نجمة سيد أحمد الرتبة
الدولة : الجنس : تاريخ التسجيل : 18/03/2011 عدد المساهمات : 192 العمر : 56 المهنة :
| موضوع: البعد الحضاري في السنة النبوية (الجزء 5) الخميس سبتمبر 22, 2011 6:36 am | |
| لا أريد التطويل عليكم ولكني أريد أن أختم بنقطة؛ الحضارة الإسلامية التي هي تطبيق للسنة النبوية تميزت عن الحضارة الأوربية المسيحية بأن المسلمين عندما أبدعوا في العلوم لم يقف الإبداع فقط عند العلوم الشرعية من فقه وحديث وتفسير وإنما أبدعوا في العلوم المدنية والطبيعية والحضارية مع العلوم الشرعية في وقتٍ واحد ولكي تعرفوا الفرق فالمسيحية دخلت أوربا في الدولة الرومانية في القرن الثالث الميلادي، وأول فلكي يظهر في الحضارة الأوربية المسيحية في القرن السادس عشر هو "كوبرنوكس" والكتاب الذي كتبه صادرته الكنيسة فلم يطبع وينشر هذا الكتاب إلا في القرن الثامن عشر، فالحضارة المسيحية قبرت العلم الطبيعي ولم يظهر أول فلكي إلا في القرن السادس عشر ولم يطبع كتابه أو يوزع إلا في القرن الثامن عشر أما نحن ففي القرن الأول الهجري كان الإبداع في العلوم الطبيعية مع العلوم الشرعية في وقت واحد لماذا؟ هذه نقطة من النقاط التي كتبت فيها وقد استفدت من كتابتها المستشرقة الألمانية "زيجريد هونكة" وهي سيدة عظيمة ولها ثلاث كتب منهم كتاب "شمس الإسلام تسطع على الغرب" الذي أسموه "شمس العرب تشرق على الغرب" ولكن لها كتابين أكثر إبداعًا الأول "العقيدة والمعرفة" وقد ترجم وطبع في دمشق، وكتاب ثالث وصغير ولكنه نفيس طبعة دار الشروق لسنة 1995م بعنوان "الله ليس كذلك" وهذه السيدة لمست عدد من القضايا في الفكر الإسلامي وفي الحضارة الإسلامية وفي السنة النبوية وفسرت وفتحت باب جديد في فهم إبداع المسمين الأوائل فنحن نعرف أن المسلمين أبدعوا في العلوم الطبيعية في القرن الأول الهجري وأننا متميزين عن الغرب في هذا وعن المسيحية لكن لماذا؟ فذكرت أنه ذلك يرجع إلى أن الفكر اليوناني كان فكر فلسفي تجريدي ذهني ولا يهتم بالتجريب ولكن التجريب عمل يدوي واليونان العمل اليدوي بالنسبة لهم هو عمل العبيد وهو عمل حقير فالفلاسفة لا يدنسون أيديهم بالتجارب ولذلك فالفكر اليوناني يغلب عليه الفلسفة والذهنية والأمور التجريدية. فقد عرفنا موقف اليونان من الطبيعة والتجربة أما الفكر المسيحي فهو يرى العالم دنس فهناك مقدس وهو الإنجيل وهذا به كل العلوم ولكن أن تدرس في الطبيعة ويكون لديك علوم طبيعية وتقوم بتجارب... الخ ولذلك فالمسيح قال: "مملكتي ليست في هذا العالم" فالعالم هذا دنس. أما الإسلام تفرد بأنه اعتبر الطبيعة خلقٌ لله -سبحانه وتعالى- يُسبح الله وإن لم نفقه تسبيحه ولذلك الإمام محمد عبده كأن يؤثر أن يسميها "الخليقة" وليست "الطبيعة" لأنها من خلق الله -سبحانه وتعالى- ولذلك كان موقف الإسلام والعلم الإسلامي من الطبيعة موقف مختلف عن الموقف اليوناني، ومختلف عن الموقف المسيحي ولذلك فإن الإبداع في العلوم الطبيعية بدأ منذ اللحظة الأولى، ولذلك لماذا أحيا الإسلام الكتب الخاصة بالإغريق والرومان والفرس والهنود بينما كانت موجودة في صناديق مربوطة بسلاسل حديدية وموضوعة في الأديرة والكنائس؟ لماذا تعطلت الترجمة؟ ومن بدأ بتشغيل التراجمة من غير المسلمين؟ هم المسلمين هذه أسئلة لا تفهم إلا في ظل موقف الإسلام من الطبيعة وعندما راجعت في القرآن الحديث عن العلم فهناك مئات الآيات في القرآن تتحدث عن العلم ﴿هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾...الخ لكن كلمة علماء وردت في القرآن مرتين ﴿عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ وكلمة العلماء بالتعريف ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ من هم العلماء الذين يخشون الله -سبحانه وتعالى- ليس علوم الفقه ولا الحديث والتفسير وإنما علوم الطبيعية انظر إلى سياق الآية ﴿أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً﴾ علوم السماء والماء والزراعة، ﴿فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا﴾ كل أنواع المزروعات ﴿وَمِنْ الْجِبَالِ﴾ الجيولوجيا ﴿جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ﴾، ﴿وَمِنْ النَّاسِ﴾ علم البشر ﴿وَالدَّوَابِّ﴾ كل ما يدب على الأرض ﴿وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ فالمرة الوحيدة التي ذكرت فيها في القرآن كلمة "العلماء" بأداة التعريف كان بالنسبة لعلماء الطبيعة وليس لعلماء الفقه والحديث لأن اكتشاف أسرار الله في الكون، سنن الله المبثوثة في الأنفس والآفاق هو الطريق لخشية الله -سبحانه وتعالى- ولذلك ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ قراءتين قراءة في كتاب الخلق وقراءة في كتاب الوحي، قراءة في الكتاب المنظور وقراءة في الكتاب المسطور ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ﴾ ولذلك فإن الغرب يقف أمام عالم الشهادة ونحن نقول أن عالم الشهادة مصدر للمعرفة وعالم الغيب مصدر للمعرفة فليست ساق واحدة وإنما الحضارة والثقافة تقف على ساقين. إذن أبدع المسلمون في علوم الحضارة تطبيقًا للمنهج القرآني ولسنة رسول الله r التي هي بيان نبوي للمنهج القرآني منذ القرن الهجري الأول فنحن نقرأ كثيرًا في الكتب عن عصر التدوين في القرن الثاني الهجري وأيام الدولة العباسية وهذا ليس صحيحًا، معاوية بن أبي سفيان الذي كان في منتصف القرن أي سنة 40 هجرية تقريبًا بعد وفاة الإمام عليّ بدأ في عصره التدوين وعندما نقرأ في "الفهرست" لابن النديم نجد الحديث عن أن معاوية جاء بشخص يدعى "عبيد بن شورية"([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) من اليمن وهو من جعله يدون تواريخ الملوك وأخبارهم أي في منتصف القرن الهجري الأول بدأ عصر التدوين. وهنا أمير من أمراء بني أمية اسمه "خالد بن يزيد" ترك الخلافة والسياسة وكان جيدًا أن تركها فهو أول من أعد مشروع لترجمة علوم مدرسة الإسكندرية لأن مدرسة الإسكندرية كان بها بقايا العلوم الإغريقية والرومانية التي نجت من الحرق والاضطهاد النصرانيين فالنصارى حرقوا كثيراً من المكتبات والعلوم فبدأ "خالد بن يزيد" يترجم هذه العلوم وله كلام كتبه ابن النديم في الفهرست يقول: "أن خالد بن يزيد كان يسمى حكيم آل مروان وكان فاضلاً في نفسه خطيبًا شاعرًا فصيحًا حازمًا جوادًا ذا رأي وله همةٌ ومحبةٌ في العلوم ولقد خطر بباله نقل علوم الصنعة إلي العربية (التقنيات) -التي نسميها الآن التكنولوجيا- فاحضر جماعة من فلاسفة اليونان ممن كان ينزل مدينة مصر وقد تفصح بالعربية وأمرهم بنقل الكتب في الصنعة من اللسان اليوناني والقبطي إلى العربي وهذا أول نقل كان في الإسلام من لغة إلى لغة" ثم سألوه لماذا تهتم بالعلوم؟ قال: "أنه يريد أن ينشئ دولة للعلماء لكي لا يحتاجوا الوقوف على أبواب الأمراء" انظروا إلى سلطنة العلم "قيل له لقد فعلت أكثر شغلك في طلب الصنعة أي تخصصت وتفرغت لهذه العلوم فقال: ما أطلب بذلك إلا أن أُغنِي أصحابي وإخواني وأنا أريد أن أبلغ آخر هذه الصناعة فلا أحوج أحدًا عرفني يومًا أو عرفته إلى أن يقف بباب سلطانٍ رغبةً أو رهبة" وهناك حديث كثير في الفهرس حول هذا الموضوع حيث يقول: "ويقال –والله أعلم- أنه قد صح له عمل الصناعة (تطبيقات العلوم الصناعية) وله في ذلك عدة كتب ورسائل وله شعر كثيرٌ في هذا المعنى-يقول ابن النديم- رأيت منه خمسمائة ورقة ورأيت في كتبه كتابات الحرارات –خالد بن زيد توفي عام ثمانين هجرية فكل هذا تم في منتصف القرن الهجري الأول- وكتاب الصحيفة الكبير وكتاب الصحيفة الصغير وكتاب وصيته إلى ابنه في الصنعة". ابن عساكر في "تاريخ دمشق" يقول: أن خالد بن يزيد كان يحلي مياه البحر المالح ويحولها إلى مياه عذبة هذا في القرن الأول الهجري؛ ولذلك أقول أن الموقف الإسلامي المتميز من الطبيعة ومن التجربة في الطبيعة هو الذي جعل الإبداع الإسلامي مع العلوم الشرعية في وقت واحد منذ الوقت المبكر ولذلك نستطيع أن نعرف لماذا اخترع المسلمون المنهج التجريبي؟ فهذا يرجع إلى موقف الإسلام من الطبيعة وهنا العلم أصبح ثمرة للدين وهذا معنى الحضارة فالإسلام لم يقم فقط على الصلاة والصوم وإنما صنع حضارة ومدنية وهذا هو معنى البعد الحضاري للسنة النبوية.عندما نقرأ في تاريخ العلوم خاصة "لفؤاد سيزكين" وهو عالم تركي يلفت النظر إلى أن الحقيقة موجودة في كل كتب التراث وعندما ترجم المسلمون كتب الإغريق واليونان والرومان وحتى الهنود والفرس لم يأخذوا هذه الكتب كقضايا مسلمة وإنما فحصوا ووضعوا سلسلة من كتب الشكوك شكوا فيه في الكلام الموروث لماذا؟ باعتبار أن هؤلاء القدماء لم يكن لديهم تجربة المسلمين فبدءوا بامتحان النظريات فظهرت أشياء كثيرة ليست صحيحة فمثلاً "جالينوس" –أبو الطب- كتب أن فك الإنسان مركب من عظمتين فجاء شخص يدعى "عبد اللطيف البغدادي"([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) جاء القاهرة واتجه إلى المدافن وقام بإجراء تجارب على آلاف الجماجم فلم يجد أبدًا فك مكون من عظمتين انظروا كيف امتحنوا هذه المقولات ولم يأخذوا ما قاله أبو الطب وأبوقراط وجالينوس وإقليدس ولا بطليموس فوجدوا عديد من الكتب في الشكوك. وقد نَقلت هذه النصوص في كتاب بعنوان "الدين والحضارة" يبين كيف كان هناك مرحلة لاختبار المواريث العلمية واختراع المنهج التجريبي وإقامة الإبداع الحضاري العلمي على أساس هذا المنهج التجريبي... ولذلك فالمسلمون لم يكونوا بمثابة "ساعي بريد" فلم يأخذوا الكلام اليوناني وينقلوه كما هو للحضارة الأوربية وإنما اختبروا وطوروا وغيروا وقد ورد ذلك سواء في كتاب "الفهرست" لابن النديم أو في كتابات زيجريد هونكه وقد أحضرت شهادتها في هذا الكتاب "الدين والحضارة". فهذا يوضح كيف أن الإسلام لم يقف عند حدود الدعوة، لم يقف عند حدود البلاغ القرآني، لم يقف عند حدود العبادات، لم يقف عند حدود منظومة القيم والأخلاق ككل الرسالات التي سبقت وإنما أقام الدولة، أقام المدنية، أقام الثقافة، أقام التاريخ، أقام الحضارة وهذا هو معنى أن هناك بعد حضاري للسنة النبوية أي أن التطبيق النبوي للبلاغ القرآني كانت له أبعاد حضارية بدأت بالدولة وبكل ما تفرع عن هذه الدولة وعذرًا للإطالة وأثقلت على ذهنكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أ.