[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] على الرغم
من وجود 1541 بلدية عبر الوطن، فنصيب المرأة الجزائرية لم يتعد رئاسة ثلاث
بلديات فقط، اثنتان بالعاصمة والثالثة بوهران، ومع ذلك "فالميرات" الثلاث
صنعن التحدي بتواجدهن ضمن طاقم رجالي بحت، واستطعن الصمود في وجه احتجاجات
مواطنين غاضبين، وتشاء الصدف أن تكون "ميرات" العاصمة طبيبات سابقات.محبة
للعمل الميداني كان حلم طفولتها العمل كطبيبة بمركز الأطفال اليتامى، رأت
نفسها بالمنام تجلس على كرسي المير السابق، فتحققت الرؤيا ووجدت نفسها
السيدة الأولى بأكبر بلديات العاصمة، التقيناها في مكتبها ورغم زحمة
مواعيدها، استقبلتنا وحدثتنا عن قصة وصولها لرئاسة بلدية جسر قسنطينة
بالعاصمة، تدعى (مناني شنون بركاهم) من مواليد 19 أكتوبر 1956 بمنطقة
بوقاعة ولاية سطيف، أم لأربعة أطفال، كانت تشتغل طبيبة عامة، حيث عملت
بمستشفيات تمنراست، القطاع الصحي لبراقي ولسيدي أمحمد. ورغم عدم وجود ماض
سياسي لها، أصبحت "ميرة " في
ظرف وجيز، وعن هذا تقول "عينت في البلدية عام 1998 رئيسة مكتب حفظ الصحة
والوقاية والنظافة، فكنت أقصد أسواق البلدية لمراقبة السلع القابلة للفساد،
ومعاينة الأماكن غير الصحية مثل أقبية العمارات" ومرة اقترحت عليّ موظفات
البلدية ومواطنات الترشح للانتخابات، لأنهن يُردن "ميرة" امرأة، رحبت
وترددتُ في قبول الأمر، وبعد طرح الموضوع على الزوج وعائلتها الثورية
شجعوها عليه، فانخرطت في حزب سياسي في 2002، وعاودت الترشح في 2004، وعاودت
الكرة مجددا في2007 . وتدرجت
السيدة مناني في المناصب في ظرف خمس سنوات فقط، من عضو منتخب، نائب المير
ثم مير بعد سحب الثقة من المير السابق، وأخبرتنا بأنها رأت مناما قبل
توليها المنصب، فرأت نفسها تجلس على كرسي المير السابق، شعارها في العمل
"عدم الكذب على المواطن وعدم منحه الأمال الزائفة"، وعلقت محدثتنا عن نسبة
30 بالمئة المقررة من رئيس الجمهورية في الاستحقاقات القادمة "لا يجب أن تتخذها بعض الأحزاب مجرد شعارات، بل يجب تطبيقها، كما أشجع النساء العاملات والماكثات بالمنزل على الاطلاع على السياسة لمجرد الثقافة العامة إن لم يستطعن الانخراط".
رئيسة بلدية القبة "عجائز تقصدنني في مكتبي لنزع ضيقة الخاطر"ثاني "ميرات" العاصمة ورغم نشوئها في عائلة متوسطة الحال ومحافظة،
منعتها من تجسيد حلم التحاقها بالتلفزيون كصحفية، لكنها تمكنت لاحقا من
كسب قلوب المتفرجين عبر حصة "و كل شيء ممكن"، حيث قدمت نصائح نفسية
للمنهارين، وتمكنت بعدها من كسب أصوات مواطني بلدية القبة. إنها السيدة
(بوناب سعيدة المولودة حريتي) من بلكور بالعاصمة أم لبنتين وولد، متحصلة
على ليسانس في علم النفس، درست بجامعتي قسنطينة وفرنسا، درّست علم النفس
والمنهجية بمركز تكوين المربين تابع لوزارة الشؤون الاجتماعية وحاليا وزارة
التضامن، ثم رئيسة مصلحة بنفس الوزارة، مديرة فرعية، ثم مديرة معينة
بمرسوم رئاسي. بدأت مسيرتها السياسية بانخراطها في اتحاد الشبيبة الجزائرية
أثناء دراستها الثانوية والجامعية، ومنذ سنة 1999 الى 2007 وهي تناضل سياسيا، إلا أن تصدرت قائمة حزبها وفازت برئاسة البلدية. وكانت
تتحسر بعد انتخابها لعدم وجود نساء "ميرات"، فكانت تجد نفسها وحيدة في
اجتماعات رجالية بالولاية. وللسيدة بوناب اهتمام كبير بالنشاطات الجمعوية،
خاصة الجمعيات المدافعة عن الطفولة، المرأة والمعاقين، كما عملت لعشر سنوات
في حصة "كل شيء ممكن" مع المرحوم رياض بوفجي، وكثيرا ما رأيناها تذرف
دموعا على البلاطو، لم تتوقف عن إذرافها حتى بعد رئاستها للبلدية "في جوان
2011 وقبل توزيع 80 مسكنا اجتماعيا بالقبة، لم أنم ليومين كاملين بسبب
الضغط، ولأن الطلبات تعدت الخمسة آلاف، لكن وعند سماعي أول زغرودة من
مواطنة مستفيدة، ذرفتُ الدموع أمام الجميع" ومن أطرف ما صادفته في منصبها،
قصة مواطنة عجوز كانت تتردد على مكتبها طيلة أيام الاستقبال، فلما سألتها
الميرة عن السبب قالت "ضيقة
الخاطر في الدار..."، وميرة القبة و حسب حديثها ربة بيت ممتازة، تحسن طبخ
جميع الأطباق التقليدية خاصة القسنطينية بحكم أصل زوجها، كما أنها ماهرة في صنع مختلف أنواع الحلويات، خاصة المقروط.