نسبة المقاطعة وصلت إلى 95 من المائة
الأساتذة يقترحون إقصاء التلاميذ الذين لا يحضرون الدروس طيلة العام الدراسي
دخل، أمس، الأساتذة المصححون لأوراق شهادة البكالوريا في وقفة احتجاجية عبر القطر الوطني، تنديدا منهم بالحالة التي آل إليها امتحان شهادة البكالوريا، ومطالبين بإقصاء التلاميذ الذين لا يدرسون طيلة السنة الدراسية، وتراوحت نسبة الإستجابة بين 90 و95 من المائة مع تسجيل في بعض الولايات نسبة وصلت إلى 100 من المائة.تسللت ''النهار''، أمس، إلى مركز التصحيح بثانوية المقراني الموجود على مستوى بن عكنون بالعاصمة، أين وقفت على حالة المراكز التي كانت خالية من الأساتذة الذين طالبوا وزير التربية، بفتح تحقيق موسع وجدّي بعد الفضيحة التي صاحبت امتحان مادة الفلسفة. وعلى الرغم من صعوبة الدخول إلى المركز بسبب التعليمات التي أصدرها مدير المركز، إلا أننا استطعنا التسلل والوصول إلى القاعة الخاصة بتصحيح مادة التاريخ والجغرافيا، أين شاهدنا أوراق التلاميذ مغطاة ولم يتم الشروع في تصحيحها، وتكرر هذا السيناريو في كل القاعات الموجودة على مستوى المركز. وأكد الأساتذة الذين تحدثوا إلى ''النهار''، أن السبب الرئيسي لقيامهم بهذا الإحتجاج يعود إلى السياسة التي اتبعتها وزارة التربية الوطنية في معاقبة التلاميذ الذين غشوا في الإمتحان، حيث تؤكد أستاذة مصححة في مادة اللغة الفرنسية، أن عدم اتخاذ إجراء صارم ضد هؤلاء التلاميذ هو الذي حرّك فينا الضمير المهني، ورفض هاته الممارسات التي أخذت شهادة البكالوريا إلى الهاوية، وقد وافقها الأساتذة المحتجون على هذا الرأي من خلال رفضهم القاطع للمستوى الذي وصل إليه التعليم في الجزائر. وقال الأساتذة إنهم اختاروا مهنة التعليم لشرفها ونبلها وليس من أجل الرزق وفقط، حيث يعتبرون أيام التصحيح أيام جني وحصاد لما زرعوه.. لكن للأسف، فإن هذا الحصاد لوّثه رذاذ الغش في سائر الإختبارات، وأحاله امتحان الفلسفة شعبة الآداب والفلسفة إلى محصول اختلط نقيه بهجينه، معلنين التوقف عن تصحيح أوراق لا يعلمون إن كانت صناعة أصلية أم مقلدة وما درجة تقليدها. وطالب التلاميذ من خلال الرسالة التي وجهوها إلى وزير التربية عبد اللطيف بابا أحمد، ضرورة الوقوف بحزم في وجه كل من ساهم من قريب أو بعيد في تشويه صورة امتحان شهادة البكالوريا من خلال معاقبة المتسببين وكذا تمكين الأساتذة عبر مجالس الأقسام من سلطة بيداغوجية تحميهم وتلاميذهم الجادين من عبث العابثين وكذا اعتماد البطاقة التركيبية كآلية لإبقاء التلميذ داخل المؤسسة التعليمية ضمانا لتكوين علمي بمقاييس بداغوجية تؤهله معرفيا ومنهجيا للتفاعل مع موضوعات البكالوريا. كما طالب الأساتذة بتسجيل المترشحين في البكالوريا تسجيلا أوليا خلال شهر نوفمبر من العام الدراسي ثم تأكيد التسجيل في النصف الأول من شهر أفريل للمتابعين دروسهم بانتظام وإقصاء من لم يدرس برنامج السنة النهائية. وبلغت نسبة الإضراب الوطنية 95 من المائة، مع التأكيد على أن بعض الولايات على غرار بومرداس وعنابة وقسنطينة وصلت النسبة إلى 100 من المائة، حسبما صرّح به مسعود بوديبة المكلف بالإعلام على مستوى الكناباست.