د. رفعت العوضي/نشكر للأستاذ الدكتور/ محمد عمارة ودائمًا نعتز بأن جمهورنا من الأكاديميين وهو جمهور يستحق أن يستمع لكم، وسأقوم بتلخيص ما قاله أستاذنا فقد بدأ بالحديث عن القرآن الكريم وعلاقته بالسنة النبوية وحسن أن نختم بهذه المحاضرة الموسم عن السنة النبوية، وتحدث أستاذنا عن الإسلام من حيث الفردية والجماعية، وأن فيه وأمور الدين وأمور الدنيا، وقد وقفنا طويلاً مع أستاذنا فيما يتعلق بأمر الشورى ونحن نتحدث عن موضوع الشورى فهو حديث ذو شجون لأنها قد تكون القضية التي تعوق الأمة الآن، وقد وقف بنا طويلاً أستاذنا عند دولة المؤسسات فمن الخصائص المميزة للبلاد المتقدمة أنها دولة مؤسسات ومن الخصائص المميزة للدول النامية أو المتخلفة أنها قد تغيب فيها المؤسسات على كل المستويات من أعلى مستوى إلى أدنى مستوى. ولا نهضة لهذه الأمة إلا بعودة المؤسسات. فما هو دور المؤسسات؟ فالمؤسسة عبارة عن رأي جماعة. وقد تحدث أستاذنا عن المستويات الثلاث: النقباء، المهاجرون الأوائل، مجلس الشورى المكون من سبعين عضوًا وبالفعل نرى الاستقرار والثبات في الأربعين سنة الأولي التي كان فيها دولة مؤسسات وعندما غابت دولة المؤسسات غاب الاستقرار مثلما نعلم جميعًا، وقد تعرض أستاذنا لأصول الاستبداد السياسي التي لم تنقل لنا أن الأمة كان بها مؤسسات والفقه السياسي عانى كثيرًا من الاستبداد الذي عانت منه الأمة -ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم- وأنا مدين لأستاذنا بمعلومة حيث كنت أعتقد أن التدوين بدأ في القرن الثاني الهجري مع العباسيين وكنت دائمًا أضع سؤال كيف أن أمة رسالتها تبدأ بـ "اقرأ" ولا تكتب إلا بعد قرن ونصف؟ فأنا أدين لأستاذنا أنه صحح لي هذه المعلومة وما قاله عن خالد بن يزيد. أ.د. محمد عمارة/أضيف أن خالد بن يزيد مرواني من بني أمية وعمر بن عبد العزيز من بني أمية لنرى الكلمة التي قالها عمر بن عبد العزيز -وعمر بن العزيز هو ضمير الأمة وخامس الخلفاء الراشدين- يقول: "ما ولدت أمية مثل خالد بن يزيد لا أستثني من ذلك عثمان ولا غيره" حيث فضله على عثمان بن عفان وهذا يوضح مقام العلم. أ.د. رفعت العوضي/ جزاك الله خيرًا أستاذنا على هذه المعلومات ونواصل الحديث والحوار حيث بدأ التدوين في الحضارة الإسلامية، وما قاله أستاذ كان خاتمة للقول عن العلماء فإذا لم يعد للعلماء ما يستحقونه فلا أمل في نهوض هذه الأمة.أ.د. رفعت العوضيفيما يتعلق باتفاقية حقوق الملكية الفكرية وهي إحدى الاتفاقيات من اختراع منظمة التجارة العالمية وهي اتفاقية عالمية في الأمم المتحدة وهي تعني حماية حقوق العلماء باتفاقية عابرة للقارات وهذا معناه أن الأمة التي لا تحمي الإبداع ليس لها مستقبل فهم يحمون الإبداع باتفاقية عابرة للقارات أما نحن لا أعتقد أن الإبداع مطروح في ذهننا بحيث نحميه كما قال أستاذنا كخاتمة للقول عن العلماء وأن خالد بن يزيد أراد أن يقيم للعلماء دولة فهذا هو العالم المتقدم وإذا أردنا أن نتقدم فعلاً فلابد أن يكون للعلماء عندنا دولة.