الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على محمد نبيه وعبده وبعد:
إخوتي الأعزاء ها نحن نلتقي بفضل الله من جديد في رحاب العلم والمعرفة لنستكمل ما كنا ابتدأناه سالفا من موضوع التوحيد وأهميته، فأقول وبالله التوفيق أن من أعظم الدلائل على عظمة شأن التوحيد في الإسلام أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتنى بالدعوة إليه في جميع مراحل البعثة وانظروا وفقكم الله لكل خير إلى ما سطره يراع العلامة الشيخ مبارك الميلي في رسالته الموسومة ب: " الشرك ومظاهره ", حيث قال رحمه الله:
" وهذه أطوار البعثة من حين الأمر بالإنذار المطلق في سورة المدثر إلى الأمر بإنذار العشيرة إلى الأمر بالصدع بالدعوة إلى الأمر بالهجرة إلى الإذن بالقتال إلى فتح مكة إلى الإعلام بدنو الحمام ، لم تخل من إعلان التوحيد وشواهده ومحاربة الشرك ومظاهره . ويكاد ينحصر غرض البعثة أولا في ذلك.
فلا ترك النبي صلى الله عليه وسلم التنديد بالأصنام وهو وحيد ولا ذهل عنه وهو محصور بالشعب ثلاث سنوات شديدة ولا نسيه وهو مختف في هجرته والعدو مشتد في طلبه ولا قطع الحديث عنه وهو ظاهر بمدينته وبين أنصاره ولا غلق باب الخوض فيه بعد فتح مكة ولا شغل عنه وهو يجاهد وينتصر ويكر ولا يفر ولا اكتفى بطلب البيعة على القتال عن تكرير عرض البيعة على التوحيد ونبذ الشرك.
وهذه سيرته المدونة وأحاديثه المصححة فتتبعها تجد تصديق ما ادعينا وتفصيل ما أجملنا."
]رسالة الشرك ومظاهره: 39ـ40 ط دار الغرب الإسلامي 1421هـ/2000م ].