قال الله تعالى { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاْ تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأنتُمْ مُسلِمُونَ } صدق الله العظيم
أخواتي اخواني :
الشيء الذي لا بدَّ أن لا ننساه أننا في هذه الدنيا ضيــوف ..
وأننا نعيش في هذه الحيـاة من أجل الاستعداد للحيـاة الباقية ..
لا بدَّ أن نعرف ونعي أنَّ العمـــــر مهما طال فهو قصــــير ..
وأنَّ هذه الحيـاة مهما عظمت فهي لا تساوي عند الله جناح بعوضة ..
لا بدَّ أن نعرف أخواني أنَّ بعد هذه الحيـاة .. مـــوت ..
لا بدَّ أن نعرف أخواني أنَّ بعد المــوت .قــبر ..
لا بدَّ أن نعرف أنَّ بعد القـبر .. بعث ..
وهو إحيـاء المـوتى يوم القيـامة لحسـابهـم والقضـاء بينهم ..
موقفك غداً بين يدي العزيز القهار ..
والله ..
إنها ساعـة لا يخفى على الموقنين رهبتها ولا على المتقين شدتها
{ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً } .. صدق الله العظيم .
قال الحسن : يقرأ الإنسان الكتاب ..
أمياً كان ، أو غير أمي .يعرف القراءة ، أو لا يعرفها ..
ينطق ويقرأ في ذلك اليوم ..
فتخيل نفسك ..
إذا تطايرت الكتب .. ونُصبت الموازين ..
وقد نوديت باسمك على رؤوس الخلائق ..
أين فلان ابن فلان ؟!.. أين فلان ابن فلان ؟!..
استعد للوقوف بين يدي الله .. هلم إلى العرض على الله ..
وقد وُكلت الملائكة بأخذك فقربتك إلى الله ..
لا يمنعها اشتباه الأسماء باسم أبيك ..
فإذا عرفت أنك المراد بالدعاء ..
وإذا قرع النداء قلبك ..
فعلمت أنك المطلوب .. فارتعدت فرائصك ..
واضطربت جوارحك .. وتغير لونك .. وطار قلبك ..
تُخطَّى بك الصفوف إلى ربك ..
للعرض عليه .. والوقوف بين يديه ..
وقد رفع الخلائق إليك أبصارهم ..
وأنت في أيدي الملائكة قد .. طار قلبك .. واشتدَّ رعبك ..
لعلمك أين يُراد بك ..
عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(ما منكم إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه .. فلا يرى إلا ما قدَّم من عمله وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه ..
فاتقوا النار عباد الله ولو بشق تمرة ) رواه البخاري ..
تخيل نفسك واقفاً بين يدي ربك ..
في يدك صحيفة مخبرة بعملك .. لا تغادر بلية كتمتها ..
ولا مخبأة أسررتها .. وأنت تقرأ ما فيها .. بلسان كليل .. وقلب منكسر حسير ..
والأهوال محدقة بك من بين يديك ومن خلفك ..
فكم من بلية قد كنت نسيتها .. ذكرها ..
وكم من سيئة قد كنت قد أخفيتها .. قد أظهرها وأبداها ..
وكم من عمل ظننت أنه سلم لك وخلُص لك ..
فرده عليك في ذلك الموقف وأحبطه ..
بعد أن كان أملك منه عظيماً ..
فيا حسرة قلبك ..
ويا أسفك على ما فرطت فيه من طاعة لربك ..
ان شاء الله ينال اعجابكم ...وفي الختام نرجوا من اللع الغني الودود ان يرحمنا برحمته .