أستاذنا الكريم نرجو الله -سبحانه وتعالي- أن يجزيه خير الجزاء وأن يديم عليه هذا العطاء لأمته. ونفتح الآن باب الحوار معنا أول طلب كلمة من الأخت وسام كمال فلتتفضل. أ.وسام كمال- موقع إسلام أون لاين/أحب في البداية أن أشكر الأستاذ الدكتور على المحاضرة القيمة وكان لدي سؤال، بعد أزمة الدنمارك ظهر الحل للخلاص أو تحدث الناس عن حل المشكلة في إعادة التعريف بالرسول r وإعادة التعريف بالإسلام في الغرب فهل التركيز على هذا الحل يمثل إضافة للإسلام؟ أم أنه مجرد إضافة للمعلومة التاريخية لدى الغرب على أنه كان هناك رجل يدعي محمد وهو رجل جيد ولكني أرى أن المشكلة بالأساس تكمن في نظرة الغرب لواقع المسلمين وهو ما أنتج تصورات سلبية عن محمد كرمز لهذا الدين فسبوه سبًا لواقع الأمة وليس سبًا لشخصه فهو لا يعنيهم من هو؟ فما رأيكم في فكرة إعادة التعريف بمحمد والإسلام وهل هي مجدية وتردع أي محاولة أخرى لنصل الدين؟ أ.د. محمد عمارة/مدخل الإجابة على هذا السؤال أن الغرب ليس شيئًا واحدًا، فالغرب به إنسان مواطن هو ضحية لثقافة الكراهية السوداء المتجذرة في التراث الغربي ضد الإسلام، وهناك علم غربي ونحن طلاب حكمة وطلاب علم.. ومشكلتنا مع مؤسسات الهيمنة الغربية سواء أكانت مؤسسات دينية أو مؤسسات سياسية. فالمؤسسات الدينية هدفها تنصير المسلمين، أما المؤسسات السياسية هدفها ثروات المسلمين وتستخدم الدين والفكر المغلوط والفكر المعادي للإسلام والمشوه للإسلام لإقناع شعوبها بضرورة محاربة المسلمين واحتلالهم وأنهم إرهابيون... الخ ذلك، إذن نحن نريد تعريف الإسلام للإنسان الغربي، فالمؤسسات الغربية تعرف الإسلام وهي تحارب الإسلام وهي تعرفه وتعرف أنه دين جهاد ويريد تحرير الأمة من الاستعمار والاستغلال، إنما الإنسان الغربي لديه في تراثه وفي كتب التعليم وفي الثقافة وفي الملاحم الشعبية صور شديدة الغرابة عن الإسلام وعن الرسول، فعندما يأتي شخص مثل "مارتن لوثر" في البروتستانتية ليقول: إن محمد هو صائد العاهرات والمومسات، وعندما يأتي "توما الإكويني" ليقول: إن محمد أغوى الشعوب بالشهوات الجنسية، ويصورون الرسول بأنه كان كاردينال كاثوليكي رشح نفسه في الانتخابات البابوية وعندما سقط أحدث انقسامًا، وهو المرتد الأكبر على المسيحية، لديهم ملاحم شعبية تصور لهم أن المسلمين يعبدون الثالوث مستوحاة من ملحمة رولاند عام 1100م، شعر يتغنون به يصورون فيه المسلمين أنهم يعبدون الثالوث والأصنام، "دانتي" صاحب الكوميديا الإلهية وضع الرسول r وعلي بن أبي طالب في الحفرة التاسعة في جهنم باعتبار أنهم أهل الشقاق انظروا إلى الكلام الذي كتبوه عن القرآن...