التلقيح والاخصاب وتكوين الثمرة:
يتوقف تكوين الثمار والبذور على حدوث عمليتى التلقيح والاخصاب والتى هى عبارة عن اتحاد الجاميطات المذكرة Sperms والناتجة عن إنبات حبوب اللقاح بالجاميطات المؤنثة أو البويضات Eggs الموجودة فى مبيض الزهرة. وحيث أن البويضات توجد دائماً داخل المبيض لذلك يجب أن تنتقل إليها الجاميطات المذكرة وتسمى عملية الانتقال هذه بعملية التلقيح.
أما عملية الاخصاب فتبدئ عندما تصل الأنبوبة اللقاحية الى نسيج البويضة وتدخل الأنبوبة اللقاحية الى فجوة المبيض حاملة الجاميطة المذكرة التى تندمج أو تتحد مع الجاميطة المؤنثة وعملية الاندماج هذه تعرف بالاخصاب والتى بواسطتها يتكون الجنين. ومن ذلك نرى أنه توجد مدة من الزمن من ابتداء انبات حبة اللقاح واختراقها نسيج الميسم حتى عملية الاخصاب وهذه المدة تختلف طولاً فى النباتات تبعاً لسرعة سير الانبوبة اللقاحية أو بطئها فقد تبلغ يومين أو ثلاثة أيام أو أكثر فى عدد كبير من النباتات وقد تمتد هذه المدة فتبلغ 11 شهراً كما فى بعض أنواع البلوط أو تصل إلى سنتين كما فى الصنوبر .
وعادة يتم التلقيح أو انتقال حبوب اللقاح الى مياسم الكرابل بالملامسة وذلك عندما تكون المتوك والمياسم متجاورة الوضع وتنضج فى وقت واحد أو بالجاذبية وذلك فى حالة إرتفاع متوك الأسدية عن المياسم وقد يحدث التلقيح بفعل الرياح أو الحشرات أو المياه أو الطيور أو الانسان.
ويوجد نوعان من التلقيح النباتات وهما:
1- نباتات ذاتية التلقيح:
وأزهار هذه النباتات كاملة وتسقط حبوب لقاح الأزهار على مياسم نفس الزهرة بمجرد انتثارها من المتوك قبل أو بمجرد تفتح الزهرة كما يعتبر سقوط حبوب لقاح على زهرة أخرى من نفس الشجرة تلقيحاً ذاتيا أيضا وأهم نباتات الفاكهة التى تتلقح ذاتيا هى الزيتون والجوافة والبشملة ومعظم أنواع وأصناف الموالح وكذلك الرمان والمشمش وبعض أصناف الخوخ والعنب والكريز
2- نباتات خلطية التلقيح:
وتنتقل حبوب لقاح النبات الى مياسم ازهار نبات آخر ويحدث فى الحالات الآتية:
أ) النباتات الثنائية المنزل: أى تكون الأزهار المذكرة على نبات والأزهار المؤنثة على نبات آخر كما فى حالة نخيل البلح أو الباباظ.
ب) انتاج حبوب لقاح غير حية: وذلك كما يحدث فى حالة صنف الخوخ Hale والذى لايثمر إلا فى وجود ملقحات لكى تعقد ثماره ومعظم أصناف الفاكهة ثلاثية التضاعف الكروموزومى مثل الليمون العجمى Pears Limon وهو عديم البذور ويرجع عدم تكوين البذور فيه لعقم حبوب اللقاح وتعقد ثماره بكرياً.
جـ) اختلاف ميعاد نضج أعضاء الزهرة الجنسية وتنقسم إلى قسمين:
* النباتات المبكرة الطلع وفيها تنضج حبوب اللقاح قبل استعداد المياسم لاستقبالها وتظهر هذه الحالة فى بعض أصناف الجوز والبكان حيث أن نوراتها المذكرة تتفتح قبل النورات المؤنثة.
