و مكتسباتك القبلية .
- تعريف النهضة:هي البعث الجديد أو الولادة الجديدة . هي سلسلة التطورات التي طرأت على أوربا في شتى الميادين.
ــ التعليمة 2: انطلاقا من الوثائق 1-2-3 ص45 والخريطة ص45 و الوثيقة 1ـ 2ـ 3 ص47 من الكتاب المدرسي ومكتسباتك القبلية استخلص اسباب قيام النهضة.
- أسباب قيام النهضة :
·ظهور المدن الجديدة
·نمو البورجوازية المالية
·الأنظمة السياسية المطلقة
·نمو الروح الفردية
·ضعف الكنيسة وانقسامها
·انعكاسات الحروب الصليبية
·أثر الحضارة الإسلامية
·سقوط الامبراطوية البيزنطية
ــ التعليمة 3:ما هي مظاهر النهضة انطلاقا من الصور ص48.49 من الكتاب المدرسي
و مكتسباتك القبلية .
- مظاهرها:
·الأدبية
·الفنية
·ـ الفكرية
·العلمية
·الإقتصادية
·الإصلاح الديني
·ـ الكشوفات الجغرافية
ـ علاقة التقدم بالتواصل الحضاري :
ــ تعريف الحضارة :
ــ لغة:ضد البداوة ,وهي السكن بالمدن
ــ اصطلاحا: هي كل منجزات البشرية الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية والثقافية و الدينية في مختلف الأزمنة و الأمكنة .
بدأت الحضارة بسيطة في مظاهرها ثم تطورت بتطور حاجات الاجيال المتعاقبة ,وبذلك يكون التقدم نتيجة تواصل عدة حضارات انسانية .
ــ التعليمة 4: بيّن أهم الرحلات الجغرافية و المكتشفين و المناطق المكتشفة من جدول الكشوفات
و خرائط ص51و صور ص50 و مقطع ص50
ـ أهم الرحلات و المكتشفين :
دراسة الجدول صفحة 51
ــ التعليمة5: اشرح العلاقات بين الاكتشافات الجغرافية و تطور أورباو أثرها على العالم الاسلامي من صورة ومقطع ص50 من الكتاب المدرسي و مكتسباتك القبلية .
ـ العلاقة بين الكشوفات والتطور الاوربي و تأخر العالم الإسلام :
·انتقال الريادة التجارية من المتوسط للأطلسي
·تغيير البيئة الاقتصادية و الإجتماعية للشعوب الأوربية
·تطور تقنيات الملاحة البحرية
·نمو الأطماع الاستعمارية
·اختلال التوازن بين العالم الإسلامي و العالم الأوربي نتيجة ضرب التجارة العربية في إفريقيا الشرقية.
ــ التعليمة 6: أبرز مظاهر التطور الصناعي اعتمادا على صور ص 70 و جدول ص71وثيقة 2ـ 3ص71 من الكتاب المدرسي و مكتسباتك القبلية
ــ مظاهر التطور الصناعي و آثاره:
ــ مظاهر التطور الصناعي:
·ــ استعمال الآلة
·ــ تطوير الطاقة المستعملة ( بخار ــ كهرباء ــ بترول )
·ــ اكتشاف اجهزة التنقيب
·ــ استعمال المضخات لتصريف مياه المناجم.
·ــ استغلال المعادن
ــ التعليمة 7 : أبرز آثار التطور الصناعي اعتمادا على صور ص 70 و جدول ص71وثيقة 2ـ 3ص71 من الكتاب المدرسي و مكتسباتك القبلية
ــ آثارها :
·ضخامة الانتاج وتنوعه
·زيادة الاستثمارات
·تطور وسائل النقل وارتفاع حجم التجارة
·زيادة الحاجة الى الثروات و الأسواق
·ارتفاع مستوى الدخل و تطور نشاط البنوك
·تزايد عدد سكان المدن
·ميلاد الطبقة العاملة
·ظهور نقابات و أحزاب عمالية.
·نشاط الحركة الاستعمارية.
·نمو و تطور التيارات الفكرية منها القومية.
لكشوفات الجغرافية هي تلك الرحلات الجغرافية الإستكشافية التي قام بها بعض الأوريين في القرن15م والتي أأدّت إلى إكتشاف عدّة مناطق في العالم مثل أمريكا رأس الرجاء الصالح ...
الدوافع:- إكتشاف طرق جديدة تربط أوربا بالهند و الصين والجزر المجاورة وذلك قصد تفادي الطرق البرّية المكلّفة ،دفع رسوم المرور،و البحرية مثل البحر الأبيض المتوسط الذي يسيطر عليه العثمانيون... و أيضا من أجل مملرسة التجارة.
-التبشير الديني
-الفضولية العلمية( تأكيد نظرية كروية الشكل).
-الإستعمار (الرغبة في التوسّع ).
النتائج :-إبراز حقائق علمية بخصوص شكل الأرض الكروي.
-تراجع أهمية البحر المتوسط كطريق للمواصلات لصالح المحيط الأطلسي و أثر ذلك على العالم الإسلامي.
-ظهور ونشاط الحركة الإستعمارية وقيام إمبراطوريات كبرى .
-الهجرة نحو مناطق جديدة.
-تجارة الرقيق.
-إنتشار المسيحية.
-إستغلال الثروات الطبيعية.
الثورة الصناعية :هي تلك التغيرات الجذرية التي عرفتها الصناعة في أوربا(ق18/ق19م )بحيث تطوّرت وسائل الإنتاج من مجرّد آلات بسيطة إلى تجهيزات ضخمة .
العوامل:-ظهور الرأسمالية ورؤوس الأموال./ -ظهور المبتكرين./ -توفّر المواد الأوّلية ./ -المناخ الملائم للنشاط البشري .
النتائج :-تزايد عدد السكان . / -ظهور مدن كبيرة . /-إرتفاع اليد العاملة في القطاع الصناعي./-إرتفاع كميات الإنتاج ./-إنقسام المجتمع إلى طبقات ذات مصالح متعارضة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل