بسم الله الرحمن الرحيم
أمرنا الله أن نوحده ولانشرك به شيئا، و التوحيد معناه : إفراد الله تعالى بمايختص به من الربوبية و الألوهية وبأسمائه الحسنى و صفاته العليا 0 وبأستقراء النصوص فى الوحيين الشريفين ( القران والسنة الصحيحة ) وضح لنا علماء أهل السنة والجماعة أن التوحيد أنواع ثلاثة : أولا//توحيد الربوبية : وهو إفراد الله تعالى بأفعاله من الخلق والملك والتدبير فهو الذى خلق جميع المخلوقات و رزقها ويدبر أمورها ويملكها لايشاركه فيها أحد من خلقه وهذاالنوع لم ينازع فيه أعداء الرسل غالبا . ومن نازع فيه كفرعون مثلا كان مقرا به باطنا كما قال تعالى (( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماوعلوا)) وكما قال تعالى على لسان موسى مخاطبا فرعون ((لقد علمت ما أنزل هؤلا ء إلا رب السموات والارض بصائر وإنى لأظنك يا فرعون مثبورا)) وقال تعالى (( قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعملون سيقولون لله قل أفلا تذكرون )) الايات من سورة المؤمنون. ثانيا// توحيد الأولوهية : وهو إفراد الله تعالى بالعبادة فلا يجوز صرف شئ من العبادة إلا لله وحده والعبادة كما عرفها شيخ الإسلام ابن تيمية (( اسم جامع لكل ما يحب ربنا ويرضى من الاقوال والافعال الظاهرة والباطنة)) فتشمل جميع أعمال القلوب والاقوال وأعمال الجوارح من توكل وإخلاص وصدق ويقين ورجاء وحب وذكر وتلاوة القران وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر وصلاة وصيام ودعاء وأستغاثة وأستعانة ونسك ونذر وذبح .................إلخ ويشترط فىالعبادات لكى تكون مقبولة أن يتحقق فيها شرطان الإخلاص و المتابعة للنبى (ص) قال تعالى: (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) فلا يقبل الله من عبد عملا إلا ما كان خالصا له وحده إذ (( الله أغنى الشركاء عن الشرك )) وأن يكون موافقا لهدى النبى (ص) لقوله (ص) : (( من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )) ولا تكون العبادة عبادة إلا إذا كان فيها كمال الذل والخضوع مع كمال المحبة لله تعالى ففى الحب الرجاء والطلب وفى الذل الخوف والرهب فمن صرف شيئا من هذه العبادات لغير الله وقع فى الشرك. ثالثا// توحيد الأسماء وصفات : ومعناه إفراد الله تعالى بما سمى به نفسه وبما وصف به نفسه فى الوحى المتمثل فى الكتاب والسنة الصحيحة وذلك باثبات ماأثبته الله ورسوله من غير تشبيه ولا تعطيل ولا تأويل ولا تحريف ((ليس كمثله شئ وهو السميع البصير)) وتفويض الكيفية إلى الله تعالى فلا نعلم كيفية صفاته كما قال تعالى ((ولا يحطون به علما)) .