* النباتات المبكرة المتاع وفيها تنضج المياسم قبل نضج حبوب اللقاح كما فى حالة القشدة.
د ) عدم الموافقة: وينتمى لهذا القسم مجموعتين من النباتات:
* نباتات عديمة التوافق ذاتيا: Self Incompatability وفى هذه الحالة لا يوجد توافق بين حبوب اللقاح وبين البويضات فى نفس الصنف على الرغم من أن هذه الحبوب اللقاحية يمكنها اخصاب بويضات ازهار صنف آخر وتظهر هذه الحالة فى معظم أصناف اللوز وكذلك فى بعض أصناف التفاح والكمثرى والبرقوق.
* نباتات عديمة التوافق خلطيا Gross Incompatability : وفى هذه الحالة لايمكن لحبوب لقاح الصنف اخصاب بويضات الأزهار أو بويضات صنف أو اثنين معروفين ولكن هذه الحبوب اللقاحية يمكنها اخصاب بويضات أصناف أخرى يوجد بينها توافق وعادة تفشل حبوب اللقاح فى اخصاب البويضات السالفة الذكر لوقوف نمو انبوبة اللقاح وفشلها فى اختراق أغلفة البويضة أو لوجود بعض العوامل الوراثية الخاصة بعدم التوافق.
تكوين البذور والثمار:
بعد تكوين الجنين وتكوين غذائه المدخر تنمو البويضة بتأثير الاخصاب وتتكون منها البذرة كما تتكون الأغلفة البذرية على اختلاف أنواعها من أغطية البويضة وقد يبقى الاندوسبرم فى البذور بعد تكوينها كما فى حالة البلح أو يتلاشى كما فى حالة الموالح.
ولايقتصر النتيجة الحاصلة من الاخصاب على تكوين البذرة من البيضة بل يسرى تأثير الاخصاب وينبه كل أجزاء المبيض الذى عندما يتم نضج جميع البذور بداخله تتكون منه ثمرة النبات ويتكون من جداره الغلاف الثمرى Pericarp إذ تنشأ الثمرة من مبيض الزهرة غالباً بعد إتمام عملية الاخصاب والتى ينشأ من تأثيرها أحياناً نمو الغلاف الزهرى أو التخت وبذلك قد يدخل بعض هذه الأجزاء فى تركيب الثمرة وبعد حصول الاخصاب عادة يسقط التويج والطلع أو يذبلان وقد يسقط الكأس أحياناً ولكن المبيض يبقى فى كل الأحوال وينمو نمواً كبيراً ليسمح للبذور الموجودة بسرعة النمو أما الميسم والقلم فيذبلان وقد يبقى لهما أثر بأعلى الثمرة ووظيفة الثمرة هى المحافظة على البذور ومدها بالغذاء حتى يتم نموها ومساعدتها على الانتشار.
العقد البكرى Parthenocarpy
قد تنمو الثمرة من المبيض بدون إخصاب كما يحدث فى البرتقال أبوسرة والموز والعنب البناتى والجوافة البناتى والليمون العجمى أو البناتى والاناناس والثمار البكرية تكون عادة لابذرية أى عديمة البذور Seedless إلا أنه قد يتكون فى بعضها أحياناً بعض البذور الناتجة عن نمو بويضات غير مخصبة ويطلق على حالة تكوين البذور من بويضات غير مخصبة اصطلاح Perthenogenesis كما يحدث فى ثمار البرتقال أبوسرة ويجب أن ننوه هنا بأن الثمار البلابذرية ليس من الضرورى أن تكون بكرية ولكن قد تحدث هذه الظاهرة نتيجة ضمور الجنين وتلاشى الأجنة بعد تكوينها بواسطة التلقيح والاخصاب مثل بعض أصناف العنب والكمثرى والتفاح.
