اْستاذ صادق الرتبة
الدولة : الجنس : تاريخ التسجيل : 15/03/2011 عدد المساهمات : 10473 المهنة :
| موضوع: ملابس العيد.. فرحة الأطفال ورعب الآباء الأربعاء أغسطس 17, 2011 7:34 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أيام معدودة تفصلنا عن عيد الفطر المبارك.. وحتى تكتمل فرحة الصائمين بهذه المناسبة العظيمة اختارت بعض العائلات وجهتها بعد الإفطار إلى المحلات التجارية لاقتناء كسوة العيد لأبنائها، إلا أنها اصطدمت بالتهاب أسعارها، ما جعل الكثير يستغنون عن بعضها والاكتفاء بالبعض القديم توفيرا منهم للأيام القادمة المتزامنة مع الدخول الاجتماعي الجديد.. أين يصادف الأبناء آباءهم بقوائم الأدوات المدرسية التي ليس لها أول ولا آخر.
رافقت “الفجر” بعض العائلات في إحدى سهراتها التي قادتها إلى محلات بيع الألبسة والأحذية بالجزائر العاصمة، حيث كانت الانطلاقة من محلات برج الكيفان بالجهة الشرقية للعاصمة، أين بدت جموع الأسر تتوافد بكثرة في شوارع المدينة حتى ضاقت بهم السبل ولم يجدوا مكانا لركن سياراتهم، خاصة أن المنطقة تشهد أشغال إنجاز خط “الترامواي”.. المشروع الذي سد كل المنافذ المؤدية إلى وجهة المواطنين. وقد وجد المواطن وفرة في السلع لكن أسعارها جد ملتهبة خاصة لدى المواطنين البسطاء الذين أعيتهم مصاريف الشهر الكريم. وفي حديثنا مع بعض العائلات، قالت السيدة هناء، 44 سنة من المحمدية، وهي أم لطفل وبنتين، إن أسعار الملابس في هذه المحلات هي ضرب من الخيال، لا أستطيع تصور فستان وحذاء طفلة لا تتعدى الـ 5 من عمرها سعره 3 آلاف دج وسروال جينز لطفل عمره 11 سنة وصل إلى 1800 دج، دون الحديث عن حذاء اشتريته لابنتي الكبرى ذات الـ 16 سنة بـ 1300 دج. من جهته المواطن إيدير، من برج الكيفان، فقد سلم أمره لله حسب قوله.. “الأسعار جد مرتفعة ولا يمكننا نحن “الزوالية“ شراء كسوة محترمة لأبنائنا، خاصة أنه أب لـ 7 أطفال فثلاثة “شهريات” لا تكفي لشراء ما يعادل كسوة ثلاثة أطفال.. يقول إيدير. واصلت “الفجر” رحلتها مع جموع المتسوقين من المواطنين، فمن شارع العربي بن مهيدي إلى شارع حسيبة بن بوعلي لاحظنا دهشة المواطنين والمواطنات البادية على وجوههم من آثار ارتفاع أسعار الملابس، إذ تقول إحدى السيدات التي كانت مرفوقة بأحفادها الأربعة “يستحيل أن نكون في دولة تحكمها القوانين التجارية، فأمام هذه المخالفات والتجاوزات كيف لا تتحرك المصالح المعنية أم أن هناك تواطؤا معهم؟!”.. لا أفهم ما يحدث، تقول الحاجة زينب، وتضيف محدثتنا أنها لم تشتري شيئا منذ وصولها بأكثر من ساعتين.. من جهته، تساءل أحد المواطنين إن كان المسؤولون يدركون جيدا مدى معاناة المواطن المحصورة بين ارتفاع الأسعار قائلا: “أين هي قرارات الرئيس الصارمة للوزراء الرامية بمراقبة الأسواق”. أما محمد والصّديق والرشيد فهم ثلاثة جيران نزلوا إلى شارع حسيبة بن بوعلي لشراء كسوة لأبنائهم، وحسبهم فهذا هو اليوم الرابع الذي ينزلون فيه إلى العاصمة لشراء ملابس العيد لأبنائهم لكن مثلما جاؤوا مثلما عادوا.. لأن الأسعار تكوي العظام، خاصة أنهم يشتغلون عمالا النظافة بولاية الجزائر وأجرتهم لا تكفي حتى لكسوة طفلين. يقول الرشيد، وهو أب لثمانية أطفال، إنه لولا قفة رمضان وقفة بعض المحسنين لما وجدوا لقمة يفطرون بها، أما صديقه الصدّيق فقد عزم على شراء بعض الملابس المستعملة من سوق الحراش..”وهكذا نكون قد رجحنا الكفة وضبطنا المعادلة ووفرنا القليل من المال لشراء لوازم حلوى العيد ودفع مستحقات زكاة الفطر”. من جهتهم، الباعة أرجعوا سبب ارتفاع أسعار الملابس إلى ارتفاعها في سوق الجملة، وأنهم لا يحصلون إلا على هامش ربح قليل، نافين عنهم تهمة “التبزنيس” واستغلال المناسبات التي يطلقها عليهم أغلب الزبائن الوافدين إليهم. | |
|