* يعتبر إعداد الدرس خطوة أساسية لنجاحه، فالأستاذ المدرس الذي يدخل القسم دون أن تكون لديه خطة واضحة للدرس الذي ينوي القيام به، كالجندي الذي يدخل المعركة دون سلاح ولا تدريب.
* و تتضح لنا أهمية الإعداد للدرس وتحضيره قبل التقديم في مايلي:
1- إن إعداد الدرس و تحضيره هو عمل الأستاذ على مراجعة مادته و معلوماته و التثبت منها وتحري وجوه الصواب فيها و ذلك بالرجوع و الإطلاع على المراجع الأساسية و ما يناسب ذلك الدرس.
2- قد تكون مادة الدرس التي استحضرها الأستاذ في ذهنه دون إعداد: ليعرضها على التلاميذ قد تكون مادة
صحيحة سليمة، ولكنه أثناء تقديمه الدرس لا يراعي الترتيب الطبيعي الملائم لها الذي يكون في الإعـــــــداد
و التحضير.
3- مهما تتحدد الخطوات الأساسية في طريقة عرض المادة و تقديمها: فإن لكل موضوع طريقـــة تناسبــــــه و تلائمه، و إعداد الدرس قبل تقديمه و عرضه تحدد معالم هذه الطريقة المناسبة و الملائمة .
4- تحتاج الدروس إلى وسائل إيضاح و توضيح معينة على الفهم و التدريس: كالأجهزة و النماذج والخرائط و الصور و المصدرات ... إلخ، و إعداد الدرس يكشف للأستاذ ما يحتاج إليه من هذه الوسائل بالضبط، ومن أجل ذلك يجب على الأستاذ أن يعد درسه ويفكر فيه قبل الدخول إلى حجرة الدرس و مواجهة التلاميــذ لأنــه لا يضمن لنفسه التوفيق و النجاح و الفعالية بمحض الصدفة و الارتجال في تدريس أي موضوع مهما كانت مادته، وكيفما كانت سهولته أو صعوبته.
* فالعناية بإعداد الدرس و تحضيره إنصاف للتلاميذ و احترام لهم: حيث إيفاؤهم حقهم من العنايـــة و الرعاية و حملهم على التعلم برغبة و نشاط و إيجابية.
* مراحل إعداد الدرس: يكون إعداد الدرس ثقافيا و تربويا
1- الإعداد الثقافي للدرس :ويتمثل في تركيز الاهتمام على ما يلي:
أ- المنهاج: وذلك لتحديد الموضوع و ضبط عناصره المفاهيمية لمعرفة كمية المعلومات التي تقدم في كل حصة و التثبت منها و ذلك بالاطلاع على المراجع المختلفة زيادة على الكتاب المدرسي المقرر و ذلك لمزيد وضوح الرؤية و دفعا لتسرب الملل و النفور إلى نفوس التلاميذ بسبب اكتفاء الأستاذ بترديد ما في الكتاب المدرسي من المعلومات.
ب- إستغلال كل مصدر ثقافي: ذي أثر فعال في الثقافة، فالأستاذ الناجح هو الذي يؤمن بأن عهد اعتبار الكتب مصدرا وحيدا للمعرفة ولى واندثر.
ﺟ- ربط تعليمه بواقع الحياة وبالمحيط الذي يعيش فيه التلميذ: على الأستاذ أن يحرص على ربط تعليمه بواقع الحياة وبمحيط عيش التلميذ الاجتماعي و الثقافي و الاقتصادي، إن التمكن من المادة بهذا المفهوم الواسع هو الأساس الأول لكل تعليم سليم.
د- تحديد أهداف الدرس وضبط مضامينه: ماذا نريد من هذا الدرس؟ أي يجب أن نحدد الأهداف التي نرمي إلى تحقيقها من خلال تقديم أي درس،من معلومات ،مهارات،واتجاهات و الحقيقة أن الهدف من العملية التعليمية ليس هو المعلومات التي نقدمها للتلاميذ فحسب ولا المهارات التي ندربهم عليها، و إنما إلى جانب هذا نطمح إلى تحقيق هدف أكبر هو تكوين الشخصية المتكاملة، ومن هنا فإن إعداد أي درس لابد أن تكون له نوعان من الأهداف.
د.1- أهـداف خاصة: وهي تشتق من طبيعة المادة و موضوع الدرس و تشتمل غالبا على معلومات، ومفاهيم ومهارات.
د.2- أهـداف عامة: وهي وإن كانت منسجمة مع موضوع الدرس إلا أنها لا تتعلق بموضــوع معيـــــن ولا مادة معينة،وإنما تمكن في أكثر من مادة وخلال أكثر من درس .
2- الإعداد التربوي للدرس:
ويتمثل في تصميم المذكرة التربوية وإعدادها، وضبط الطريقة التربوية للدرس، ورسم الخطة المتبعة لتقديم الدرس.
ليس الغرض من كتابة المذكرات أن يعرض الأستاذ ما لديه من معلومات واسعة، وإنما هي أشبه ما تكون بالتصميم الذي يضعه المهندس لبناء دار أو جسر وبعبارة أخرى هي تحديد الخطوات التي يتبعها الأستاذ في مناقشة كل عنصر من عناصر الدرس بطريقة متدرجة ترمي إلى الهدف المرجو من موضوع الدرس.
* على الأستاذ أن يراعي في تصميم مذكرته مقتضيات مراحل الدرس الأساسية وهي:
أ-التمهيد للدرس (وضعية الانطلاق ): بما يثير إنتباه التلاميذ إليه و إقبالهم عليه، بإلقاء الضوء على مضمونه أو بمراجعة ماله صلة به من المعارف السابقة أو باستكشاف حالات و ظروف هادفة .
ب- عرض عناصر الدرس ومناقشتها لاستخراج الأحكام الخاصة بها: و عدم الانتقال من عنصر إلى آخر إلا بعد التأكد من فهم العنصر الأول بالأسئلة الملائمة كل ذلك يبتدئ و ينتهي بربط محكم بين هذه العناصر.
ﺟ- خلاصة للدرس: وهي عبارة عن جمع منظم لنتائج المحصل عليها من مضمون الدرس.
د- إستثمار الدرس بالتقويمات الإختبارية التطبيقية: و التي توسع و تعمق مدارك التلاميذ و تزيد من مهارتهم و فهمهم.
* وبهذا الأعداد المزدوج ( الثقافي و التربوي ) يتجنب الأستاذ مواقف الإرتجال التي تسبب له الإرتباك و الإضطراب و تفقده ثقة التلاميذ و تعرض درسه للخيبة و الفشل و تدفع تلاميذه للنفور.