وتنقسم الثمار البكرية عموماً إلى قسمين:
(1) ثمار بكرية خضرية: Vegetative parthenocarpy
وهى عادة تسمى العقد البكرى الكامل Complete parthenocarpy وفيها تنمو الأجزاء الزهرية التى ستتحول إلى ثمار بدون الحاجة إلى تأثير خارجى مثل التأثير الناتج من عملية التلقيح أو أى مؤثر آخر وتظهر هذه الحالة فى الموز والكثير من أصناف الكاكى اليابانى والبرتقال أبوسرة.
(2) ثمار بكرية نتيجة تنشيط: Simulative parthenocarpy
وقد تسمى بالعقد البكرى التنشيطى ويلزم لبدء تكوينها أن تحدث عملية التلقيح التى يترتب عليها تأثير منشط ويكفى لدفع الأجزاء الزهرية الداخلة فى تكوين الثمار الى بدء نموها دون حاجة الى إخصاب البويضات وقد يكون التأثير ناتجاً عن وجود بعض الحشرات فى مبايض الأزهار كحالة التين البرى حيث لا تتكون الثمار إلا إذا وجدت الحشرات فى مبايض أزهارها وقد تتكون الثمار فى بعض الحالات إذا رشت بمستخلص حبوب اللقاح أو بإحدى المواد الهرمونية.
ثمار الفاكهة:
ويمكن تقسيمها بالنسبة إلى عدة اعتبارات:
أولا: باعتبار تكوينها من المبيض وتنقسم فى هذه الحالة إلى قسمين:
* ثمار صادقة: وتطلق على الثمار المتكونة من مبيض الزهرة وحده ولايدخل فى تركيبها التشريحى أى جزء من أجزاء الزهرة مثل ثمار الخوخ والبرقوق والمشمش والكريز ويكون الاكسوكارب فيها قشرة الثمرة الرقيقة ويكون بالميزوكارب لب الثمرة بينما يكون الاندوكارب النواة المتخشية الصلبة التى تحيط بالبذرة ومن هنا جاءت تسمية هذه الثمار بذات النوات الحجرية.
* ثمار كاذبة: وتطلق على الثمار التى تتكون من المبيض ويدخل أيضاً فى تركيبها أى جزء آخر من أجزاء الزهرة.
1- كالتخت مثلا كما فى الشليك فتوجد الكرابل مرصعة على التخت الشحمى المحدب.
2- يدخل فى تركيب الثمرة أيضاً الأنبوبة الزهرية المكونة من التحام قواعد السبلات والبتلات والاسدية كما فى التفاح والكمثرى فتتكون ثمرة التفاح من خمسة كرابل ويتكون جدار المبيض فى الثمرة من الميزوكارب والاكسوكارب اللحميين ويتكونان جزء من لب الثمرة بينما يكون الاندوكارب جلدى أو قرنى متصلب يحيط بالكرابل الموجودة بداخلها البذور ويحيط بهذه الأجزاء كلها طبقة خارجية لحمية والتى تكون معظم لب الثمرة وهى ناتجة من التحام قواعد السبلات والبتلات والاسدية ويعتقد بعض العلماء أنها نشأت من التخت.
ثانيا: باعتبار منشأها من زهرة واحدة أو أكثر:
فتكون ثمرة بسيطة إذا نتجت عن زهرة واحدة كما فى المشمش أو ثمرة متجمعة Aggregate fruits كما فى الشليك أو ثمرة مركبة Multiple إذا نشأت من نورة كما فى التين والجميز.
ثالثا: باعتبار الغلاف الثمرى وغالبا تقسم الثمار تبعا لطبيعة غلافها وحالة انفتاحه إلى قسمين:
* ثمار جافة Dry Fruits مثل البندقة Nut كما فى الجوز والبكان والبندق.
* ثمار غضة طرية Fleshy مثل الحسلة Drupe كما فى المشمش والخوخ والبرقوق أو العنبة Berry Fruits كما فى العنب والموز وتفاحية Pome كما فى التفاح والكمثرى والسفرجل.