الخ أي أن الثقافة الغربية والكتب المدرسية الغربية في مشروع أعد في ألمانيا عن الكتب المدرسية الأوروبية: الأخطاء والأكاذيب عن الإسلام مكون من ثمان مجلدات نشرت باللغة الألمانية وتم إعداد ملخص لها باللغة العربية وأصدرها المجلس الأعلى للشئون الإسلامية. إذن هناك صورة مشوهة عن الإسلام عند الإنسان الغربي رسمتها المؤسسات الغربية لكي تستخدم الإنسان الغربي في الحروب للهيمنة على العالم الإسلامي نحن نريد أن نُعّرف الغرب بالإسلام، المقصود الإنسان الذي هو ضحية لهذه الثقافة أما المؤسسات الغربية المواجهة معها ليست بالكلام وإنما المواجهة معها من خلال ترتيب البيت الإسلامي وتعظيم إمكانات العالم الإسلامي مثلما تفعل الصين والهند أي إعداد مشروع حضاري نهضوي يجعل العالم يحترمنا.إذن نحن في التعامل مع الغرب نريد مستويات: مستوى أهل الفكر نرتب فيه العقل المسلم ونقدم الإسلام ونعرف بالإسلام للإنسان الغربي، مستوى الحكـومات –هداها الله- نقوم بتحسين حال المسلمين لكي يحترم الآخرون الإسلام فالتعريف مطلوب والترجمة وأنا دائمًا اقترح بنشر ألف كتاب إسلامي يمثل وسطية الإسلام ونترجمها للغات المختلفة وهذا مطلوب، ولكن ترتيب البيت والتضامن الإسلامي والتضامن العربي وبعث الحياة في مؤسساتنا مثل الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي وغيرهم. فعندما تقول أمريكا بأن لا يتعامل أحد مع حماس ولا يقبل وزير الخارجية المصرية بمقابلة وزير خارجيتهم فكأن "كوندليزا رايس" هي الكفيل للحكام والملوك العرب فإذا لم يتغير هذا الوضع سيظل الغرب على حاله. وأقول أنه حتى رجال الفكر والعلماء عليهم واجب حتى في ظل البلاء الذي نعيشه من جانب التعريف بالإسلام وإبرازه وقد أعددت كتابًا بعنوان "الإسلام في عيون غربية" جئت فيه بشهادات غربية تفتري على الإسلام وجئت باثنين وثلاثين شهادة لاثنين وثلاثين من أعلام الثقافة الغربية تشهد للإسلام شهادات ندهش منها ونتعلم منها إذن لابد أن يشهد شاهد من أهلها فرجال الفكر لن يناموا إلى أن يستيقظ الحكام فعلى رجال الفكر مهمة في الموقف الغربي من الإسلام وعلى الحكام مهمة أخرى. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([1])تكاد المصادر تجمع على أن معاوية هو أول من التقى بعبيد بن شرية الجرهمي على اعتبار أنه من الإخباريين المعمرين. وبالرغم من هذا الإجماع، فإنها اختلفت في الطريقة والمكان الذي التقى فيه معاوية بعبيد بن شرية الجرهمي. ففي حين ذكر عبيد بن شرية نفسه أنه التقى به في مدينة الرقة( .عُبَيد بن شَرِيَّة الجُرهمي ومنهجه الإخباريّ المعايطة. الدكتور زريف مرزوق، كلية الآداب ـ جامعة مؤته، الكرك (الأردن). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]([2])موفق الدين أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف بن محمد بن علي بن أبي سعد ولد في بغداد في العراق سنة 557هـ الموافق 1162 م في دار جده بدرب الفالوج ببغداد، وهو من أصل موصلى، واشتهر باسم عبد اللطيف البغدادي، ولقب بابن اللباد، كان أبوه مشتغلًا بعلم الحديث والقراءات، كما أن عمه كان فقيهًا، لدلك فقد تعلم (البغدادي) ونهل من هذا المنهج العلمي الفياض، حيث يسر له ولده وهو في صباه سماع الحديث من جماعة علماء أفاضل، مما جعله ينشأ في جو من العلم والتقوى.. المصدر. ويكبيديا الموسوعة الحرة. | |
|
الريم المصريه الرتبة
الدولة : الجنس : تاريخ التسجيل : 15/02/2012 عدد المساهمات : 3030 المهنة : الهواية :
| موضوع: رد: البعد الحضاري في السنة النبوية (الجزء 5) الخميس مارس 22, 2012 3:28 pm | |
| | |
|